انهيار تاريخي بأسعار النفط .. ماذا يعني هبوط سعر البرميل لأقل من الصفر خاصةً للسعودية!

وطن – يبدو أن الانهيار التاريخي الغير مسبوق بأسعار النفط سيكون بداية تفكك مملكة آل سعود، وصخرة سيتحطم عليها جميع الآمال التي عقدها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه النظام السعودي بشكل أساسي وكلي على عائدات النفط ومن بعدها عائدات الحج والعمرة التي توقفت هي الأخرى جراء تفشي فيروس كورونا، تسارعت خسائر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف، تسليم شهر مايو، وهوت إلى أكثر من 306 في المئة ليصل سعر البرميل إلى سالب 37.63 دولار للبرميل، وهو سعر غير مسبوق في تاريخ الصناعة النفطية.

ويأتي هذا الانخفاض التاريخي رغم تعهدات كبار المنتجين بتخفيض الإنتاج وتقليص المعروض،.

وبهذا تُعرّض السعودية والإمارات علاقاتهما مع الولايات المتحدة للخطر؛ نتيجة تضارب المصالح الذي أصبح واضحا مع اندلاع حرب أسعار النفط الأخيرة، ويظل هذا الأمر صحيحا حتى لو كانت الحرب غير مستدامة في خضم جائحة كورونا.

وتحولت العقود الآجلة للنفط الأميركي لأقرب استحقاق أثناء التعاملات الاثنين إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وهو ما يثبط المشترين، بينما ألقت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا واليابان شكوكا على موعد تعافي استهلاك الوقود.

ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.

وعن أسباب ذلك قال محلل الشؤون النفطية القطري أحمد النعيمي في تصريحات لـ “الجزيرة نت” إن المخزون الأميركي من النفط اقتربت من حدودها القصوى، حيث تم تخزين 19 مليون برميل في أسبوع واحد فقط، وهذا ما جعل الخام الأميركي ينهار بهذا الشكل.

ويضيف النعيمي أن حجم المخزون الموجود على متن الناقلات يبلغ 160 مليون برميل في الوقت الحالي، وهو حجم كبير جدا يزيد تخمة المعروض في الأسواق.

اقرأ أيضاً:

مصادر أمريكية: “ابن سلمان” متواطىء مع “بوتين” لرفع أسعار النفط لمفاقمة الأزمة الأوكرانية نكاية في “بايدن”

“إنترسبت”: محمد بن سلمان “مجنون قاتل” ينتقم من بايدن برفع أسعار النفط

 

وستبقى أسعار النفط بحسب النعيمي تحت رحمة التراجع الكبير للطلب -خاصة من الصين أكبر مستهلك للخام في العالم- بسبب تداعيات فيروس كورونا على النشاط الاقتصادي العالمي من جهة، ومن جهة أخرى وجود مخزون كبير سواء في البر أو الناقلات التي تطفو فوق البحار، بالإضافة إلى ضعف الطلب من قبل مصافي التكرير.

وأكد النعيمي أن المتعاملين في الأسواق يراقبون عن كثب تطور الإنتاج (العرض) من جانب المنتجين، وتطور الطلب من جانب المستهلكين، وهذا ما يفسر حذرهم في الوقت الحالي.

أما الخبير النفطي الدكتور أحمد بدر الكوح، فاعتبر أن الهبوط الذي نشهده حاليا كان متوقعا، مشيرا إلى أن الارتفاع الذي حدث عقب الاتفاق كان مؤقتا، وسرعان ما عادت الأسعار إلى النزول من جديد.

ولفت الكوح إلى أن الدول قامت بتخزين كميات كبيرة من النفط قبل الاتفاق الأخير، أي عندما كانت الأسعار متدنية، وأوضح أن ارتفاع الأسعار يتوقف على مدى امتصاص هذا المخزون.

وتم إغراق الأسواق بنفط منخفض السعر بعدما أطلقت السعودية، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حرب أسعار مع روسيا (ليست عضوة في أوبك) بهدف الحصول على الحصص الأكبر من السوق.

لكن البلدين حلّا خلافهما مع التوصل مطلع الشهر الحالي لاتفاق وافقا فيه مع دول أخرى على خفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل في اليوم لتحفيز الأسواق.

يشار إلى أنه في تقرير نشره موقع “مودرن دبلوماسي” الأميركي، قال الكاتب جايمس إم. دورسي إنه حتى الآن كانت السعودية محور غضب الولايات المتحدة على خلفية لا مبالاتها وتهورها، في حين تمكنت الإمارات من الإفلات من الرادار الأميركي، رغم إعلانها أنها ستزيد الإنتاج لدعم حرب الأسعار مع روسيا.

وأفاد الكاتب بأنه تم تفادي أزمة فورية باتفاق الأحد الماضي 12 أبريل/نيسان بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط والمنتجين من خارج أوبك لخفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل في اليوم.

لكن بعد يوم واحد من الاتفاق، حذّر 13 نائبا جمهوريا في الكونغرس -يمثلون الولايات المنتجة للنفط- السعودية، عبر مكالمة هاتفية استمرت ساعتين مع وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان.

في هذا الصدد، قال السناتور عن ولاية داكوتا الشمالية كيفن كرامر “بينما نقدر اتخاذ السعوديين الخطوة الأولى نحو حل المشكلة التي أسهموا في افتعالها؛ فإنهم أمضوا أكثر من شهر في شن حرب على منتجي النفط الأميركيين، وكل ذلك في الوقت الذي كانت فيه قواتنا تحميهم”.

ويتابع “هذه ليست الطريقة التي يتعامل بها الأصدقاء مع بعضهم البعض، كانت أفعالهم غير مبررة، ولن تُنسى أبدا، وإن الخطوة القادمة التي ستتخذها السعودية ستحدد إذا كانت شراكتنا الإستراتيجية قابلة للإنقاذ”.

المصدر: وطن + مصادر بحثية

Exit mobile version