“رويترز” تكشف عن “كارثة” داخل معتقلات السيسي وتنقل شهادات مرعبة من الداخل

كشفت وكالة “رويترز” عن كارثة داخل معتقلات النظام المصري ونقلت شهادات مرعبة لمعتقلين من الداخل، مشيرة إلى إنه في حين أطلقت دول منها إيران وألمانيا وكندا سراح سجناء في محاولة لاحتواء تفشي جائحة فيروس كورونا، لم تبد مصر أي إشارة علنية إلى أنها قد تفعل ذلك.

الوكالة ذكرت في تقريرها أن من بين هؤلاء المعتقلين محمد عماشة طالب الطب الذي وقف في ميدان التحرير بالقاهرة في أبريل من العام الماضي، ورفع لافتة كتب عليها “الحرية للسجناء”. فاعتقلته السلطات، والآن يخشى عماشة الأمريكي الجنسية المصري الأصل انتشار فيروس كورونا في سجون مصر المكتظة بالسجناء وهو ينتظر منذ أكثر من عام محاكمته بتهمة إساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ومساعدة جماعة إرهابية.

أقرأ أيضاً: إبراهيم عيسى يطبل للسيسي كما يتنفس دون خجل: “كورونا أشرف من الإخوان”

والشهر الماضي قال والدا عماشة، المصاب بأحد أمراض المناعة الذاتية والربو، إنه بدأ إضرابًا عن الطعام للفت الأنظار لمحنته، وعماشة واحد من 114 ألف مسجون في مصر وفقًا لتقدير حديث للأمم المتحدة.

وينادي أهالي السجناء وجماعات حقوقية منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في 14 فبراير بإطلاق سراح المسجونين بما في ذلك السجناء السياسيين الذين زجت بهم السلطات في السجون في إطار حملة على المعارضة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتقول بعض الجماعات الحقوقية وسجناء حاليون وسابقون، إن نزلاء السجون يتكدسون في كثير من الأحيان في زنازين مكتظة غير نظيفة لا تتوفر لهم فيها المياه مباشرة من الشبكات ولا وسائل التهوية أو الرعاية الصحية الكافية، وكلها ظروف مواتية لانتقال العدوى بسرعة.

وفي هذا السياق نقلت وكالة “رويترز” عن بيان أرسله المركز الصحفي التابع للحكومة من وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي، جاء فيه أن الوزارة تتخذ جميع تدابير الوقاية والحماية الضرورية للعاملين في السجون بما في ذلك أعمال النظافة والرعاية الصحية والاختبارات الطبية اللازمة في مقار احتجاز السجناء.

كما علقت الحكومة الزيارات العائلية للسجون في العاشر من مارس آذار للحد من خطر انتشار العدوى رغم أن بعض الأسر تقول إن هذه التدابير تجعل من الصعب عليها توصيل مواد مثل الصابون والأدوية للسجناء.

وقالت وزارة الداخلية إنها تسمح بتوصيل لوازم السجناء وتبادل الرسائل، ونقلت “رويترز” عن والده عبد المجيد، إنه نُقل إلى مستشفى السجن وإنه يخشى أن يكون مصير ابنه مثل مصير مصطفى قاسم الأمريكي المصري الذي توفي في السجن بمصر في يناير كانون الثاني بعد إضراب عن الطعام لم يكن يتناول فيه سوى السوائل.

وقالت نجلاء عبد الفتاح والدة عماشة ”هما هيسيبوه لحد لما يموت مني؟ أنا حتي مش عارفة عنه حاجة ومش عارفة أكلمه علشان أقول له متعملش كده“.

وامتنعت السفارة الأمريكية في القاهرة عن التعليق مباشرة على وضع عماشة لكنها قالت إنها طلبت السماح بالتحدث مع عدد غير محدد من الأمريكيين المسجونين هاتفيا لحين استئناف الزيارات.

وفي العاشر من أبريل أرسلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو تطالبه فيها بالمطالبة بالإفراج عن السجناء الأمريكيين استنادا إلى مخاطر فيروس كورونا.

ووردت في الرسالة أسماء عماشة و14 سجينا آخرين من بينهم اثنان آخران في مصر وآخرون في دول منها السعودية وإيران وسوريا.

وامتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق على هذه الرسالة بالتحديد. وكان ديفيد شينكر مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى قال في فبراير شباط إن الأمريكيين المحتجزين تتردد أسماؤهم من وقت لآخر في الحوار مع مصر.

 حالة ذعر

هذا وقال أقارب الناشط المصري علاء عبد الفتاح الذي برز في الانتفاضة الشعبية عام 2011 والمحتجز في طرة بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة والانتماء لتنظيم إرهابي وإساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي إنه بدأ أيضا إضرابا عن الطعام في 13 أبريل نيسان الجاري، ولم ترد وزارة الداخلية على طلب للتعليق على وضع عبد الفتاح.

ويخشى باحثون حقوقيون أن ينقل الحراس الفيروس إلى السجون وقالوا إن عدة حالات مشتبه بها ظهرت في طرة وفي سجن وادي النطرون شمال غربي القاهرة.

ولم تستطع رويترز التأكد من مصدر مستقل مما إذا كانت حالات إصابة مؤكدة بالفيروس ظهرت بين السجناء. وقال مصدران بقطاع السجون إن الاختبارات أثبتت سلبية 14 حالة مشتبه بها في ثلاثة سجون.

شاهد من الداخل

وقال مسجون اتصلت به “رويترز”، إنه يخشى انتشار الفيروس لأن التباعد الجسماني مستحيل في السجن المحتجز به في القاهرة حيث يعيش 15 نزيلا في زنزانته ولكل منهم مساحة نصف متر مربع. ويقول باحثون إن هذا المستوى من الزحام ليس غريبا.

وتوصي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتخصيص مساحة 3.4 متر مربع لكل سجين على الأقل في مختلف أنحاء العالم.

وفي مارس بدأت مصر تشهد أول بؤر للإصابات وقال المسجون الذي تواصلت معه رويترز ومسجون آخر أُفرج عنه في الآونة الأخيرة إن المعلومات عن المرض داخل السجون مقيدة.

أما في أقسام الشرطة حيث يحتجز من يلقي جنود الشرطة القبض عليه لخرق حظر التجول الليلي أو إغلاق المساجد قبل إطلاق سراحه بعد دفع غرامة فقد قال السجين السابق المطلوب منه الذهاب إلى قسم الشرطة بالقاهرة مرة كل أسبوع إن الزحام قد يكون أسوأ في مراكز الشرطة منه في السجون.

لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb

قد يهمك أيضاً

تعليقات

  1. لأنه امريكي وبالطبع لانه اخواني اطلقوا سراحهم..الا تذكرون عندما فتح الأخوات أثناء الثورة السجون ماذا حدث..وفي النهاية قيل اوهم قالوا أن بلطجية النظام السابق هم من فتح السجون

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث