عبدالحليم خدام الذي انشق عن النظام ومات في فرنسا
شارك الموضوع:
وطن _ توفي نائب الرئيس السوري الأسبق والمنشق عبد الحليم خدام، صباح اليوم الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر ناهز الـ88 عاماً قضى معظمها في العمل السياسي،وكما صدر عن وطن ظل لفترات يشغل مناصباً حساسة جداً في الدولة السورية، وصلت ذروتها حين تولى حافظ الأسد إدارة البلاد بعد انقلاب عسكري، ليعينه وزيراً للخارجية وثم نائباً له.
كيف لمع نجم الرجل بعد أن كان مواطناً عادياً، وكيف اندثر اسمه رويداً رويداً ؟
النشأة والوصول للحكم بالدولة
وُلد عبدالحليم خدام في مدينة بانياس الساحلية التابعة لمحافظة طرطوس عام 1932، لأسرة سنية، وانخرط في سن السابعة عشر في حزب البعث العربي الاشتراكي، وتخرّج بعدها من كلية الحقوق من جامعة دمشق، ليستمر بعمله السياسي داخل الحزب حتى ينال منصب محافظ القنيطرة الواقعة على هضبة الجولان، عام 1966 ليكون أول منصب تولى فيه عبد الحليم خدام مهاماً سياسية مهمّة في الدولة السورية.
وكان يشغل منصب محافظ القنيطرة إبان فترة حرب حزيران 1967، التي سقطت فيها المدينة وقام خدام بالخروج عبر الراديو بصفته محافظ المدينة، ليتلوا بيان الهزيمة وسقوط المدينة بيد الإسرائيليين، وسط اتهامات بأنه دبّر تسليم الحافظة يومها طوعاً للإسرائيليين بالاتفاق مع وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد، وأن البيان تمت تلاوته قبل السيطرة الفعلية على المدينة ب18 ساعة، وبعد سقوط القنيطرة تولى خدام عدة مناصب منها محافظ لمدينة حماة، ثم دمشق، ووزيرا للاقتصاد، حتى أتى حافظ الأسد رئيسا للبلاد.
ثقة حافظ الأسد، وتعيين خدام وزيرا للخارجية ثم نائباً له
ومع قدوم حافظ الأسد إلى الحكم عام 1970 عن طريق انقلاب قام به ضد رفاقه في حزب البعث السوري الحاكم آنذاك، ارتفع علم خدام أكثر، حيث يتمتع الرجل بثقة عالية من قبل حافظ الأسد، بل هو من أقل القلائل الذين حازوا على هذه الثقة من الأسد الأب، ليعينه حينها وزيراً للخارجية منذ العام 1970 حتى العام 1984، وكان خدام رأس حربة سياسية في مقارعة “الإخوان المسلمين” في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، كما كان معروف عنه بأنه صانع السياسة السورية في لبنان، وصولا للعام 1984 حيث عيّنه حافظ الأسد نائباً له حتى العام 2000، حيث توفي حافظ وتولى خدام شؤون البلاد لعدة أيام، حتى قدوم بشار الأسد.
حكايات المجازر والفساد
وُجهت أصابع الاتهام مراراً إلى عبد الحليم خدام باعتباره أحد أعمدة النظام السوري، بالقضايا الكبيرة التي وقعت في حقبته كمسئول مهم في الدولة، ومن ذلك حكاية النفايات النووية في تدمر، الذي لم يعد موضوعاً سرياُ، إذ لا تزال آثارها البيئية تظهر حتى الآن على الإنسان والحيوان والنبات في تلك المنطقة، حيث بحسب تحقيق صحفي تم نشرة فيما سبق بعنوان “الحكاية الكاملة للنفايات النووية في سوريا”، أن النفايات النووية تسرّبت للمياه الجوفية وساعدت السيول الحركة الجيولوجية للأرض والمياه للانتقال إلى مياه السدود، ويُقال أن الصفقة درّت على خدام وغيره من أباطرة النظام، الملايين من الدولارات.
أما مجزرة “حماة” عام 1982، فقد لعب خدام دوراً استراتيجياً فيها، ليُخرج النظام السوري وحافظ الأسد من عبئ التكلفة الدبلوماسية لما جرى، وقام بالدفاع باستماتة حينها عن أداء النظام السوري لتبرئته من المجزرة.
الانشقاق عن بشار الأسد حتى الوفاة
بعد وفاة حافظ الأسد وتولي بشّار الأسد منصب رئيس البلاد عام 2000، بدأ نجم عبدالحليم خدام بالأفول رويدا رويدا، حيث قام بشار بسحب الثقة من كافة رجالات النظام القديم “نظام حافظ” ليعين شخصيات جديدة تحوز على ثقته هو، وفي العام 2005 ظهر عبد الحليم خدام ليعلن انشقاقه عن نظام بشار الأسد، بعد أن تدهورت علاقته ببشار، وبعد انتقاده لسياسة سوريا الخارجية لاسيما في لبنان.
واختار خدام العاصمة الفرنسية باريس محل اقامة له، داعياً إلى العمل على التغيير السلمي بإسقاط النظام الدكتاتوري وبناء دولة ديموقراطية حديثة في سوريا تقوم على أسس المواطنة!
حيث قام عبدالحليم خدام بالإعلان عام 2006 في بلجيكا عن ما يُسمى وقتها بجبهة الخلاص الوطني التي ضمت جماعة الإخوان المسلمين السورية وخدام وعدداً من الشخصيات المعارضة بهدف تغيير النظام وسوريا، وتفككت الجبهة عام 2009 بعد تجميد الجماعة نشاطها المعارض ضد الحكومة السوريا.
وخلال إعلانه الانشقاق وجه خدام أصابع الانتقاد إلى نظام بشّار الأسد، موجّها أصابع الاتهام له في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي كان يتمتع خدام بعلاقة مميزة معه، كما اتهمه بعرقلة عملية الإصلاح وعدم الجدية في محاربة الفساد وعدم السعي في تحقيق إصلاحات.
أما خلال الأزمة السورية الممتدة منذ 2011 فلم يلعب خدام أي دور يذكر، إذ أن الأطراف المعارضة السورية وذات التوجهات الإسلامية رأت فيه أحد رموز الحكم في سوريا، ولم تغفر له ماضيه وصولاته وجولاته خلال فترة حافظ الأسد.
لتتجه سوريا بعدها في مسار العسكرة والحرب المستعرة، ويندثر اسم الرجل الذي طالما كان يشغل الرأي العام والسياسة السورية واللبنانية في فترات سابقة.
لا شماته في الموت ولكن هذا ما جرى..
واستقبل مغردون خبر وفاة “خدام” بآراء مختلفة ومتباينة، حيث لا زال الكثير ينظر له كأحد رموز الدكتاتورية والفساد، وبعض آخر امتنع عن قول رأيه كي لا يعتد ذلك شماته في ميت، وفي ذلك قالت الإعلامية “روعة أوجيه” في تغريدة لها عبر تويتر: “في بداية مشواري المهني أجريت مقابلة مع عبد الحليم خدام لفيلم وثائقي عن مجزرة حماة، وكان واضحاً عليه أن انشقاقه ليس توبة ولا ندماً على ما مضى”.
هكذا عارض عبد الحليم خدام ترشيح الأسد.. وصرخ” لو جاء الحرس الجمهوري كله وقتلني لن اعدل الدستور” !
وتابعت: “بل من باب الاعتراض على ما هو قادم، وبس هيك، لا شماته في الموت، لكن لا لتمجيد من تلطخت أيديهم بدماء أبرياء دون أن يرف لهم جفن في سوريا”.
فيما قالت مغردة أخرى: “هل تعلم أن عبدالحليم خدام كان وزير خارجية النظام السوري أثناء ارتكاب مجزرة حاماة عام 82”. وتابعت: “ان مهمته كانت آنذاك تلميع صورة السفاح وتغطية المجزرة دبلوماسيا”.
فيما قال آخر: “الضرب في الميت حرام، لا تنتقدوا عبد الحليم خدام الذي خدم مصالح بلاده، إنما انتقدوا الطبقة السياسية اللبنانية الذليلة التي ارتضت بمثل هذه المعاملة”.
وتابع: “رحم الله الرئيس سليمان فرنجية فارس مؤتمر لوزان، عندما قال له خدام: “إذا ما بتتفقوا رح أرجع إلى سوريا، فرد عليه بحدّة: “بيكون أحسن شي بتعمله”.
يشار إلى أنه وبحسب مصدر مقرب من المتوفى عبد الحليم خدام، فإن موعد ومكان الدفن لا يزالا غير محددين حتى اللحظة، نظراً لظروف انتشار فيروس كورونا المستجد في فرنسا التي توفي فيها السياسي السوري المعروف
لو أيقن الظالم أن للمظلوم رباً يدافع عنه لما ظلمه ، فلا يظلم الظالم إلا و هو منكر لربه .
( مصطفى السباعي )
إلى دار الحق سترى فيها ما جنت يداك عند العادل المنتقم الجبار
اغتيال سياسي بسم كارونا مايحتاج اي تفاصيل ثاتية
كل تاريخه بالمختصر خيانة وعمالة ! من تسليم القنيطرة للصهاينة إلى مجزرة حماة إلى الفصل قبل الأخير في حياته وهو الانشقاق عن نظام بشار على امل تولي الحكم! البعث مفرخة للمجرمين الجبناء أعداء الشعب ! هذي هي نهاية كل ظالم ! وخائن! إلى جهنم وبئس المصير.
أحسنت التعبير —- وصف دقيق و صحيح 100%….. لكن متى نستيقظ ونتعلم !!!