خطف السرطان روح الطفلة العُمانية ومُحاربة السرطان الشهيرة عائشة الهوتي، عن عُمر يناهز الـ7 أعوام، بعد حرب طويلة مع المرض الذي داهمها أربعة مرات.
وكانت عائشة الهوتي تتلقى العلاج في ألمانيا، على نفقة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، بعدما ناشده المغردين العمانيين بالتدخل لتوفير العلاج للطفلة، والذي تُقدر تكلفته بنصف مليون ريال عماني، ولم يكن المبلغ المطلوب متوفر لدى ذويها.
واستمرت عائشة الهوتي بتلقي العلاج في ألمانيا، حتى بعد وفاة السلطان قابوس، إلى أن توفاها الله صباح اليوم الأحد.
وأثار وفاة عائشة الهوتي، صدمةً وحزناً كبيرين بين الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فدشنوا هاشتاج #عائشه_الهوتي_في_ذمة_الله، والذي تصدر التريند عبر “تويتر” بعد الإعلان عن وفاة عائشة الهوتي.
وصدم رحيل عائشة التي تصدرت قضيتها حديث العُمانيين قبل عام، الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذين قاموا برثائها بكلمات مُبكية، فكتب مُغرد: “خبر محزن جدآ محاربه السرطان عائشه الهوتي في ذمة الله رحمة الله عليك يا صغيرة طير من طيور الجنة بإذن الله، جرعة الكيماوي التي تعطى في الوريد لمرضى السرطان لو سقطت قطرة على جلد إنسآن لأذابته فعن أي وجع تتحدثون اللهم لا تذر فينا مريضاً إلا شفيته”.
وعلقت ناشطة أخرى في محاولة لمواساة حزنها: “لم يَهزمها السرطان وانما اشتاقت لها الجنه اللهم الخلود في جناتك لروحك الطاهرة “.
ونشرت سنا برقة صورة جميلة لعائشة، وعلقت: “حمامة سلام عادت إلى ربها نامي بسلام إنكِ بين يدي الرحيم الغفور .. رحمها الله وجعلها شفيعة لوالديها”.
ونشر الإعلامي العُماني محمد المخيني، فيديو لحظة تدخل وزير ديوان البلاط السلطاني لإنهاء معاناتها، وعلق قائلاً: “صباح حزين يخبرنا أن الحياة لا تدوم وأن الفقد سيبقى أسوء شعور على الاطلاق #عائشة_الهوتي_في_ذمة_الله تعازينا لأسرة عائشة ولكل من وقف بجانبها وساندها دعواتكم لها وتعازيكم لذويها”.
وكذلك، نشرت الناشطة رقية الحديدي صورتين لعائشة قبل وبعد أن يتمكن المرض الخبيث منها، ونعتها بكلمات مؤثرة: “طير من طيور الجنة أيتها الأميرة الشجاعة
هيه الجنة أشتاقت لروحك تحفك الملائكه إلى الحياة السرمديه بعيداً عن آلام الدنيا ومتاعبها هناك حيث الحياة الخالدة بجمالها جبر الله قلب والديك وأحبابك يارب العالمين”.
وعبر ابراهيم الجهضمي عن عميق حزنه، فكتب: “نجمةٌ أُخْرى تأفلُ من سمائِنا لتشرقَ في مكانٍ آخر وتبدأ حياتها الأبدية الأكثر سعادة تصطفُ مع نجومٍ أُخرى سبقتها إلى حيث الهدوء والطمأنينة والراحة بعد عناء المرض عوض الله أهلها خيراً على صبرهم واحتسابهم وجمعهم بها في مستقر رحمته إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وفجر رحيل عائشة صدمة وحزن كبيرين في جميع أرجاء عُمان، ونضحت التغريدات بصورها ودعوات لها بالنعيم.
وكانت قضية عائشة الهوتي، قد ذاع صيتها العام الماضي، حين قال والدها إنّ المرض عاد إليها أربع مرّات، إذا بدأ في الدّم، ثم انتقل للنخاع، ثم العيون، والآن عاد إليها في النخاع الشوكي مرّة أخرى.
وكان من المفترض أن تسافر “عائشة إلى الخارج، إذ أنّ العلاج متوفر في أمريكا وألمانيا وتكلفته عالية جداً ويقدر بنصف مليون ريال عماني، لكنّ المبلغ المطلوب غير متوفر لدى ذويها.
وناشد مغرّدون آنذاك عبر هاشتاغ #عايشه_من_حقها_تعالج السلطان قابوس بن سعيد بالتدخل لتوفير العلاج اللازم للطفلة .
واستجاب السلطان قابوس بن سعيد للطفلة عائشة، فأوعز وزير ديوان البلاط السلطاني، توجيهاته لاستكمالها رحلة علاجها في الخارج، قبل أن يتمكن منها المرض.