في واقعة أثارت جدلا واسعا في مصر دفنت طبيبة مصرية ماتت بفيروس كورونا بالقوة وفي حماية الشرطة، بعدما رفض أهالي القرية التي تنتمي لها دفنها في مقابر القرية خوفا من الفيروس.
وفي التفاصيل الصادمة بحسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية، تجمهر عشرات من أهالي قرية في دلتا النيل لرفضهم دفن سيدة توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد في مقابر القرية خوفاً من انتقال المرض إليهم.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدر أمني أن طبيبة غير مشتغلة تبلغ من العمر 65 عاماً توفيت إثر إصابتها بالفيروس الذي انتقل إليها من ابنتها العائدة من أسكتلندا، وتم نقل الجثمان لدفنه في مقبرة يمتلكها زوجها في قرية شبرا البهو، مسقط رأسه، بمحافظة الدقهلية على بعد نحو 130 كيلومتراً شمال القاهرة.
ووفق المصدر نفسه، انتقلت سيارة الإسعاف إلى قرية ميت العامل المجاورة، مسقط رأس السيدة المتوفاة، إلا أن الأهالي تجمهروا ورفضوا كذلك دفنها في مقابر أسرتها خوفاً من العدوى.
عادت سيارة الإسعاف إلى قرية شبرا البهو، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي المتجمعين وتمكّن فريق الإسعاف من دفن الجثمان، بحسب المصدر الأمني.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام مصرية نقلاً عن أحد أهالي القرية، أن السيدة تبلغ من العمر 64 سنة وكانت مقيمة في إيطاليا منذ سنوات مع أبنائها، وحال عودتها من هناك تم وضعها في مستشفى الحجر الصحي بالإسماعيلية، وتوفيت هناك، وأكد أنها كانت تقيم بالمنصورة قبل السفر إلى إيطاليا.
كما نشب خلاف بين الأهالي وأسرة الطبيبة على دفنها بالقرية، وطالبوا بنقلها إلى قرية ميت العامل المجاورة لهم؛ كونها هي مسقط رأسها، ورفضوا استكمال إجراءات الدفن.
هذا وأكد مفتي مصر “شوقي علام” أنه لا يجوز لإنسان أن يحرم أخاه خاصة ممن توفوا بفيروس كورونا من دفنه بعد موته.
وتابع في تعليقه على هذه الواقعة أن دفن الإنسان تكريم له من الله حتى بعد موته وانتقاله إلى لقاء الله تعالى، ولا فرق في ذلك بين مسلم أو غيره ولا بين غني أو فقير ولا بين صحيح أو مريض، ومن أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيل بتغسيله والصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا”.
وأضاف أنه “لا يجوز لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من هذا الحق الإلهي المتمثل في الدفن الذي قال الله فيه (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ولا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب الأفعال المُشينة من التنمر – الذي يعاني منه مرضى كورونا شفاهم الله أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت رحمه الله عند دفنه، ولا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض على دفن شهداء فيروس كورونا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة، فإذا كان المتوفى لقي ربه متأثرا بفيروس كورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا”.
وحتى الآن، توفي 135 شخصا في مصر جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد بينما بلغ عدد الإصابات الإجمالي 1794 حالة.