أشعل الدعم التركي لحكومة الوفاق الليبية الشرعية المعترف بها دولية، جدلاً من نوع آخر يتعلق بعلاقة المجاهد الليبي عمر المختار بالدولة العثمانية، وذلك بعد سعي الذباب الإلكتروني السعودي والإماراتي ترويج فكرة محاربة المختار للعثمانيين.
وتداولت وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية، بيان منسوب لقبيلة “المنفة” التي ينحدر منها عمر المختار تهاجم فيه ما أسمته “الانتهاكات التي ترتقي لجرائم حرب على يد قائد الغزو التركي، رجب طيّب أردوغان.
وأشارت القبيلة، وفق البيان المزعوم، إلى أنها “ستواصل تقديم الدعم لأحفاد عمر المختار في حربهم ضد الإرهابيين الوافدين إلى ليبيا من كل حدب وصوب”.
كما تداولت صفحات اجتماعية تصريح لمنصور شعيب “أحد مشائخ قبيلة المنفة”، لقناة سكاي نيوز عربية الإماراتية يقول فيه: “لن نصطف مع أي دولة غازية وخصوصا تركيا التي جاءت لليبيا طمعا في ثروتها ويضيف، وعندما باع العثمانيون ليبيا لإيطاليا قتلوا أكثر من ٣٥ ليبيا قرب الحدود المصرية، لأنهم (الضحايا) كانوا يريدون مقاومة إيطاليا”.
هذا ونقلت قناة العربية السعودية، عن نائب رئيس مجلس حكماء ليبيا الشيخ السنوسي الزوي قوله لأردوغان: “جئت لتقتلنا، وجميع القبائل ترفض الغزو العثماني”.
وفي السياق، عبرت أطراف ليبية أخرى رفضها لهذه الرواية، واستبدلتها برواية أخرى موثّقة تاريخياً تتحدث عن تعاون المختار مع الجيش العثماني ضد الاحتلال الإيطالي.
وجاءت المحاولات الإماراتية والسعودية، رداً على تصريح للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال فيه إن أحفاد عمر المختار في ليبيا، يحاربون الإرهابيين الوافدين إلى بلادهم من كل حدب وصوب، مشيراً إلى أن ستواصل دعمهم، نافيا وجود أي أطماع لبلاده في ليبيا أو مواردها الطبيعية.
فيما تداول عدد من النشطاء صورة تجمع المجاهد عمر المختار مع عدد من القادة العثمانيين مؤكدين أن المختار لم يخض أي حرب مع الدولة العثمانية، لكنه تعاون معهم لصد الغزو الإيطالي في بدايات القرن العشرين.
ونشر الكاتب والناشط السياسي، إبراهيم قصودة، صورة للمختار مع ضباط عثمانيين، وعلّق بقوله “صورة تجمع المجاهد عمر المختار والفضيل بوعمر وقادة آخرون من الجناح العسكري مع ضباط عثمانيون، لم تكن هناك تركيا أو ليبيا، بل دولة الخلافة العثمانية، وعمر المختار أحد رعاياها جاهد تحت راية الهلال ضد فرنسا في تشاد والطليان في برقة، جهادا خالصا لله ضد الغزو الصليبي”.
وأضاف ناشط آخر صورة أخرى، وعلق عليها بقوله “عمر المختار والمجاهدون الليبيون، الذين يظهر أحدهم حامل الراية العثمانية رفقة الجنود العثمانيين سنة 1899م، وهم متوجهون لدولة تشاد لنصرة المسلمين فيها بعد الاحتلال الفرنسي، وقبل الاحتلال الإيطالي لليبيا بـ12 سنة”.
ودوّن ناشط يسمّي نفسه “أبو بكر”: “لمن يتحدثون عن وجود “احتلال عثماني تركي غاشم”: شيخ الشهداء عمر المختار الذي قاتله أجدادكم الباندات مع الطليان واليوم تتمسّحون به زورا وبهتانا، عاش في ظل العثمانيين لأكثر من 45 سنة، كما أن الملك إدريس السنوسي كان ضابطا في الجيش العثماني، لماذا قاتل هؤلاء الطليان ولم يقاتلوا العثمانيين؟”.
وفي السياق، تؤكد بعض المصادر التاريخية أن علاقة عمر المختار بالدولة العثمانية اتسمت بالتعاون والاحترام المتبادل، حيث يؤكد المؤرخ المصري، محمد محمود إسماعيل، في كتابه “عمر المختار شهيد الإسلام وأسد الصحراء”، أن عمر المختار استعان بالجيش العثماني لصد الغزو الإيطالي عام 1911.
فيما يشير المؤرخ الليبي، الطاهر الزاوي، في كتابه “عمر المختار”، إلى أن عمر المختار توسّط لفض النزاع بين المقاتلين الليبيين والقوات العثمانية، التي اضطرت للانسحاب إلى الأستانة بعد توقيع صلح مع إيطاليا في مدينة لوزان السويسرية عام 1912.
لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb