نسف مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الرواية السعودية الرسمية بشأن مقتل عبدالرحيم الحويطي على يد قوات الأمن السعودية في تبوك بعد رفضه تسليم منزله.
وأعلن الأمن السعودي مقتل “الحويطي” في منطقة تبوك فيما زعم مصدر بجهاز الأمن أن الحويطي “مطلوب” وعثر بموقع مقتله على أسلحة وذخائر.
وحسب الفيديو الذي أنتجه حساب “قبل وبعد” على “تويتر”، ورصدته “وطن”، فإن ثلاثة تناقضات تفند بيان رئاسة أمن الدولة السعودية، أولها أن “الحويطي” مطلوب أمنياً في حين أنه ظهر مع مسؤول حكومي قبل عدة أسابيع.
وأشار الفيديو، إلى أن الأمر الثاني يتمثل في أن الحويطي بادر بإطلاق النار ولم يستجب لدعوات تسليم نفسه، في حين ظهر وهو يتبادل الحديث مع رجال الأمن، وقالوا له “محد جابرك توقع”.
أما الأمر الثالث، وفق الفيديو، فهو حديث أمن الدولة عن ضبط 33 طلقة مع الحويطي، في حين أن الظاهر بالفيديو 26 طلقة”.
وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو، وكتب الإعلامي القطري، جابر الحرمي: “سيناريو التخبط في نشر رواية ملفقة عن قتل جمال خاشقجي هي ذاتها تتكرر مع عبدالرحيم الحويطي “.
وأضاف الحرمي: “الأول نكروا دخوله القنصلية ثم اعترفوا بذلك لكنهم ادعوا خروجه .. ثم نفوا قتله .. ثم اعترفوا ..الثاني قالوا أنه مطلوب فجأة .. ثم إرهابي .. ثم قاوم الأمن .. ثم وجود أسلحة”.
فيما اعتبر آخر أن “أيام بن سلمان باتت نهايتها قريبة”.
وقال مغرّد آخر إن الإعلام السعودي فشل الترويج لرواية الأمن حول تصفية “الحويطي” .
وفي وقت سابق، اعترف الأمن السعودي بتصفية “الحويطي”، وادعى أنه “أحد المطلوبين أمنيا”، في تبادل لإطلاق النار في إحدى بلدات منطقة تبوك شمال غربي المملكة.
يأتي ذلك بعد يومين من حديث نشطاء أن الواقعة جرت إثر رفض المواطن، عبد الرحيم الحويطي، الذي قُتل برصاص الأمن “تهجيره قسريا” من منزله.
وقالت “رئاسة أمن الدولة” (بمثابة جهاز استخباراتي داخلي)، في بيان، إن الحويطي قُتل أثناء مهمة القبض عليه في منزله بقرية “الخريبة” في تبوك، عقب مبادرته بإطلاق النار تجاه رجال الأمن ورفضه تسليم نفسه.
وأضافت أن “اثنين من رجال الأمن أصيبا (خلال تبادل إطلاق النار)، وجرى نقلهما إلى المستشفى في حينه، وحالتهما الصحية مستقرة حاليا”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
غير أن “الحويطي” قبل مقتله خرج في مقطع فيديو صوره بنفسه وتداوله نشطاء، الأحد الماضي، يتحدث عن أن السلطات تريد إخراجه وأخرين من أراضيهم بقرية “الخريبة”، وأنه يرفض “الترحيل والتهجير القسري”.
وأوضح الحويطي، الذي توقع مقتله بالمقطع ذاته، أن قريته تقع “ضمن أول مراحل مشروع نيوم الذي أطلقه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان”، رافضا ما أسماه “إرهاب الدولة”.
ويقع مشروع “نيوم” شمال غربي السعودية، وتعول المملكة عليه في تنويع مصادر دخلها بعيدا عن النفط عبر استثمارات في مجالات السياحة والتجارة والزراعة والصناعة.
ويسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بناء مشروع منطقة “نيوم” الاقتصادية في إطار رؤية 2030 التي يقودها.
وتبلغ كلفة المشروع 500 مليار دولار، ويقع على مساحة 26 ألفاً و500 كيلومتر مربع.
وتقطن في هذه المساحة قبيلة الحويطات العربية العريقة، كما تتوزع في الأردن وفلسطين وسيناء بمصر.