باحث إسرائيلي يكشف كواليس تقارب السعودية مع إسرائيل والقصة كلها ليست إيران

By Published On: 23 ديسمبر، 2019

شارك الموضوع:

وطن-السعودية وإسرائيل: مَن بحاجة إلى مَن؟”.. هذا عنوان مقالة كتبها باحث إسرائيلي، كشف فيها تفاصيل تقارب السعودية من إسرائيل، مشيراً إلى أن تقارب الرياض من تل أبيب ليس من باب التحالف ضد إيران فحسب، بل طمعا باستيراد الغاز منها وتصدير نفطها عبر البحر الأحمر إلى إيلات ومنها إلى ميناء حيفا كي يكون خط التصدير آمنا من تهديدات إيرانية وتحاشي تسديد رسوم العبور في قناة السويس لمصر.

ويقول دكتور فرانك موسمار الباحث في مركز “بيغن – السادات” للدراسات الإستراتيجية إن العلاقات بين إسرائيل والسعودية شهدت حرارة، وشعر الطرفان بالقلق الشديد بسبب ما اعتبرته حكومتا البلدين ضعفاً من جانب إدارة أوباما في مواجهة صعود إيران، كما عارضا الاتفاق النووي الإيراني ورغبا في تدابير أشدّ صرامة في مواجهة تمدد نفوذه طهران وليس فقط في سوريا.

ويضيف: “لكن مع كل ما قيل، إسرائيل -التي لا تستورد شيئاً من الخليج- تفضل عدم التدخل مباشرة في الصراع الإيراني – السعودي، لأنه من المرجح ألّا تستفيد من مثل هذا التدخل، ويمكن في الحقيقة أن تتضرر منه بشدة. ترغب دول الخليج والسعودية في تنشيط اهتمام واشنطن بالمنطقة، لكن هذا يبدو أصعب مما كان عليه في الماضي، وليس فقط لأن الأمريكيين تعبوا من التدخل العسكري في نزاعات بعيدة”.

ويستذكر تصريح الرئيس الأمريكي علناً أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى نفط الخليج، وشدد على أن المستفيدين من هذه التجارة يجب أن يهتموا بأنفسهم فقط، مع تأييد عام من الولايات المتحدة ودعمها.

ويقول إن السعودية تواجه عواقب خطيرة نتيجة اشتباكها مع إيران الشيعية ووكلائها، وإن نحو نصف إنتاج المملكة توقف – خمسة ملايين برميل يومياً – نتيجة هجوم الطائرات بدون طيار، الذي شنه الحوثيون المدعومون من إيران على منشآت أرامكو النفطية في أبقيق يوم 14 أيلول/سبتمبر 2019.

ويؤكد الباحث الإسرائيلي أن الهجوم أثبت أن السعودية غير حصينة في مواجهة هجمات طهران ووكلائها، ومن شأن أن ينفذ الحوثيون مزيد من الهجمات على قطاع النفط السعودي أن يكون مدمراً، لأن النفط يشكل عمود الارتكاز المركزي للاقتصاد السعودي وحجر الزاوية في نموها.

وبحسب الأرقام الأخيرة لصندوق النقد الدولي، تشكل إيرادات النفط نحو 85% من الصادرات السعودية، ونحو 90% من الإيرادات المالية، كما يشكل قطاع النفط نحو 40% من إجمالي الناتج المحلي ويبلغ العجز في الميزانية السعودية في كل عام، بحسب أسعار النفط الخام، نحو 40-60 مليار دولار.

تطبيع أمني بين السعودية وإسرائيل.. كاميرات مراقبة بدل قوات حفظ السلام في مضيق تيران

 

ويرى موسمار أن السعودية بحاجة ماسة إلى طريق تصدير بديل لنفطها، وهذا هو سبب إضافي لانفتاحها على اسرائيل. ويتابع: “لقد بدأت السعودية تتحدث مع إسرائيل بشأن مد خط أنابيب إلى إيلات، على مسافة 40 كيلومتراً فقط ، من أجل استيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي. يمكن، تالياً، تطوير هذه الطريق لتشكل طريقاً بديلة لنقل النفط السعودي إلى مرفأ حيفا من أجل تصديره إلى أوروبا والغرب”. ويعتبر الباحث الإسرائيلي أن هذه الطريق يمكن أن تكون أكثر أمناً وأسرع، وطريقاً مضمونة لتأمين التصدير السعودي إلى الغرب يمكن بواسطتها تجنُّب تأثير اعتداء إيراني على مضائق هرمز وباب المندب في البحر الأحمر. كما يمكنها برأيه أن توفر رسوم المرور في قناة السويس، معتبرا أن هذه الطريق يمكن أن تفتح سوق تصدير جديدة بالنسبة للسعودية.

ويضيف: “في الوقت الراهن تتطلع السعودية إلى استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل، لكن في الوقت المناسب يمكن أن تتحرك نحو تطوير مخزونها من الغاز الطبيعي، والذي يُعتبر الخامس من حيث الحجم في العالم. إسرائيل تطور احتياطيها من الغاز الطبيعي، لكنها لا تملك ما يكفي لتبرير بناء خط أنابيب تصدير إلى أوروبا”. معتقدا أن أداة ربط مع السعودية يمكن أن تميل بكفّة الميزان لصالح بناء خط أنابيب شرق متوسطي، قد يكون مربحاً جداً لكلا الشريكين، سواء كانت السعودية تضغط من أجل حرب مع إيران أم لا، فإن خياراتها لتجنب ذلك تضيق. ويقول إن المملكة التي تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، لديها الكثير لتخسره جرّاء مثل هذه الحرب أكثر مما لدى إيران.

ويدعي الباحث الإسرائيلي أن إيران تواصل استغلال الاضطرابات العديدة في الشرق الأوسط من أجل نشر نفوذها، وأنها تبني جسراً يمتد منها، مروراً بالعراق، وصولاً إلى سوريا والحدود الإسرائيلية في الجولان وإلى لبنان ضمن ما يعرف بـ”الهلال الشيعي”. ويزعم أن الشيعة يشكلون 10% فقط من سكان العالم الإسلامي، لكنهم يشكلون الأكثرية في إيران التي استخدمت الحركات الشيعية حيثما كانت من أجل ترسيخ هيمنتها الإقليمية.

ويقول إن اكتمال بناء الهلال الشيعي يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً للمصالح السعودية في المنطقة، ويمكن أن يهدد طرق التجارة الحيوية والأمن في المنطقة كلها. كما يمكن أن يجعل التدخل في المناطق التي تخضع للسيطرة الإيرانية أكثر تعقيداً، بالنظر إلى احتمال نشوء التصعيد بين السعودية والقوات المدعومة من إيران.

ويخلص الباحث الإسرائيلي للقول إنه “على العموم، الوجود الإيراني يغذي نمو التعصب المذهبي الذي يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي في السنوات المقبلة، وإن السعودية ستبذل كل ما في وسعها للتخفيف من هذا الخطر، والذهاب بعيداً إلى حد مد يد الصداقة إلى إسرائيل”.

مجلة عبرية: السعودية وإسرائيل تستعدان لاجتماع دبلوماسي كبير

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment