حلم السيطرة على طرابلس “تبخر”.. الوفاق تحقق خسائر كبيرة في صفوف مليشيات حفتر
شارك الموضوع:
تمكن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، أمس السبت من إلحاق خسائر جديدة بقوات اللواء الليبي الانقلابي خليفة حفتر وذلك في محاورة قريبة من العاصمة طرابلس، مؤكداً إحراز تقدمات قوية.
وقال الجيش الليبي في بيان نشرته صفحة “عملية بركان الغضب” بموقع “فيسبوك”، رصدته “وطن”، إن “أبطال لواء المحجوب التابع لقوات المنطقة العسكرية الوسطى، تقدموا بقوة في محور الرملة ومحيط مطار طرابلس”، لافتا إلى أنه تم السيطرة على سيارتين مسلحتين.
وأشار البيان إلى أنه جرى تدمير 6 سيارات مسلحة أخرى، إلى جانب انتشال عدد من جثث عناصر حفتر، بعد هروب المليشيات التابعة له في هذه المحاور.
وتواصل قوات حفتر تكبد خسائر فادحة، جراء تلقيها ضربات قاسية في كافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة “الوطية” الاستراتيجية (غربا)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غربي طرابلس).
وفي السياق، باتت قضية إنقاذ طرابلس بالكامل من الهجمات الصاروخية لمليشيات حفتر مسألة وقت، مع تمكن الجيش الليبي من السيطرة على أهم المعسكرات الاستراتيجية.
وفي الفترة ما بين 22 و24 أيار/ مايو الجاري، تمكن أفراد الجيش الليبي، وبعملية خاطفة، من استعادة السيطرة على معسكرات اليرموك وحمزة وتكبالي العسكرية، التي كانت خاضعة لسيطرة مليشيات حفتر.
وتبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه المعسكرات في أنها كانت تشكل منطلقًا لمليشيات حفتر في قصف العاصمة طرابلس، اعتبارًا من كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث أصيب وقتل المئات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، جراء تلك الهجمات.
معسكر اليرموك
يعتبر المقر العسكري الرئيسي والأكثر استراتيجية في جنوبي طرابلس، ويقع المعسكر في منطقة خلة الفرجان على بعد 15 كيلومترًا جنوبي العاصمة.
سيطر الجيش الليبي على معسكر الصواريخ الأصغر، الذي يقع على بعد كيلومتر واحد عن اليرموك، في 23 أيار/ مايو الجاري، ثم حقق كامل السيطرة على المعسكر في اليوم التالي، 24 مايو.
وتمكنت مليشيات حفتر منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، من الحفاظ على سيطرتها على معسكر اليرموك، الذي توالت السيطرة عليه بين القوات الحكومية الليبية والمليشيات منذ نيسان/ أبريل 2019.
وعلى الرغم من أن هذا الموقع يعتبر نقطة استراتيجية مهمة بسبب قربه من العاصمة، إلا أنه من المعروف أيضًا أنه منطقة يصعب الدفاع عنها من الناحية العسكرية ويمكن استهدافه بالصواريخ وقذائف الهاون. لهذا السبب، واجه كلا الجانبين صعوبة في السيطرة على هذا المعسكر لفترة طويلة وتكبد الطرفان خلال ذلك خسائر فادحة.
ومع السيطرة على معسكر اليرموك، تمت إزالة العقبة أمام الطريق إلى مطار طرابلس القديم ومعسكر الشرطة العسكرية في منطقة قصر بن غشير، حيث تقع إحدى أهم نقاط الإمداد التابعة لمليشيات حفتر.
إضافة إلى ما سبق، فإن سيطرة القوات الحكومية على قصر بن غشير والمطار القديم، يعني بالضرورة نجاح القوات الحكومية في طرد مليشيات حفتر من العاصمة، حتى وإن بقيت بعض الجيوب في محوري عين زارة ووادي الربيع.
معسكر حمزة
يقع معسكر حمزة في منطقة “مشروع الهضبة”، على بُعد 15 كيلومترا من وسط العاصمة، بموازاة معسكر اليرموك تقريباً، وكان يمثل قاعدة رئيسية لمليشيات حفتر المتقدمة نحو حي “أبو سليم”، أكبر أحياء طرابلس من حيث الكثافة السكانية.
وسيطرت مليشيات حفتر على المعسكر في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2019، وتسبب توغلها في الأحياء المحاذية لـ”أبوسليم”، بوقوع العديد من القتلى في صفوف المدنيين، بما في ذلك مرضى فيروس كورونا الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى الخضراء.
يشتهر حي “أبو سليم” بوجود سجن يحمل نفس الاسم، وذاع صيته عقب ارتباطه بمذبحة وقعت خلال فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في 29 حزيران/ يونيو 1996، حيث قتل 1269 سجينا سياسيا هناك.
ورغم أن القوات الحكومية شنت عدة هجمات على محور “مشروع الهضبة” وسيطرت على عدة أجزاء منه، منذ إطلاقها عملية “عاصفة السلام” في 25 آذار/ مارس الماضي، فإنها لم تتمكن من تحرير “معسكر حمزة” إلا في 23 أيار/ مايو.
وبذلك تكون القوات الحكومية قد أكملت سيطرتها على منطقة “مشروع الهضبة”، بالإضافة إلى شارع “المطبات”، لينتقل القتال إلى منطقة “الخلاطات”، ما يسمح لسكان “أبوسليم” والأحياء المجاورة بالتخلص من تهديد المعارك لحياتهم.
معسكر تكبالي
أما معسكر التكبالي، وهو الأقرب إلى قلب العاصمة طرابلس، فلا يبعد عن قلعة “السراي الحمراء” التاريخية سوى 10 كيلومترات، في منطقة “صلاح الدين”، حيث توجد عدة مؤسسات حكومية، مثل مصلحة الجوازات والجنسية، وكلية الشرطة، وقسم البحث الجنائي، التي حررتها القوات الحكومية جميعها في 22 أيار/ مايو.
وتعتبر منطقة صلاح الدين استراتيجية وحساسة على الصعيد الأمني لوجودها بالقرب من أحياء سكنية ومواقع حكومية حساسة.
وأوقعت المعارك بحي صلاح الدين قتلى من المدنيين بعد استعمال مليشيات حفتر الأسلحة الثقيلة، واتهمها وزير الداخلية فتحي باشاغا، في أبريل/ نيسان الماضي، باستعمال أسلحة كيماوية، استناداً إلى تقارير أولية.
وفي محور صلاح الدين، ألقى مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية بثقلهم في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فمكّنهم ذلك من السيطرة على معسكر تكبالي والمناطق المجاورة رغم المقاومة الشرسة للقوات الحكومية.
وبعد شهر واحد بالضبط من تصريحات باشاغا، تمكن الجيش الليبي من استعادة السيطرة على المعسكر بتاريخ 22 أيار/ مايو، فيما هرب مرتزقة فاغنر إلى معسكر اليرموك في نفس اليوم تاركين خلفهم جثة جندي روسي.
معسكر النقلية
وإلى جانب المعسكرات الاستراتيجية الثلاثة، فإن هناك معسكر “النقلية” بالإضافة إلى مقر قيادة الأركان، ولا يقلان أهمية عن باقي المعسكرات، ويقعان تحت سيطرة قوات الحكومة الليبية.
ويقع معسكر النقلية على طريق المطار، ويبعد 20 كيلومترا عن وسط العاصمة، ورغم قربه من معاقل مليشيات حفتر في المطار القديم (على بعد 5 كيلومترات فقط) إلا أن الأخيرة لم تتمكن من السيطرة عليه إلا لفترات قصيرة، آخرها في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي لكن لساعات فقط.
ووفقًا لمعلومات من مصادر عسكرية، فإن الجيش الليبي بدأ في هذه الأثناء عملية عسكرية للسيطرة على المطار القديم والمناطق المجاورة.
والجدير ذكره، أن قوات حفتر تشن بدعم من دول أبرزها الإمارات منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دولياً، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.