ماذا يفعل ابن حفتر مع الجيش المصري؟

في زيارة مفاجئة حظيت بزخم كبير، استقبلت وزارة الدفاع المصرية رئيس أركان القوات البرية الليبية صدام خليفة حفتر، نجل قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي، بمراسم عسكرية رسمية لافتة، أثارت تساؤلات حول أهدافها وخلفياتها السياسية والأمنية.

المباحثات التي جرت بين صدام حفتر ورئيس أركان الجيش المصري الفريق أسامة عسكر، تناولت تعزيز التعاون العسكري، لكن توقيت الزيارة وحجم الحفاوة التي قوبل بها الضيف الليبي، سلطا الضوء على ما هو أبعد من مجرد تنسيق تقني.

وتربط الزيارة بتطورات أزمة “المثلث الحدودي” بين مصر وليبيا والسودان، خصوصًا بعد سيطرة قوات الدعم السريع السودانية، بدعم من قوات تابعة لحفتر الابن، على مواقع في المنطقة. هذا التقاطع الأمني دفع القاهرة إلى ما يبدو أنه إعادة ترتيب أوراقها شرق ليبيا، في مواجهة النفوذ الإقليمي المتصاعد لتركيا والإمارات.

البعض يرى أن الزيارة تعكس سعي مصر لحماية حدودها الجنوبية، وتوجيه رسالة واضحة لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بأن ليبيا ليست ساحة مفتوحة لدعم حركات مسلحة. في المقابل، ينظر آخرون إلى الاستقبال الرسمي كخطوة نحو تلميع صورة صدام حفتر وطرحه كوريث سياسي وعسكري محتمل لوالده.

زيارة تحمل بين طياتها رسائل متعددة، إقليمية وعائلية، في لحظة حساسة تمر بها المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى