وطن – شهدت محاكمة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مجلس الشيوخ سجالاً حاداً بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن الإجراءات، وصوّت المجلس برفض أربع حزم من التعديلات تقدم بها الديمقراطيون بشأن ضوابط المحاكمة.
وتضمنت مقترحات التعديل الأربعة طلب وثائق من البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والخزانة واستدعاء القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفيني للاستماع لشهادته.
وقدم زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس السيناتور تشاك شومر مشروع تعديل خامس يطالب المجلس باستدعاء وثائق البنتاغون المتعلقة بتجميد حزمة مساعدات لأوكرانيا.
وبدأت الجلسة الأولى لمحاكمة ترامب والنظر في عزله من منصبه بعيد الساعة السادسة من مساء الثلاثاء بتوقيت غرينتش، حيث اجتمع أعضاء مجلس الشيوخ في مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس) في العاصمة واشنطن برئاسة رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس.
لكن قبل البدء بمناقشة لائحة الاتهام الموجهة إلى ترامب والتي تشمل تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، خاض الجانبان الجمهوري والديمقراطي مواجهة شديدة بشأن ضوابط المحاكمة.
ضوابط المحاكمة
وقدم زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس السيناتور ميتش ماكونيل ضوابط المحاكمة التي نصت على منح فريقي الادعاء والدفاع 24 ساعة لكل منهما، موزعة على ثلاثة أيام لعرض حجج كل فريق.
ونظرا إلى أن الجمهوريين لديهم 53 من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ، فبإمكانهم الفوز بجميع عمليات التصويت الإجرائية، وصولا إلى تبرئة ترامب في نهاية المطاف.
وقال ماكونيل إن الضوابط التي قدمها تشكل خارطة طريق لمحاكمة عادلة في مواجهة ما سماه تقصير مجلس النواب الذي أقر قبل شهر توجيه تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس للرئيس ترامب، على خلفية ما يعرف بقضية “أوكرانيا غيت”.
وانتقد زعيم الأقلية الديمقراطية السيناتور تشاك شومر الإجراءات التي حددها الجمهوريون، وقال إن ماكونيل قرر إجراء محاكمة ترامب ليلا حتى لا يتابعها الأميركيون، مشددا على أن “الرئيس أساء استخدام السلطة، وهذه جريمة ضد الديمقراطية”.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قالت إن خطة ماكونيل لعقد محاكمة برلمانية “تحت جنح الظلام”، تؤكد أنه اختار التستر لصالح الرئيس ترامب بدلا من الوفاء بيمينه الدستورية.
وأضافت بيلوسي أن الرئيس ترامب قوّض الأمن القومي الأميركي وعرّض سلامة الانتخابات للخطر، وانتهك الدستور لمصلحته الشخصية والسياسية.
ولن يحضر ترامب المحاكمة، وهو الرئيس الأميركي الثالث الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.
اقرأ المزيد :
عزله احتمال كبير وارد.. بدء محاكمة ترامب رسميا والخوف يسيطر على ابن زايد وابن سلمان أكثر من “أبو إيفانكا” نفسه
مستبدو الشرق الأوسط يندبون حظهم.. ترامب يدخل التاريخ كأول رئيس يحال مرتين للمحاكمة
مجرد خداع
وقبل ساعات من بدء محاكمته، رد ترامب أثناء وجوده في سويسرا لحضور اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي، بقوله إن محاكمته برلمانيا ليست سوى خدعة، موضحا أن “من يحاولون محاكمته لن يصلوا إلى شيء”.
وردا على اتهامه بإساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، نفى ترامب مرارا أن يكون ارتكب أي مخالفة، حيث يتهمه خصومه بأنه سعى للضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن أنشطة نجل جو بايدن المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، في خطوة يمكن أن تساعد ترامب في مسعاه لإعادة انتخابه رئيسا.
في غضون ذلك، قدم الفريق القانوني لترامب مذكرته القانونية المؤلفة من 110 صفحات للاعتراض على اتهامه، وقال “إن موكله ضحية عملية تلاعب بدافع سياسي، وإنه لم يرتكب أي مخالفة”.
ما هي الاتهامات الموجهة إلى ترامب؟
الاتهام الأول الموجه للرئيس ترامب هو السعي لطلب المساعدة من الحكومة الأوكرانية في إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ويتضمن هذا الاتهام أن ترامب أجرى اتصالا بنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هدد خلاله بتعليق المساعدات العسكرية الأمريكية ما لم تفتح أوكرانيا تحقيقا بشأن عمل هانتر بايدن، ابن جو بايدن، والذي كان يعمل لدى شركة بوريسما الأوكرانية للطاقة. ويُنظر إلى بايدن الأب على أنه الأوفر حظا في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى العام الحالي.
ويشير الاتهام الثاني إلى أنه بالرجوع إلى منع ترامب طاقم العمل في البيت الأبيض من الشهادة أمام مجلس النواب العام الماضي، يكون ترامب قد عطل أعمال البرلمان.
وينفي ترامب جميع ما وُجه له من اتهامات.