وطن _ أسدلت السلطات المصرية اليوم، الأربعاء، الستار على قضية ـ المطلوب الأمني رقم واحد في مصر ـ ضابط الصاعقة المنشق عن الجيش الإعدام لهشام عشماوي وفق ما أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش.
العقيد “تامر الرفاعي” المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، أعلن في بيان مقتضب نشره عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك“، الأربعاء. تنفيذ السلطات المصرية حكم الإعدام في الضابط المصري المنشق “هشام عشماوي”.
وكانت محكمة عسكرية مصرية قد أصدرت أحكاما نهائية بالإعدام بحق “عشماوي” و36 متهما معه في عدد من القضايا التي سبق اتهامه فيها.
وأسندت النيابة “عشماوي” بالمشاركة في قضية “أحداث الفرافرة” التي قتل فيها 21 فردا من قوات حرس الحدود في نقطة حراستهم بمدينة الفرافرة على حدود الوادي الجديد.
وأعيد “عشماوي” إلى مصر بعدما اعتقلته القوات الموالية للجنرال الليبي المتقاعد “خليفة حفتر” في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في درنة بشرقي ليبيا.
وعمل “عشماوي” ضابطا في الجيش المصري قبل طرده في 2012، ثم انضم إلى جماعة “أنصار بيت المقدس” في سيناء، لكنه انشق عنها وأعلن مبايعته تنظيم “الدولة الإسلامية” في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
من هو هشام عشماوي؟
وكالة “رويترز”، سبق أن نشرت في أكتوبر عام 2015 تقريرا مطولا يتناول سيرة ضابط الجيش المفصول هشام عشماوي الذي بات المطلوب الأمني رقم 1 في مصر.
قد لا يُفهم حالة الذعر التي تشعر بها الأجهزة الأمنية، إلا في سياق القدرات التي يتمتع بها “عشماوي”، فقد كان ضابطا بسلاح الصاعقة ويدرك جيدا المطبخ العسكري المصري بكل تفاصيله، ومن ثم يسهل عليه التعاطي مع كل الفخاخ التي تنصبها له الأجهزة.
وأورد التقرير شهادات كثير من المسؤولين الأمنيين المصريين، كلها تعبر عن الخطر الذي يمثله “عشماوي” والذي وصفه مسؤول بالأمن الوطني بـ” أخطر إرهابي” تواجهه مصر لأنه المخطط والمنفذ للعمليات التي تجري ضد الجيش والشرطة في كثير من الأوقات.
“هشام عشماوي” المطلوب الأول في مصر يتصدر مواقع التواصل بعد إصدار حكم إعدامه.. هذه قصة ضابط الصاعقة المنشق
عمليات كبيرة حملت بصمات “عشماوي”
من أبرز العمليات التي حملت بصمة “عشماوي”، محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في العام الذي وقع فيه الانقلاب العسكري، وأيضا عملية اغتيال النائب العام هشام بركات في هجوم بسيارة ملغومة منتصف العام الجاري.
وعند الحديث عن هشام عشماوي، يأتي الحديث أيضا عن قضية شهدتها مصر عام 2017 تتعلق بالحكم عسكريا على أكثر من 25 ضابطا في الجيش بتهمة الانقلاب على “السيسي”، حيث حصل أحد المواقع الإخبارية على نسخة من قرار الاتهام الصادر بحق 26 من ضباط القوات المسلحة أدانتهم محكمة عسكرية في أغسطس 2015 بتدبير انقلاب على النظام الحالي.
كما كشفت مقابلات مع أقارب من الدرجتين الأولى والثانية لعدد من المتهمين المزيد من التفاصيل حول خلفية القضية والمعاملة التي تلقاها المتهمون بعد القبض عليهم وأثناء محاكمتهم وفي أعقاب صدور الحكم بإدانتهم.
ولم تحظ القضية- على أهميتها- حينها بأي تغطية إعلامية في وسائل الإعلام المصرية، واقتصرت الإشارة إليها على مواقع وقنوات فضائية موالية لجماعة الإخوان تبث من خارج البلاد.
ونشر موقع “بي بي سي عربي” في 16 أغسطس 2015، وهو اليوم الذي صدرت فيه الأحكام بحق المتهمين، خبرا مقتضبا بشأن القضية نقلا عن “مصادر عسكرية”.
غير أن وزارة الدفاع وهيئة القضاء العسكري التابعة لها لم تصدرا حتى اليوم أي بيانات بشأن القضية.
بعد إعدامه.. هذا ما فعله النظام المصري للانتقام من زوجة هشام عشماوي الذي دعا للجهاد ضد السيسي
دعا لـ”الجهاد ضد السيسي”
وفي رسالة صوتية نشرها موقع “سايت” لمراقبة مواقع الجماعات الإسلامية المسلحة على الإنترنت، في يوليو 2015 دعا هشام العشماوي – الضابط المصري السابق – للجهاد ضد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي،
وتبلغ مدة التسجيل الصوتي ست دقائق ونصف، ويبدأ بكلمة قصيرة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يدعو فيها الأمة إلى خوض معركة البيان كما معركة السلاح.
ثم يبدأ أبو عمر “العشماوي” كلمته بعنوان “يومئذ يفرح المؤمنون”، وإن مصر “تسلط عليها فرعونها الجديد” وهو السيسي.
وذكر العشماوي في الرسالة: “أناشد أهلي وإخواني المسلمين” بأن يهبوا “لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم”، وأن يهبوا “في وجه عدوكم، ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين”.
كما اتهم الضابط السابق السيسي وجنوده “بمحاربة الدين”، وبأنه يقتل رجال مصر ونساءها.
وذكر موقع “سايت” أن الرسالة بثت على منتدى إلكتروني تابع لتنظيم القاعدة، يوم 20 من يوليو الحالي، وقد أُلحِقت بالرسالة الصوتية صورتان للعشماوي بالزي العسكري.
وأضاف الموقع أن العشماوي واحد من زمرة من ضباط الجيش السابقين الذين انضموا إلى جماعات توصف بالمتشددة، كما يُصنّف بأنه واحد من أكثر العناصر خطورة.
وهو يعرف باسمه الحركي “أبو عمر المهاجر المصري وأمير جماعة المرابطين”.
وشكّل العسكري السابق – الهارب منذ سنوات – خلية داخل جماعة مسلحة، غيّرت اسمها مؤخرا لولاية سيناء، بعد أن بايعت تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.