نيويورك تايمز: مراهنة ترامب على “خزّان” أصوات الإنجيليين وراء إعلانه صفقة القرن وهذا ما يحدث خلف الكواليس

By Published On: 1 فبراير، 2020

شارك الموضوع:

وطن– قالت صحيفة “نيويورك” تايمز الأمريكية، إن توقيت الإعلان عن الخطة المقترحة كان يهدف إلى مساعدة بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 2 مارس المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن التنازلات غير المسبوقة المقدمة لإسرائيل بموجب الخطة يمكن الترويج لها في الوطن على أنها كانت نتاج علاقته الوثيقة والفعالة بالبيت الأبيض، كما أن ترامب مستفيد أيضاً بشكل كبير، بالنظر إلى تحقيق محاكمة العزل الجاري، يأمل ترامب في أن يكشف إعلانه عن خطته بتقديمه كرجل دولة يتحلى بالبراعة السياسية، ما سيكسبه رصيداً أكبر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، حيث يراهن الرئيس الأمريكي على خزّان أصوات المسيحيين الإنجيليين، أصحاب القوة والضغط والنفوذ في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكلمة «إنجيلي» هي الترجمة الشائعة لمصطلح «إيفانجيليكل» (Evangelical)، ويُقصد بها في الولايات المتحدة كل الطوائف المسيحية البروتستانتية التي تميزت عن البروتستانت التقليديين بعدد من المعتقدات، أبرزها إيمانها بمفهوم «الولادة الثانية» أو ولادة الروح، ويُعتقد أنهم يشكلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة.

ناشطون لم يجدوا أفضل من هذه العجوز الفلسطينية للرد على ترامب وصفقة القرن المشبوهة

حيث يرجع تاريخ الإنجيليين إلى القرن الثامن عشر حين كانت أميركا مجموعة من المستعمرات، لكن هذه الطائفة مرت بتحولات عديدة حتى صارت مشهورة في يومنا هذا بنشاطها السياسي وانخراط كثير من أتباعها في صفوف «اليمين المسيحي»، وتقاطعها فكرياً وسياسياً مع إسرائيل والحركة الصهيونية.

خزّان أصوات ترامب

تقول الكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز، ميشيل غولدبرغ إن ترامب «غير المتدين» يعتبر «حصان طروادة لليمين المسيحي» الذي يريد السيطرة على السياسة الأمريكية.

إذ شكّل المسيحيون الأمريكيون الإنجيليون كتلةَ تصويتٍ قوية لدونالد ترامب في عام 2016، بنسبة تصويت له بينهم بلغت نحو 80%، وهم الآن يحشدون كل قوتهم من أجل فوزه في الجولة القادمة من الانتخابات الرئاسية نهاية عام 2020.

ويقدم الإنجيليون دعماً كبيراً لترامب، بالرغم من أنه لا يمثل شخصية تتمتع بالقيم الأخلاقية أو الدينية التي يدافع عنها المسيحيون المحافظون، فهو رجل مطلق، وارتبط اسمه بفضائح مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز. ورغم أنّه «خاطئ»، فإنه يحظى بدعم كبير من الإنجيليين.

تقول القسيسة باولا وايت، المستشارة الروحية الخاصة بالرئيس الأمريكي، في إحدى عظاتها المتلفزة: «حين تقول لا للرئيس ترامب كأنك تقول لا لله».   وكانت باولا وايت أوّل امرأة في التاريخ تتلو الصلاة خلال مراسم تنصيب رئيس أمريكي عند أداء ترامب اليمين عام 2017. في إحدى عظاتها المنتشرة على الإنترنت، تقول: «حين أطأ أرض البيت الأبيض، فإنّ الله يطأ أرض البيت الأبيض. لديّ كامل الحق والسلطة لأعلن البيت الأبيض أرضاً مقدسة، لأنني كنت أقف هناك، وكل مكان أقف فيه هو مكان مقدّس».

لكن دور الإنجيليين في تشكيل سياسات ترامب لا تقتصر أسبابه على أن الرئيس يريدهم أن يصوتوا له في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. إذ هناك أيضاً إنجيليون داخل إدارة ترامب ذاتها، مثل نائب الرئيس مايك بينس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، الذين يقال إنهم يضغطون لصالح نوعٍ من الدعم لتطلعات إسرائيل التوسعية على النحو المفصّل في الخطة الجديدة.

لكن هذه التطلعات تقضي على فكرة وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية ذواتي سيادة جنباً إلى جنب، كما اعتادت الإدارات الأمريكية السابقة قول إنها تسعى لذلك. وبحسب رويترز فإن حملة ضغط شديدة متواصلة شنها المسيحيون الإنجيليون في الولايات المتحدة كان لها دور في دفع ترامب إلى اتخاذ قرار سابق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، والإعلان عن صفقة القرن الآن.

ويبدي كثيرون من الإنجيليين الأمريكيين تضامنهم القوي مع اليمينيين في إسرائيل ويشعرون بوجود رابطة راسخة في الإنجيل تربطهم بالدولة اليهودية. ويصر المسيحيون منذ فترة طويلة على أن الاعتراف الرسمي بالقدس التي تضم أماكن مقدسة عند المسلمين والمسيحيين واليهود كان يجب أن يحدث منذ مدة في أعقاب القرار الذي اتخذه الكونغرس عام 1995 بنقل السفارة من تل أبيب، واعتبار القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

وكان المسيحيون الإنجيليون أصحاب دعمٍ مالي هائل لحملة ترامب في عام 2016، إلى جانب آخرين أرادوا يروا بعض العائد على الدعم الذي قدموه خلال الانتخابات الأخيرة، وهو ما انعكس في تلك الخطة المقترحة، ومنهم «أيباك»، مجموعة الضغط القوية المؤيدة لإسرائيل، والتي أيدت بالفعل خطة ترامب المقترحة في الشرق الأوسط، قائلة إنها تقدر جهود الرئيس.

ومن بين هؤلاء في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض، حيث جرى الإعلان عن الخطة، كان «المتبرع السخي» شيلدون أديلسون. فقد دفع ملياردير الكازينوهات عشرات الملايين من الدولارات إلى خزائن الجمهوريين، ونحو 20 مليون دولار لحملة ترامب في عام 2016.

ويلعب الإنجيليون أدواراً أخرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بتقويض أي حراك داخل المجتمعات العربية والإسلامية في أمريكا. أما خارجها، يقوم قادة الإنجيليين بجهود دبلوماسية في عدة بلدان عربية حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد التقت وفود منهم بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكثر من مرة بين عامي 2018 و2019، وكذلك التقوا برئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة خلال نوفمبر 2017، وزاروا الإمارات في الفترة ذاتها وما بعدها مرات عدة والتقوا قادتها.

شيخ قطري ساخراً من رحيل نتنياهو: ذهب وراء ترامب وسترحل معه أنظمة عربية

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment