هشام عشماوي ضابط صاعقة منشق يربك نظام السيسي حيا وميتا.. هل تم إعدامه ولماذا حُذف الخبر من مواقع النظام؟

وطن- اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صباح اليوم، الاثنين، بخبر انتشر على نطاق واسع بوسائل الإعلام المصرية المحسوبة على النظام يفيد بتنفيذ حكم الإعدام بحق الضابط المصري بسلاح الصاعقة والمنشق عن الجيش هشام عشماوي.

لكت سرعان ما تحول الخبر لمصدر بلبلة وجدل واسع أربك نظام السيسي، عقب قيام مواقع النظام بحذف الخبر سريعا والاعتذار عنه لتترك المصريين في حيرة.

من جانبه قال خالد المصري محامي عشماوي إنه “لم يتلق أي إخطار من مصلحة السجون بشأن تنفيذ حكم الإعدام بحق موكله” لافتا إلى أن أسرة عشماوي ليس لديها أي معلومة بشأن تنفيذ مصلحة السجون لحكم الإعدام، ولم يتم أخطار أسرته بذلك.

“هشام عشماوي” المطلوب الأول في مصر يتصدر مواقع التواصل بعد إصدار حكم إعدامه…

من ناحية أخرى وقبل الإعلان عن الخبر، كانت مصادر مطلعة أكدت لموقع “عربي بوست” إعدام عشماوي، وتنفيذ حكم الإعدام في سجن طرة وليس في سجن الاستئناف كما هو متعارف عليه، وأن الإعلان عن الإعدام سيكون من قبل جهات سيادية أخرى، وليس مصلحة السجون.

وبعد فترة وجيزة من نشر وسائل إعلام محلية خبر تنفيذ حكم الإعدام بحق “عشماوي”، سارعت جميع المواقع والصحف إلى سحب الخبر، بل والاعتذار عنه، رغم عدم نفيه في سابقة هي الأولى من نوعها، بما فيها موقع سكاي نيوز “بالإمارات”.

وكان القضاء المصري أصدر حكمين نهائيين بإعدام عشماوي لإدانته في القضيتين المعروفتين إعلاميا بـ “الفرافرة، أنصار بيت المقدس الثالثة”.

تتعلق القضية الأولى باتهام عشماوي وآخرين من تنظيم “المرابطون” بمهاجمة نقطة تفتيش أمنية بالفرافرة غرب البلاد في يوليو/تموز 2014، مما أسفر عن مقتل ضابطين و26 مجندا، وتتعلق الأخرى بثلاثة أحداث هي تفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة ومقر الأمن الوطني في شبرا الخيمة ومحاولة اغتيال المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة.

وفي 29 مايو/أيار 2019، أعلنت القاهرة عن تسلم عشماوي من قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بحسب التلفزيون المصري ووكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وكانت قوات حفتر قد أوقفت عشماوي بمدينة درنة شرقي ليبيا في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

الخبر جاء من مصدر أمني

وبالعودة إلى الكواليس لمعرفة سبب تضارب الأنباء، قال مصدر إعلامي خاص لـ “عربي بوست” إن الخبر وصل للقنوات والمواقع الصحفية ممهوراً “بمصدر أمني”، وليس بياناً من وزارة الداخلية، يفيد بتنفيذ حكم الإعدام صباح اليوم.

وأضاف المصدر، بعد وقت قليل، انقلبت الدنيا رأساً على عقب بعد نشر الخبر في جميع المواقع، وجاءت تعليمات مشددة وغاضبة بسرعة “سحب الخبر”، بل والاعتذار عنه.

لكن مصادر أمنية وقضائية وصحفية أكدت لـ “عربي بوست” تنفيذ حكم الإعدام بحق الضابط المصري السابق، هشام عشماوي في سجن غير سجن الاستئناف، إنما في سجن طره بالقاهرة (مجمع للسجون)، من خلال تخصيص غرفة خاصة “لعملية الإعدام”.

من هو هشام عشماوي؟

نشرت وكالة “رويترز”، في أكتوبر عام 2015 تقريرا مطولا يتناول سيرة ضابط الجيش المفصول هشام عشماوي الذي بات المطلوب الأمني رقم 1 في مصر.

قد لا يُفهم حالة الذعر التي تشعر بها الأجهزة الأمنية، إلا في سياق القدرات التي يتمتع بها “عشماوي”، فقد كان ضابطا بسلاح الصاعقة ويدرك جيدا المطبخ العسكري المصري بكل تفاصيله، ومن ثم يسهل عليه التعاطي مع كل الفخاخ التي تنصبها له الأجهزة.

وأورد التقرير شهادات كثير من المسؤولين الأمنيين المصريين، كلها تعبر عن الخطر الذي يمثله “عشماوي” والذي وصفه مسؤول بالأمن الوطني بـ” أخطر إرهابي” تواجهه مصر لأنه المخطط والمنفذ للعمليات التي تجري ضد الجيش والشرطة في كثير من الأوقات.

عمليات كبيرة حملت بصمات “عشماوي”

من أبرز العمليات التي حملت بصمة “عشماوي”، محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في العام الذي وقع فيه الانقلاب العسكري، وأيضا عملية اغتيال النائب العام هشام بركات في هجوم بسيارة ملغومة منتصف العام الجاري.

محاكمة عسكرية لـ”عشماوي “وعدد من زملائه بتهمة الانقلاب على “السيسي”

وعند الحديث عن هشام عشماوي، يأتي الحديث أيضا عن قضية شهدتها مصر عام 2017 تتعلق بالحكم عسكريا على أكثر من 25 ضابطا في الجيش بتهمة الانقلاب على “السيسي”، حيث حصل أحد المواقع الإخبارية على نسخة من قرار الاتهام الصادر بحق 26 من ضباط القوات المسلحة أدانتهم محكمة عسكرية في أغسطس 2015 بتدبير انقلاب على النظام الحالي.

كما كشفت مقابلات مع أقارب من الدرجتين الأولى والثانية لعدد من المتهمين المزيد من التفاصيل حول خلفية القضية والمعاملة التي تلقاها المتهمون بعد القبض عليهم وأثناء محاكمتهم وفي أعقاب صدور الحكم بإدانتهم.

ولم تحظ القضية- على أهميتها- حينها بأي تغطية إعلامية في وسائل الإعلام المصرية، واقتصرت الإشارة إليها على مواقع وقنوات فضائية موالية لجماعة الإخوان تبث من خارج البلاد.

ونشر موقع “بي بي سي عربي” في 16 أغسطس 2015، وهو اليوم الذي صدرت فيه الأحكام بحق المتهمين، خبرا مقتضبا بشأن القضية نقلا عن “مصادر عسكرية”.

غير أن وزارة الدفاع وهيئة القضاء العسكري التابعة لها لم تصدرا حتى اليوم أي بيانات بشأن القضية.

دعا لـ”الجهاد ضد السيسي”

وفي رسالة صوتية نشرها موقع “سايت” لمراقبة مواقع الجماعات الإسلامية المسلحة على الإنترنت، في يوليو 2015 دعا هشام العشماوي – الضابط المصري السابق – للجهاد ضد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي،

وتبلغ مدة التسجيل الصوتي ست دقائق ونصف، ويبدأ بكلمة قصيرة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يدعو فيها الأمة إلى خوض معركة البيان كما معركة السلاح.

ثم يبدأ أبو عمر “العشماوي” كلمته بعنوان “يومئذ يفرح المؤمنون”، وإن مصر “تسلط عليها فرعونها الجديد” وهو السيسي.

وذكر العشماوي في الرسالة: “أناشد أهلي وإخواني المسلمين” بأن يهبوا “لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم”، وأن يهبوا “في وجه عدوكم، ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين”.

كما اتهم الضابط السابق السيسي وجنوده “بمحاربة الدين”، وبأنه يقتل رجال مصر ونساءها.

وذكر موقع “سايت” أن الرسالة بثت على منتدى إلكتروني تابع لتنظيم القاعدة، يوم 20 من يوليو الحالي، وقد أُلحِقت بالرسالة الصوتية صورتان للعشماوي بالزي العسكري.

وأضاف الموقع أن العشماوي واحد من زمرة من ضباط الجيش السابقين الذين انضموا إلى جماعات توصف بالمتشددة، كما يُصنّف بأنه واحد من أكثر العناصر خطورة.

وهو يعرف باسمه الحركي “أبو عمر المهاجر المصري وأمير جماعة المرابطين”.

وشكّل العسكري السابق – الهارب منذ سنوات – خلية داخل جماعة مسلحة، غيّرت اسمها مؤخرا لولاية سيناء، بعد أن بايعت تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

كما يصف مسؤولو الأمن العشماوي بأنه قائد لجنة التدريب العسكري في ولاية سيناء.

والسلطات في مصر تعتبر الجماعة المنتمي لها عشماوي أكثر خطورة من المسلحين الذين ينشطون في شبه جزيرة سيناء، نظرا لما تقول مصادر مصرية بالمخابرات والأمن إنها عملت بشكل مكثف على تجنيد ضباط سابقين في الجيش والأمن المصريين.

بعد إعدامه.. هذا ما فعله النظام المصري للانتقام من زوجة هشام عشماوي الذي دعا للجهاد ضد السيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى