طفل 8 سنوات بتروا له قدمه.. أنجلينا جولي تروي أهوال ما رأته في سوريا وكيف كادت أن تتجمد في إدلب
شارك الموضوع:
وطن- “كتب- وعد الأحمد”.. كتبت النجمة الأمريكية “أنجلينا جولي” مقالاً عن معاناة السوريين من الحرب كما عايشتها على أرض الواقع، وروت خلاله أنها زارت الحدود الأردنية بعد مضي أشهر على بدء الحرب في سوريا عام 2011 وكان عدد من الأسر السورية تعبر الحدود تحت جنح الظلام والقذائف.
وتقول النجمة العالمية أنجلينا جولي إن أحد الأطباء في المركز الحدودي أخبرها عن عائلة وصلت مؤخراً، حملوا معهم ابنهم الجريح البالغ من العمر 8 سنوات وساقه المبتورة، وأضافت سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أحد قدمي الابن الجريح كانت قد قُطعت في غارة جوية وتوسل لأهله أن يحضروا القدم المبتورة معهم أثناء فرارهم على أمل أن يتم إعادة ربطها بطريقة أو بأخرى.
مفاجأة تكشفها صحيفة “ذا صنّ” البريطانيّة عن النّجمة العالمية أنجلينا جولي
وأشارت جولي في المقال الذي سينشر في عدد آذار- مارس القادم من مجلة TIME الأمريكية إنها كانت تأمل أن تجبر قصص مثل هذه القصة الأليمة دول العالم الغنية والأقوياء على التدخل لوقف العنف لكنهم لم يفعلوا رغم مرور 9 سنوات ولم يؤثر الدمار الذي لحق بجيل الأطفال والضرر الذي لحق بمجتمع علماني متعدد الأعراق على هذه الدول أو يدفعها للمساعدة أو الإجابة.
وزارت جولي المناطق السورية المحررة حوالي 10 مرات منذ بدء الصرع-حسب تعبيرها- وكانت العائلات التي قابلتها متفائلة وطلبت منها نقل واقعهم وأوضاعهم وكانوا واثقين-كما تقول- أنه بمجرد معرفة الحقيقة سيأتي العالم لإنقاذهم، لكن الأمل بات مشوباً بالغضب، وكشفت أن أحد الآباء حمل طفله الصغير وسألها: “هل هذا إرهابي؟ هل ابني إرهابي؟” وكان جل همّ هذه العائلات –حسب قولها- تأمين الطعام والأدوية لأطفالهم.
وتابعت الممثلة التي كرست وقتها ومالها لمساعدة اللاجئين السوريين أنها رأت صوراً لا تُحصى لأطفال سوريين اختنقوا بالغاز أو شوهتهم الشظايا أو غرقوا على شواطئ أوروبا أو ماتوا من البرد، مشيرة إلى أنها شعرت بأنها تكاد تتجمد من البرد في محافظة إدلب وهي تكتب هذه المقالة، ولم يكن أياً من هذه المآسي كافياً لتجاوز اللامبالاة الوحشية للقوى والمصالح المتنافسة التي ساهمت في تدمير سوريا.
وفيما تلطخت أيادي بعض الدول بالدماء في هذه الحرب ركّزت بلدان أخرى اهتمامها على مكافحة الإرهاب أو على جهود الإغاثة الإنسانية، في حين أن الحرب نفسها كانت تنزف بقوة، ولفتت جولي إلى أن القوانين التي تحظر قتل المدنيين، وقصف المستشفيات والمدارس، أو الاغتصاب الجماعي؛ ومعاهدات حظر استخدام الهجمات الكيميائية؛ واتفاقية حماية الأشخاص الموقعة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وصلاحيات مجلس الأمن كل ذلك لم يفلح في وقف الصراع السوري.
ومنذ العام 2014 توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء عدد القتلى الذين تقدر إحصائيات عددهم بأكثر من نصف مليون سوري ماتوا جراء الحرب، وتابعت أن ما يجري في سوريا دليل على أن للافتقار إلى القيادة والدبلوماسية عواقب وخيمة
وعبّرت جولي عن استغرابها من وقوف أمريكا موقف المتفرج على الحرب الوحشية في سوريا كما لو أنه لا علاقة لها بما يجري، داعية إلى استخدام الدبلوماسية لإيقاف إطلاق النار وإقامة سلام قائم على الأقل على قدر من المشاركة السياسية والمساءلة وشروط العودة الآمنة للاجئين.
وعُرفت الممثلة والمخرجة الأمريكية “أنجلينا جولي” بنشاطاتها العديدة في مجال حقوق الإنسان، واخُتيرت من قبل الأمم المتحدة كسفيرة النوايا الحسنة لشؤون اللاجئين، وقامت بزيارة النازحين في أكثر من 20 بلدًا بما في ذلك سيراليون والعراق وأفغانستان والأردن وسوريا والإكوادور والبوسنة وهايتي وغيرها.