بوتين يعنف الأسد بسبب ابن زايد.. تفاصيل اتفاق الـ “3” مليار دولار السري مقابل مهاجمة الجيش التركي
شارك الموضوع:
فجر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه في تقرير له، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل اتفاق سري عقده ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد مع رئيس النظام السوري بشار الأسد لمهاجمة الجيش التركي وقوات المعارضة وخرق اتفاق وقف إطلاق النار بإدلب مقابل 3 مليارات دولار.
وأكد الموقع في تقريره أن مكالمة ابن زايد الأخيرة لبشار الأسد وتأكيده دعم الشعب السوري وتقديم مساعدات بسبب جائحة كورونا، جاء بهدف التغطية على هذا الاتفاق بعد انفضاح أمره ومعرفة روسيا بتفاصيل هذا الاتفاق ما دفع بوتين للتدخل وتعنيف بشار الأسد.
ابن زايد أراد مهاجمة تركيا بأي ثمن
وفي التفاصيل أكد الموقع البريطاني أن ولي عهد أبو ظبي، قام بمحاولات مضنية لدفع رئيس النظام السوري لإنهاء وقف إطلاق النار مع القوات المعارضة المدعومة من تركيا في محافظة إدلب.
يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حققت قوات الأسد المدعومة بالقوات الجوية الروسية مكاسب كبيرة ضد الجماعات المعارضة في شمال غرب إدلب في سوريا، مما أسفر عن مقتل المئات وإجبار مليون مدني على الفرار نحو الحدود التركية في هذه العملية، لكن تدخل الجيش التركي في فبراير الماضي، ساعد على موازنة الصراع حتى تم وقف العنف بهدنة بوساطة موسكو، الشهر الماضي.
أقرأ أيضاً: “كما تدين تدان”.. السر وراء أكبر عملية نصب في تاريخ الإمارات نفذها هندي وأفقدت ابن زايد…
ومع ذلك وبحسب “ميدل إيست آي” حاول محمد بن زايد منع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتصل بالأسد لتشجيعه على إعادة شن هجومه.
وقبل أيام من إبرام صفقة وقف إطلاق النار في اجتماع دام أربع ساعات ونصف في الكرملين يوم الخامس من مارس، أرسل ابن زايد علي الشامسي، نائب شقيقه ومستشاره للأمن القومي طحنون بن زايد، للتفاوض على صفقة مع الأسد في دمشق.
“ميدل إيست آي” نقل عن مصادر وصفها بأنها مطلعة على خطة محمد بن زايد، بأن ولي العهد وافق على دفع مبلغ ثلاثة مليارات دولار للأسد حتى يشن هجوما آخر على إدلب، آخر معقل للثوار، وكان من المفروض أن يدفع المليار الأول قبل نهاية مارس، في الوقت الذي تم فيه إعلان وقف إطلاق النار كانت الإمارات قد دفعت مقدما 250 مليون دولار من المبلغ.
تفاصيل الصفقة وصلت لبوتين
وأشار إلى أنه تم التفاوض على الصفقة في سرية تامة، وكانت أبوظبي في غاية الحرص ألا يسمع الأمريكيون بها. فقد دعمت واشنطن جهود تركيا العسكرية في مواجهة قوات الأسد في إدلب، وعبرت عن غضبها من ولي العهد لقراره الإفراج عن 700 مليون دولار من أموال إيران المجمدة في شهر أكتوبر.
وقال مصدر رفيع المستوى، للموقع البريطاني إنه “أثناء اشتباكات إدلب، اجتمع الشامسي ببشار الأسد وطلب منه عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أردوغان. وحصل ذلك مباشرة قبيل لقاء أردوغان مع بوتين، فكان جواب الأسد أنه بحاجة إلى دعم مالي”.
وأضاف المصدر: “إن إيران توقفت عن الدفع لأنها تعاني من نقص في السيولة، والروس لا يدفعون أصلا، ولذلك طلب 5 مليار دولار كدعم مباشر لسوريا. فاتفقوا على مبلغ 3 مليار دولار، يدفع منها مليار دولار واحد قبل نهاية مارس.”
وعندما بدأ الأسد في إعادة بناء قواته لكي تزحف باتجاه المواقع التركية في إدلب، اشتم الروس رائحة الخطة، حيث أنهم يرصدون عن كثب كل التحركات العسكرية على الأرض في سوريا.
وأكد المصدر أن بوتين اشتاط غضبا، وأرسل وزير دفاعه سيرجي شويغو في زيارة مفاجئة لم يكن مخططا لها إلى دمشق لمنع حكومة النظام السوري من البدء بالهجوم تارة أخرى.
وقال المصدر، إن الرسالة التي حملها شويغو كانت واضحة، أنه “لا نريد منك أن تشن هذا الهجوم من جديد. تريد روسيا لوقف إطلاق النار أن يستمر”، لافتا إلى أن الإماراتيين قد دفعوا لدمشق 250 مليون دولار.”
ونوه الموقع إلى أن مسؤول تركي رفيع المستوى أكد، أن الإمارات قامت فعلا بتقديم عرض للنظام السوري. وقال المسؤول: “كل ما يمكنني قوله هو أن محتوى التقرير صحيح.”
كورونا للتغطية
وأضاف، أنه بمجرد أن أحبط شويغو المساعي الإماراتية لخرق وقف إطلاق النار، أصبح محمد بن زايد قلقا خشية أن تتسرب الخطة إلى الأمريكان. فكان بحاجة إلى حجة يغطي بها موضوع المال الذي دفعه لدمشق كما كان يرغب في الاستمرار بإقناع الحكومة السورية بخرق وقف إطلاق النار، فاتصل ولي العهد بالرئيس في دمشق.
وقال المصدر رفيع المستوى: “لم تخبر الإمارات، الأمريكان بالأمر. ثم، بعد كل ما جرى باتت قلقة من أن تتسرب الأخبار، وخاصة بعد الإشكال الذي سببه رفع التجميد عن الأموال الإيرانية. ولهذا السبب اتصل محمد بن زايد بالأسد.”
وأوضحت أن الإمارات بعد ذلك، نشرت تفاصيل المحادثة التي جرت بين ابن زايد، والأسد، حيث أكد ولي العهد دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية.
وأضافت أن محمد بن زايد أراد أن يعطي الانطباع بأن مكالمته كانت للتضامن مع سوريا في مواجهة وباء فيروس كورونا، وذلك على الرغم من أن دمشق وقت إجراء تلك المكالمة كانت تنفي تفشي الوباء في البلد بشكل كبير.
ووفقا للمصادر فإن الهدف الرئيسي من رغبة ولي العهد، توريط الجيش التركي في إدلب هو الوضع في ليبيا، فقد كان الهجوم الذي يشنه حفتر على طرابلس منذ عام تقريبا والمدعوم من قبل الإمارات، قد تمت إعاقته بفضل قيام أنقرة بنشر الطائرات المسيرة والقوات التركية والمسلحين السوريين.
لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb