هل أساء مسلسل “الاختيار” للعُمانيين؟.. هذا المشهد أغضب أكاديمية عُمانية وتفسيرها أثار جدلاً بالسلطنة

تناول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسلطنة عمان، مقطع فيديو مقتطف من مسلسل الاختيار المصري، الذي بث خلال شهر رمضان المبارك، وجسد دور البطولة به الفنان المصري أمير كرارة، والتي تمثلت بشخصية ضابط بالجيش مصري يدعى أحمد المنسي قتل وهو وأفراد كتيبته على يد المسلحين في سيناء.

ويظهر من مقطع الفيديو المتداول المقتطف من المسلسل، اجتماع لكبار القيادات العسكرية المصرية، وحديثهم حول أحد “الإرهابيين” الذين يتبعون للتنظيمات التي تحارب الجيش المصري بسيناء.

وأظهر المقطع الرجل الإرهابي “أبو عمر” الذي كان مطلوباً بالمسلسل للجيش المصري، ولكن ما أثار ريبة العُمانيين، هو إخراج الإرهابي “ابو عمر” وهو يرتدي عمامة عُمانية، في صورة اعتبرها العمانيون محاولة إساءة للشعب العماني ولزيه الرسمي والوطني.

ونشرت الباحثة والأكاديمية العُمانية “السهاد البوسعيدي” عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مقطع الفيديو المقتطف من المسلسل المصري، وعلّقت عليه مشيرة إلى تلميح بظهور الدشداشة العمانية: “شاهد الفيديو للنهاية وأعطني ملاحظتك، احتمال أنا فسرت الفيديو خطأ أو فكري ذهب بعيد، هذا الفيديو من مسلسل الاختيار المصري من بطولة أمير كرارة من إخراج بيتر ميمي، وتأليف باهر دويدار”.

قد يهمك أيضاً:

مذبحة كرداسة .. إعدام 17 معتقلاً بعد أيام من عرض مسلسل الاختيار للواقعة!

بعد 8 أعوام على “مجزرة رابعة”.. مخابرات السيسي تحاول غسل عارها بـ”الاختيار2″ وحلقة أثارت الجدل

 

وأثار المقطع ردود أفعال عديدة من قبل المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تفاعلوا مع الفيديو معتبرين بأن هناك تعمّد مصري في المسلسل لإظهار صورة الإرهابي بالزي العماني، في مشهد يمثل إساءة للشعب العماني.

في حين قال آخرون بأن ذلك الزي ليس مقتصراً على الشعب العماني، إنما المسلسل أراد أن يوضح بأن الشخصية المعنية بالمسلسل هي أجنبية وليست مصرية.

وفي ذلك قال أحد المغردين: “نعم الزي عماني والمصر عماني، حتى الهيئة عماني حاطينه”.

فيما قال آخر: “ترى شبه الزي الأفغاني ومع العمامة العمانية لكن ليش اسمه خلف حمدان، ونفس شي قضية أسامة بن لادن هو سعودي بس أحس كلها قصته اتهام باطل من صنع أمريكا، حسبي الله ونعم الوكيل.”

يشار إلى أن مسلسل “الاختيار” تسبب  في إثارة الكثير من الجدل، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان من ضمن ذلك إشارته بإحدى المشاهد للعالم “ابن تيمية”، وربطه بالفكر المتشدد و”الإرهاب”.

 

ففي أحد مشاهد المسلسل ظهر أحد الممثلين الذي يجسد شخصية أحد من وصفتهم بـ “الإرهابيين” أو “التكفيريين” وهو يبرر مقتل المدنيين أثناء العمليات “الإرهابية” مستشهدًا بتعاليم الشيخ ابن تيمية، وذكر جزءا من حديث شريف اقتطع من سياقه ونسبه إليه، وذلك رغم أن ابن تيمية لم يفت مطلقًا بجواز قتل المدنييين.

ويرى محللون أن النظام المصري يسعى -بمَكر وخُبْث- من خلال هذه النوعية من المسلسلات إلى تكريس حدّية الثنائية السياسية في مصر ما بين عسكر وإسلاميين، وهي الثنائية التي سمحت للنظام الحالي -ولا تزال- بالبقاء في السلطة منذ انقلاب 3 يوليو 2013.

كما أنها تضرب أية محاولة للخروج من بؤس هذه الثنائية، سواء برفع القبضة الأمنية عن المجال العام وإعادة الحياة السياسية، أو بالدخول في مصالحة يمكنها وضع حد للشرخ السياسي والمجتمعي المتزايد منذ الانقلاب على ثورة 25 يناير. كما أن “المسلسل” يعكس منطق اللعبة الصفرية التي تمارسها وتجيدها كافة الأنظمة السلطوية، والتي تقوم على مبدأ: إما نحنّ وإما همّ.

ويحاول مسلسل “الاختيار” بحسب المحللين “أسْطَرَةَ” العسكر، وترسيخ صورتهم الذهنية لدى العوام، وذلك من خلال استعراض “أسطوري” لشخصية ضابط الصاعقة المقدم أركان حرب أحمد صابر منسي، الذي لقي مصرعه في إحدى هجمات تنظيم “ولاية سيناء” عام 2017.

وذلك في مقابل زميله ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي المتورط في قضايا عنف وإرهاب بعد تقاعده من الخدمة العسكرية في عام 2011، والذي تم إعدامه في 4 مارس 2020، على ذمة قضايا عديدة أبرزها قضية “هجوم الفرافرة” الذي وقع في يوليو 2013، وراح ضحيته عشرات القتلى والمصابين من ضباط وجنود الجيش.

ويبدو أن صنّاع المسلسل في أجهزة الدولة ومؤسساتها قد وجدوا ضالتهم في الضابط أحمد منسي الذي كان قائداً للكتيبة 103 صاعقة، التي تساهم في العمليات العسكرية ضد المتشددين في سيناء، وذلك من أجل تحسين صورتها.

فالمقدم منسي كان قائداً للكتيبة المذكورة حين تعرضت لواحدة من أكثر الهجمات التي شنّها تنظيم “ولاية سيناء” دموية، حيث قُتل خلالها ما يقارب 22 من أعضاء الكتيبة وأصيب نفس العدد تقريباً، وذلك في 7 يوليو 2017، في المنطقة المعروفة بـ”مربع البرث” جنوب مدينة رفح.

كما يأتي المسلسل أيضا في وقت تتهم فيه منظمات دولية عاملة في مجال حقوق الإنسان النظامَ الحالي بارتكاب جرائم -قد تصل إلى حد جرائم الحرب- ضد أهالي سيناء، فمثلا؛ يشير تقرير أصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش في مايو 2019 إلى تورط عناصر من الجيش والشرطة المصرية في جرائم تشمل الاعتقالات الجماعية التعسفية، والإخفاء القسري، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، وهجمات جوية وبرية قد تكون غير قانونية ضد المدنيين.

 

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث