وطن – أثار حادث طبيبات المنيا ضجة كبيرة في مصر، إذ تابع رواد الشبكات الاجتماعية بغضب وحزن حادث وفاة طبيبات التكليف أو الامتياز (في السنة الأخيرة من كلية الطب) في حادث سير أثناء حضورهن تدريباً نظمته وزارة الصحة والسكان ضمن مبادرة «100 مليون صحة» التي يرعاها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
إذ استدعت الإدارة الصحية في محافظة المنيا عدداً من الطبيبات من دفعة 2017 لحضور تدريب في العاصمة القاهرة (بينهما مسافة نحو 270 كيلومتراً)، صباح الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2020، وقد أبلغتهن بموعد التدريب قبلها بيومٍ واحد فقط، ورغم اعتراض الطبيبات واقتراحهن تلقي التدريب مع محافظة بني سويف، أو إحضار المدرب للمحافظة، أو على الأقل منحهن فرصة ليتمكنّ من الحجز في القطار من المنيا للقاهرة، فإن باءت المحاولات بالفشل.
حتى أن الإدارة الصحية هددتهن بالنقل خارجها حال تغيب إحداهن، لكن تعرضت الطبيبات لحادث سير وهن في طريقهن لحضور التدريب بمعهد تدريب الأطباء التابع لوزارة الصحة بالعباسية.
اقرأ أيضاً: تقرير عبري يفضح السيسي وبن زايد وبن سلمان ويكشف الهدف الحقيقي لقاعدة “برنيس” المصرية
ما أدى إلى وفاة طبيبتين والسائق وراكب آخر، إذ كانت الحافلة تقل 20 راكباً، فيما أصيبت 17 طبيبة ونقلن إلى مستشفيات «١٥ مايو»، و«حلوان»، و«معهد ناصر»، وتتفاوت إصابتهن بين الخطيرة والمتوسطة.
إصابات خطيرة، وطبيبة حامل فقدت جنينها ورحمها!
كانت أكثر الإصابات المؤثرة للطبيبة راعوث القس أشعياء البالغة من العمر 26 عاماً، إذ أصيبت بكسر مضاعف في عظمة الفخذ الأيسر أدت إلى انفجار الرحم ووفاة جنينها الذي كانت حاملاً به في الشهر الثاني، ثم جرى استئصال رحمها، كذلك أصيبت بخلع في مفصل الفخذ الأيمن وخلع بمفصل الفك.
وقد تراوحت إصابات الطبيبات اللاتي كان عدد منهن حديث الزواج (تتراوح أعمارهن بين 22 إلى 27 عاماً) بين نزيف في المخ، وكسر بالحوض أو الفخذ أو فقرات العمود الفقري، بالإضافة إلى كسور الساق والأيدي، أو شروخ في الحوض مع جروح قطعية خارجية وكدمات.
المحادثات الأخيرة: طالبن بوسيلة نقل آمنة فتلقين تهديداً بالنقل
نشرت جريدة «الشروق» وكذلك أصدقاء وأهالي الضحايا المحادثات الأخيرة للطبيبات المصابات والمتوفيات، التي توضح اعتراضهن على التدريب وموعده، وكانت معظم الطلبات تطلب وسيلة نقل آمنة للسفر مثل حجز القطار الذي لم يعد لديهم وقت لتنظيمه. إذ تنتشر في مصر حوادث الطرق السريعة، فقد وصلت في عام 2018 إلى 8500 حادث، فيما وصلت في عام 2017 إلى 11 ألف حادث بسبب حالة الطرق وعدم صيانتها أو للأعطال الفنية والأخطاء البشرية.
كذلك طالبت الطبيبة التي فقدت جنينها بالاعتذار بسبب حملها في الشهر الثاني، لكن كل الاعتراضات لم تلقى اهتماماً، بل تلقين تحذيراً في حال التغيب عن حملة سرطان الثدي بالنقل خارج الإدارة الصحية التابعة لمحل إقامتهم.
وزارة الصحة تراضي أهالي الضحايا برحلات حج.. شملت الأقباط!
بعد ساعاتٍ من الحادث، وإثارة ضجة كبيرة على الشبكات الاجتماعية وصلت إلى إصدار وسم يطالب بإقالة وزيرة الصحة، أصدرت وزارة الصحة والسكان بياناً تنعى فيه الطبيبتين اللتين توفيتا، وتتمنى الشفاء للمصابات.
فيما أكد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي، خالد مجاهد، أن الوزيرة تتابع الحادث وأمرت بتوفير الرعاية الطبية للمصابات، وتحدث عن الدفع بـ 14 سيارة إسعاف لنقل المصابات، وتكليف مسؤولين في الوزارة وفرق طبية من أساتذة الجامعات لمتابعة الحالات الطبية.
أما عن محاولات الإرضاء لأهالي الضحايا، فقد أصدرت وزارة الصحة قراراً بإطلاق اسم الطبيبتين المتوفيتين على الوحدتين الطبيتين اللتين كانتا تعملان بهما تكريماً لهما.
شمل التعويض أسماء أحد ذوي الضحايا من الدرجة الأولى إلى البعثة الطبية للحج لهذا العام، لكن الغريب أن ذلك شمل أهل سماح صليب، وهي طبيبة قبطية يقام عزاؤها في كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بقاعة الأنبا أرسانيوس في سمالوط بالمنيا.
بالإضافة إلى الزيارات الرسمية لوزيرة الصحة هالة زايد، التي ذهبت لبعض المصابات في المستشفيات، كما أعلنت الوزارة عن تقديمها واجب العزاء لأسر المتوفين في المنيا.
ومَن تخلف عن الحضور أُحيل للتحقيق
نقلت الصحف والمواقع المصرية، وأبرزها «مصراوي»، عن طبيبة تدعى فاطمة موسى، إحدى طبيبات محافظة المنيا، التي كان من المُفترض أن تكون ضمن فوج الطبيبات المنتدب للتدريب، قولها إنها أحيلت إلى التحقيق.
إذ كتبت الطبيبة عبر حسابها على فيسبوك إن الإدارة الصحية بالمحافظة تواصلت معها، واعتقدت أنها تطمئن على نجاتها من الحادث، فتفاجأت بأمر إحالتها للتحقيق في الشؤون القانونية لعدم سفرها.