وطن – “هل تعتقدون أن الوقت قد حان للصلح والتهدئة، والصلح خير، أم ترون أنه لا صلح قبل تلبية قطر للشروط الـ13 أو تنفيذ أهم ما ورد فيها”.
بهذا السبر للآراء بدأ الصحافي التونسي محمد الهاشمي الحامدي يومئ إلى انطلاق حملته ضد دولة قطر ونظامها، سبر للآراء أفضى إلى نتيجة 68% “نعم لا صلح إلا بتنفيذ قطر للشروط الثلاثة عشرْ”، وهي نتيجة غريبة مقارنةً بميولات الحامدي “القطرية” السابقة، وميولات متابعي صفحته على فيسبوك..
ولم يمض وقت بعيد حتى بدأ الحامدي في إعلانها صريحة بأنه انقلب على مواقفه من دولة قطر، مواقف تقليدية عُرف بها والتصقت بإسمه طيلة تاريخه المهني الذي وُسم بالوقوف دائما في صف “الإسلام والإسلاميين” ومن يدور في فلكهم ومن يدعمهم، إلى ذلك فإن حملته المباغتة اتسمت بكثير من الرمادية والمَرابة، رجل “وهَبَ” حياته للدفاع عن حقوق المعارضين من الإسلاميين للأنظمة الدكتاتورية، ينكص عهده فجأةً، وتنفصم عُرى ثوابته، ويبدأ بالتلويح للحلف المعادي لقطر “بأنني ها هُنا أعرض عليكم مدونتي لحسن السيرة والسلوك”، ونقصد بالحلف المقابل السعودية والإمارات..
لم تدم الريبة في أمر الهاشمي الحامدي كثيرا، حتى جاء الرد مدوّيا من أحد القريبين من النظام القطري،”عبد العزيز حمد عطية” الذي غرّد على تويتر رادّا على هجومات الحامدي “المريبة” قائلا: “الهاشمي طلب مقابلة كبار المسؤولين في قطر قبل فترة ولم يُستَجَب له فقام بسب قطر”.
اقرأ أيضاً:
الإعلامي التونسي محمد الهاشمي الحامدي ونضالات أمن الدولة
إلى هنا كان لصاحب قناة المستقلة “المرفوض من القطريين” أن يُنكر هذا الكلام أو أن يطلب عليه دليلا على الأقل، لكنه فعل كذاك الذي يجدعُ أنفه بإصبعه وفق تعبير بعضهم، حيث رد على ادعاءات “عطيّة” بأنه فعلا طلب لقاء مسؤولين من قطر وهو يعتذر على ذلك، قال هذا في تدوينة استعراضية تهكمية: “أولا أعتذر على طلب المقابلة، تصرفت بحسن نية وتجاهلت أن أهل الحظوة عند حكام قطر هم الصهاينة والإخوان وجماعة إيران، وأنا لست من هذه الفئات الثلاث”.
وكانت هذه لحظة المفاصلة العجيبة في مسار الهاشمي الحامدي، حيث استبان كل جاهل وعاقل سبب تغيير وجهته إلى الحلف المعادي لقطر، فبعد أن كان يعقل حماره متمحّكا على عتبات قطر وحكّامها، ارتقى إلى مسمعه فجأةً أن قطر “تتحالف مع الإخوان والصهاينة” ويجب عليه معاداتها خدمةً لثوابته التي لا ثابت بعدها، مرتديا لحاف المناضل الذي لا تغريه الجاهات ولا الأموال حتى من الدول الغنية، فهل كان الهاشمي الحامدي “مناضلا” فعلا قبل هذا؟؟
(تابعوا معنا القسم الثاني والأهم من مقالتنا غدا على صحيفة وطن، وفيه شهادات حصرية حول الحامدي “ونضالاته” من مفروزين سابقين أمنيا ومساجين سياسيين)
المصدر: وطن (خاص)