تحت سيطرة المخابرات.. البرامج كلها ستكون حسب مزاج الضابط المسؤول ولمن يخالف هذا ما سيجري به

وطن- أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهي شركة خاصة تابعة للأجهزة الأمنية في مصر، انطلاق الفترة المسائية بعد تطويرها على القناة الأولى والفضائية المصرية، التي تحمل اسم “التاسعة” أمس الأول السبت، وهو الامر الذي أثار جدلاً واسعاً وكشف عن عملية توغل تقودها الاجهزة الامنية داخل مؤسسات الاعلام المرئي في مصر.

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين، ومجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، برئاسة تامر مرسي، وقعت عدة بروتوكولات مدتها خمس سنوات، بهدف تقديم محتوى أفضل ومتطور على شاشات التليفزيون المصري، بتعاون الخبرات الموجودة في كل من التلفزيون المصري ومجموعة إعلام المصريين والمتحدة للخدمات الإعلامية.

ووفقا للبروتوكول، ستقوم شركة المتحدة بإنتاج عدة برامج في التلفزيون الرسمي، أبرزها «صباح الخير يا مصر» و»التاسعة مساء»، ومن المتوقع أن يذاع كلا البرنامجين على القناة الأولى والفضائية المصرية وقناة «أون»، وهي قناة خاصة تملكها المتحدة.

مصر تعدم “عشماوي” الضابط الذي رفع ضغط السيسي لسنوات.. وجهت له 54 تهمة هذه تفاصيلها

بالأمر المباشر

الصحافي والحقوقي حسام بهجت، انتقد سيطرة جهاز المخابرات على التلفزيون المصري وكتب على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، «الهيئة الوطنية للإعلام التي تمتلك ماسبيرو وهو للشعب حسب الدستور، اختارت بالأمر المباشر شركة قطاع خاص تسمى المتحدة مملوكة بالكامل للمخابرات العامة من أجل تطوير ماسبيرو».

وأضاف:» الشركة الخاصة ستقدم برنامج «صباح الخير يا مصر» من الساعة السابعة إلى العاشرة صباحا في موعده، لكن بفريق جديد، والبرامج ستعرض بالتوازي على القناة الأولى والفضائية المصرية وقناة «أون» وهي قناة خاصة أيضا ملك للشركة وبالتالي هي ملك نفس الجهاز السيادي».

وزاد:»في إطار التطوير أيضا نشرة التاسعة على القناة الأولى التي تم تسليمها للشركة المتحدة ستتحول الى نشرة وتوك شو في برنامج واحد يقدمه وائل الإبراشي والمجموعة التي معه».

وواصل:» نفس شركة المتحدة هي التي اشترت تقريبا كل القنوات الفضائية الخاصة وأغلب الصحف الخاصة في البلد وهي التي تنتج كل مسلسلات موسم رمضان، وبدخولها ماسبيرو أصبح 90% من الإعلام المصري في ظرف 3 سنين ملكا لشركة خاصة مملوكة بالكامل للمخابرات وغير خاضعة لرقابة البرلمان أو أي جهاز رقابي، وهو وضع لم تشهده مصر حتى أيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقت تأسيس التلفزيون وتأميم الصحف في الستينيات».

وسخر بهجت من محاولات السيطرة على الإعلام المصري، وكتب :»نتمنى لهذه المحاولة نفس النجاح الذي لاقته المحاولات السابقة لنفس المجموعة في نفس الملف ويعوض الله في فلوسنا».

لم تقتصر الانتقادات التي واجهها ما يعرف بتطوير التلفزيون المصري على النشطاء السياسيين، بل امتدت للعاملين في التلفزيون، الذين اعتبروا أن هذه المحاولات للسيطرة على ماسبيرو ظلمتهم وتجاهلت أبناء ماسبيرو.

الإعلامية هالة أبو علم كتبت على صفحتها على «فيسبوك»: «بمناسبة تطوير التلفزيون المصري وإعلان (نحن التلفزيون المصري) الذي يظهر فيه وائل الإبراشي ومجموعة أخرى، هؤلاء حصلوا على فرص آخرين كانوا يعملون في التوقيت نفسه الذي سينطلق فيه برنامج التاسعة» .

وتابعت :«التطوير ألغى نشرة أخبار التاسعة وهي النشرة الرئيسية في التلفزيون المصري على مدار سنوات طويلة ويتابعها الجمهور في مصر والعالم و ارتبط بها المشاهدون من صغرهم»

وأضافت:«وفرتوا كل الإمكانيات المادية والبشرية للبرنامج لم توفروها لأصحاب البيت الأصليين، واتهمتم التلفزيون المصري والعاملين فيه بالفشل، على الرغم من أنكم أنتم من منعتم ضخ أي دماء جديدة فيه وأغلقتم باب التعيين تحت زعم وجود عمالة زائدة عن الحاجة، وأطلقتم شائعات أن عدد العاملين في ماسبيرو يتخطون الـ 60 ألفا».

وهاجم عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» استضافة برنامج «التاسعة»، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على شاشة القناة الأولى، الفنان محمد رمضان، في أول حلقة للبرنامج، في إطار مشروع تطوير التلفزيون رغم حملات المقاطعة التى تستهدف رمضان، لجملة أسباب، منها أداؤه أغاني المهرجانات في حفلاته وأزمته الأخيرة مع الطيار أشرف أبواليسر. واعتبر مستخدمو الموقع استضافة رمضان تحديًا للمشاهدين الراغبين في «تطهير الذوق العام وتنقية الأغاني من الألفاظ المبتذلة والمسيئة»، ودعوا مسؤولي التلفزيون إلى عدم استضافة رمضان.

سيطرة أمنية

وقال بعض مستخدمي الموقع: «أنقذوا إعلامنا الوطني. تجرى حاليًا على السوشيال ميديا حملة لمقاطعة التلفزيون المصري بسبب استضافة محمد رمضان».

سيطرة الشركة المتحدة على التلفزيون المصري، تمثل الحلقة الأخيرة من سيطرة الأجهزة الأمنية على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.

وبدأت مسألة الاستحواذ على الكيانات الإعلامية من قبل شركات معروفة بعلاقاتها مع الدولة في مايو/ أيار 2016 عندما باع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس شبكة قنوات «أون تي في» لشركة إعلام المصريين التي كان يملكها حينها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.

وأعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المالكة لمجموعة إعلام المصريين، العام الماضي، الاستحواذ على مجموعة «دي ميديا» الإعلامية، المالكة لقنوات دي أم سي، وتولي تامر مرسي رئاسة مجلس إدارة الشركة.

وبذلك تكون الشركة المتحدة أحكمت سيطرتها تماما على سوق الإعلام والدراما والإعلانات، إذ تشمل الشركة المتحدة المالكة لمجموعة إعلام المصريين: أون والحياة الحصة الحاكمة في قنوات سي بي سي، وقنوات دي ام سي، موقع وجريدة اليوم السابع والمواقع التابعة له، موقع إنفراد، موقع دوت مصر ودوت مصر تي في، موقع وجريدة صوت الأمة، موقع عين المشاهير، مجلة إيجيبت توداي، مجلة بيزنس توداي. وفي سياق منفصل، تقدم النائب خالد عبد العزيز شعبان، عضو لجنة القوى العاملة في مجلس النواب المصري، أمس، بطلب إحاطة إلى علي عبد العال، رئيس البرلمان المصري، ضد أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، معتبراً أن «هناك تضارب مصالح، الوزير يتولى أيضا

“إيكونوميست” تحذر من الاستثمار بمصر: نظام السيسي ينتهج أساليب المافيا

مصر.. ولي أمر يمارس الرذيلة مع سيدة داخل فصل مدرسة في نهار رمضان!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى