مُصيبة جديدة على رأس محمد بن راشد.. هذه تفاصيل الضربة التي تلاقها في دبي ولا يعرف كيف سيحلها

By Published On: 22 مايو، 2020

شارك الموضوع:

قالت وكالة “بلومبيرغ”، الأمريكية، إنه شركة طيران الإمارات اعتقدت قبل عام أنها حلت مشكلتها مع طائرات A380 من خلال تخفيض الدفعة النهائية على الطلبية. لكنَّ فيروس كورونا بات الآن يُمثِّل صداعاً جديداً في رأس الناقل الإماراتي الذي يتخذ من دبي مقراً له بسبب الطائرة العملاقة المعروفة باسم “سوبر جامبو.

وأوضحت الوكالة، أنه في ظل انتظار تراجع الطلب على السفر لسنوات، يوجد خطر بأن تتحول الطائرة العملاقة التي تُصنِّعها شركة إيرباص إلى عبء ثقيل لا فائدة منه في عالم يؤدي تقلُّص الطلب فيه على الرحلات الجوية الطويلة إلى تفضيل الطائرات ذات الجسم العريض والأقل في الحجم.

وقال أشخاص مطلعون على المسألة للوكالة الأمريكية، إنَّ طيران الإمارات سترد بإحالة جزء من أسطولها من طراز A380 إلى التقاعد؛ لكن في ظل كون شركة الطيران الخليجية هي الوحيدة التي بَنَت نشاطها على نموذج طائرة ثنائية الطابق لم تتلقَّ إلا طلبيات قليلة من الشركات الأخرى، فإنَّ خيارات التخلص من الطائرات محدودة.

وحسب الوكالة، فهذه الخيارات التي تواجه أكبر ناقل دولي للمسافات الطويلة:

1.             إلغاء طلبيات مُعلَّقة: تملك طيران الإمارات أسطولاً من 115 طائرة من طراز A380، ومن المقرر استلام 8 أخرى حتى عام 2021، ويقول أشخاص مطلعون على الوضع إنَّ الشركة تتطلَّع لإلغاء شراء 5 منها في النقاشات مع الشركة المُصنِّعة.

وكانت الشركة الإماراتية قد أعادت بالفعل هيكلة العقد مرة من قبل، وقلَّصت حينها طلب شراء تكميلي بمقدار 39 طائرة في فبراير/شباط من العام الماضي، فيما تحرَّكت شركة إيرباص لتصفية البرنامج بسبب قلة المشترين الآخرين. وشهدت الصفقة إكمال طيران الإمارات العقد بشراء طائرات من طرازات مختلفة من إيرباص، لكنَّ هذا ليس خياراً جذاباً في ظل المناخ الحالي.

ومع دخول آخر طائرات A380 مراحل إنتاج متقدمة –شُحِنَت المجموعة النهائية من الأجنحة من المملكة المتحدة إلى خط تجميع السوبر جامبو في مدينة تولوز الفرنسية قبل ثلاثة أشهر- فإنَّ عدم الاستلام سيُفعِّل جزاءات تصل إلى 257 مليون درهم إماراتي (70 مليون دولار) لكل طائرة. ووفقاً للأشخاص المطلعين، فإنَّ إيرباص تعرض بدلاً من ذلك تأجيل الاستلامات أو المدفوعات.

2.             تسريع الإحالات للتقاعد: يقول رئيس طيران الإمارات تيم كلارك في سبتمبر/أيلول الماضي، إنَّ الشركة بدأت في إخراج طائرات A380 القديمة من الخدمة، وإنَّ حجم الأسطول قد يتراجع إلى 90 طائرة بحلول منتصف العقد الحالي، ما يعني ضمناً أنَّ 30 طائرة قد تخرج من الخدمة. وأفادت وكالة Bloomberg الأمريكية بأنَّ ما يقرب من 65 طائرة يمكن أن تُحال إلى التقاعد في وقتٍ قصير نسبياً.

وقد يؤدي اتخاذ نهج أكثر راديكالية إلى الاحتفاظ بنحو ثلاثين طائرة فقط من طراز A380 تعمل بمحركات شركة رولز رويس القابضة، يصل عمرها كلها إلى أقل من 3 سنوات ونصف، وسحب تسعين طائرة تعمل بتوربينات من تحالف شركتي جنرال إلكتريك وبرات آند ويتني، قضت أقدمها في الخدمة عقداً من الزمن.

وتستأجر شركة طيران الإمارات 59 من طائراتها من طراز A380، وأشار كلارك إلى أنَّه قد تجري إعادتها مع انتهاء شروط التشغيل، لكنَّها تملك 56 طائرة من الطراز نفسه. المشكلة هي أنَّه بعكس كل طائرات الركاب الأخرى تقريباً، لم يتوفَّر للطائرة A380 سوق للطائرات المستعملة في ظل إعراض شركات الطيران عن سعتها البالغة أكثر من 450 مقعداً وتصميمها المتعطِّش رباعي المحركات.

وبالتالي فإنَّ أقل ما تُوصَف به عملية العثور على مشتر هي أنَّها صعبة، خصوصاً بعدما بدأ مُشغِّلو A380 الآخرون في إحالة طائراتهم إلى التقاعد بسبب الفيروس. فأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية – كيه إلى إم (Air France-KLM) أمس الأربعاء 20 مايو/أيار “الإنهاء التام” لعمليات طائراتها التسع التي كان من المقرر أن تخرج من الخدمة بحلول نهاية 2022.

3.             التحويل إلى طائرات شحن: ليس من الغريب أن تجد الطائرات القديمة دورة حياة جديدة لها في مجال حمل البضائع. لكنَّ الطراز A380 غير مناسب على نحوٍ فريد لهذا الدور؛ لأنَّ تصميمه المؤلَّف من طابقين لا يوفر إلا مساحة محدودة في جوف الطائرة ويجعل تحويلها إلى طائرة شحن أمراً صعباً ومكلفاً.

علاوة على ذلك، توفر شركة بوينغ الأمريكية بالفعل نسخة مخصصة للشحن من طائراتها طراز 747-8 التي أثبتت أنَّها ناجحة أكثر من الإصدار المخصص للركاب، يساعدها في ذلك الباب الموجود عند مقدمة الطائرة لاستيعاب الأغراض كبيرة الحجم. 

وتقول ساندي موريس، المحللة بشركة Jefferies International، إنَّه لا يزال بالإمكان تحويل طائرة A380 إلى طائرة شحن، لكنَّ برنامج التحويل سيحتاج أن يكون تنافسياً مع برنامج تحويل الطائرة بوينغ 777 الذي أطلقته شركة Israel Aerospace Industries العام الماضي، بعد الحصول على طلبية من ذراع التأجير لشركة جنرال إلكتريك.

4.             رحلات الحج: قد تستخدم الإمارات الفائض من طائرات A380 كطائرات نقل مخصصة لأسبوع الحج ورحلات العمرة المستمرة على مدار العام، وهي التي تجذب ملايين المسلمين إلى السعودية.

وتُعَد الخطوط الجوية الماليزية هي الشركة الوحيدة المُشغِّلة للسوبر جامبو التي تدخل هذا السوق حتى الآن بعد فشلها في العثور على مشتر لطائراتها الست. وتُشغِّل وحدة “أمل” التابعة للشركة طائرات A380، وهي تسعى للحصول على شريحة من سوق الحج الإندونيسي وتستهدف كذلك السكان المسلمين بالصين.

وقد تكون تكاليف التجديد عالية؛ إذ ستجري إزالة القضبان والتجهيزات الأخرى وتركيب مقاعد أعلى في كثافة الركاب. ووفقاً لغاري فيصل من شركة Tronos Aviation Consulting لاستشارات الطيران، سيُكلِّف تعديل طائرة A380 نحو 17 مليون دولار.

5.             قطع غيار: يمكن أن يكون ما يُسمَّى بتفكيك الطائرات القديمة للاستفادة من مكوناتها عملاً مربحاً. تتمثل العقبة الماثلة أمام طيران الإمارات في أنَّ الأطراف الثلاثة المشترية ستكون نادرة؛ لأنَّ الشركة هي المستخدم الكبير الوحيد لطائرة A380.

قال كلارك، الذي من المقرر أن يتقاعد الشهر المقبل، يونيو/حزيران، العام الماضي إنَّ أولى طائرات A380 المملوكة مباشرة لطيران الإمارات وستتقاعد سيجري استخدامها كمصدر قطع غيار للطائرات العاملة، أي ستتغذى الشركة على أسطولها.

6.             التجميد: في ظل محدودية الخيارات، قد تلجأ طيران الإمارات إلى تبنّي نهج “انتظر ولنرَ” وحسب، حتى يتضح الأثر طويل الأجل لفيروس كورونا المستجد أكثر. وقالت موريس إنَّ طائرة A380 قد لا يكون لها دور على مدار الأشهر الستة القادمة أو أكثر، “لكن هذا لا يعني أنَّها الطائرة الخطأ تماماً حين نستشرف الأحوال في الـ12 شهراً المقبلة”، وستكون التكاليف مقتصرة على الصيانة المتقطعة ورسوم الانتظار.

لكنَّ جيوم فري، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، قال إنَّ الطلب على الطائرات ذات الجسد العريض قد لا ينتعش حتى عام 2023 أو 2025. وإن كان الحال كذلك، فإنَّ عصر A380 ربما دخل بالفعل سنوات أفوله.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment