وطن _ أكدت منظمة “نحن نسجل” الحقوقية ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا داخل الجيش المصري وسط تكتيم رسمي متعمد وحالة من الذعر داخل الوحدات العسكرية التي منعت الإجازات ودخول أي فرد إليها حيث فرضت حالة عزل طبي لمدة أسبوعين.
المنظمة الحقوقية كشفت في بيان لها رصدته (وطن) على صفحتها بفيسبوك، عن إصابة 4 ضباط جدد بالجيش المصري بوباء “كورونا”، وذلك بعد وفاة لواءين على الأقل الأسبوع الماضي بالفيروس ذاته.
وقالت المنظمة إن الضباط الأربعة من المتعاملين مع وزارة التنمية المحلية، لافتة إلى أن الكشف عن هذه الإصابات يؤكد استمرار غياب الشفافية والتعتيم الذي تنتهجه الحكومة المصرية في تعاملها مع الفيروس.
ولم يعلق أي مصدر رسمي أو عسكري حتى اللحظة عن تفاصيل الإصابات في ضباط القوات المسلحة جراء فيروس كورونا.
السيسي ينتقم من صحيفة “الغارديان” بعدما فضحت أعداد مصابي كورونا في مصر
كما حصل فريق “نحن نسجل” عبر أكثر من مصدر خاص به على وثيقة عسكرية تحمل درجة “سري جدا” تحتوي على تعميم موجه لجميع الوحدات العسكرية حول المحافظات التي انتشر فيها فيروس كورونا بشكل كبير، وهي محافظات:
(المنوفية، دمياط، الإسكندرية، المنيا، قنا)، واحتوى التعميم على وقف الإجازات للعناصر المتواجدة داخل الوحدات، ومد الإجازات للعناصر المتواجدة خارج الوحدات، وإخضاع العائدين من خارج الوحدات للعزل لمدة 14 يوماً.
ويأتي هذا التعميم في إطار تعتيم رسمي وحجب المعلومات عن سكان هذه المحافظات الغائب عنهم معلومة تفشي الفيروس؛ وهو بالطبع ما ينذر بكارثة إنسانية في هذه المحافظات.
وبهذا السلوك يمكن القول إن النظام المصري والمؤسسة العسكرية ما زالوا يصرون على اتباع سياسة عدم الشفافية غير مهتمين إلا بعناصر وأفراد المؤسسات العسكرية المنتمين إليها فقط دون أدنى اعتبار لبقية افراد المجتمع.
وكانت منظمة “نحن نسجل” الحقوقية ذكرت في 13 مارس الجاري، أن لديها معلومات موثقة تفيد بظهور حالات إصابات بفيروس “كورونا” بين ضباط وقيادات بالجيش المصري، ذكرت من بينهم، اللواء أركان حرب “شفيع عبدالحليم داود”، مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تم التأكد من إصابته بفيروس “كورونا”، وكذلك سائقه (مجند)، بالإضافة إلى 3 ضباط بالهيئة الهندسية.
ولاحقا أعلن الجيش المصري وفاة مدير إدارة المياه اللواء أركان حرب “خالد شلتوت”، بعد إصابته بفيروس “كورونا”، ثم تبعه إعلان آخر بوفاة مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية اللواء أركان حرب “شفيع عبدالحليم داود”، متأثراً بإصابته بالفيروس.
هذا وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية عزلَ عدة مدن وقرى في عشر محافظات لمنع انتشار فيروس كورونا الذي تسبب حتى الآن في عشرات الوفيات ومئات الإصابات.
وقال المتحدث خالد مجاهد في تصريحات تلفزيونية نشرتها صحيفة الشروق الخاصة، إن عزل هذه المدن والقرى يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية، دون أن يذكر المناطق المشمولة بهذا القرار.
وأضاف أنه يجري عزل المدينة أو القرية لمدة 14 يوما حال ظهور عدد من الإصابات المتتالية فيها بفيروس كورونا، موضحا أن العزل يحول دون تحوّل الأمر إلى عدوى مجتمعية.
وقبل نحو أسبوعين، أعلنت وزيرة الصحة المصرية عن وضع 300 أسرة في قرية لمحافظة الدقهلية شمال القاهرة في الحجر الصحي خشية انتقال عدوى كورونا إليها جراء مخالطة بعض أفرادها مصابين بالمرض.
وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت أمس تسجيل ست وفيات جديدة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 36 حالة، ومن بين ضحايا الوباء في مصر ضابطان كبيران في الجيش المصري.
كما أفادت بتسجيل 40 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 576، في وقت تماثَل فيه 121 مصابا للشفاء.
اعلان
في الأثناء، حذرت النيابة العامة المصرية من نشر ما وصفتها بأخبار كاذبة حول فيروس كورونا، وقالت إن عقوبة ذلك تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات.
وكانت السلطات المصرية واجهت قبل الإعلان عن أولى الحالات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد اتهامات بإخفاء الأرقام الحقيقية، في حين تحدثت تقارير إعلامية غربية عن وجود آلاف الإصابات بكورونا في مصر، الأمر الذي نفته السلطات بشدة.