مرتزقة فاغنر يفرون من سرت ويفككون رادارات الدفاع الجوي
شارك الموضوع:
كشفت مصادر ليبية مطلعة عن انسحاب المرتزقة الروس من مدينة سرت، وسط مؤشرات على أن قوات حكومة الوفاق الوطني قد تقوم قريباً بشن عملية عسكرية لاستعادتها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على الرغم من “الخطر الأحمر” الذي وضعته مصر لهذا الأمر، في الحين الذي حذّر فيه متحدث باسم قوات الوفاق الليبية، الرئيس المصري، من مغبة أي تدخل عسكري في بلاده.
وبحسب مصدر حكومي ليبي قال لقناة الجزيرة القطرية بأن مسلحي شركة “فاغنر” الروسية، انسحبوا يوم أمس الثلاثاء من مدينة سرت، في اتجاه موانئ الهلال النفطي التي تقع إلى الشرق، وتخضع لقوات حفتر.
من ناحيتها قالت مصادر عسكرية ليبية للجزيرة بأن مرتزقة فاغنر قاموا بتفكيك رادارات الدفاع الجوي من إحدى المناطق في سرت.
وبحسب المصدر الحكومي الليبي فإن المسلحين الروس أعادوا انتشارهم في منطقة الجفرة التي تقع وسط ليبيا، وتضم قاعدة جوّية، نشرت فيها روسيا طائرات حربية دعماً لخليفة حفتر، وذلك وفق ما كشفت عنه مؤخراً قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”.
مصادر ليبية أفادت يوم أمس بأن المرتزقة الروس قاموا بالانسحاب من مناطق غرب وجنوب سرت، الأمر الذي يشير لتفاهم روسي تركي بهذا الخصوص.
شاهد ايضاً:
“شاهد” الوفاق الليبية ترصد إمدادات عسكرية أرسلها السيسي إلى الفاشل حفتر قبل معركة الخط الاحمر…
وأوضح المراسل بأنه في حال تأكد الانسحاب، فإن ذلك يعني قرب اقتحام قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية لمدينة سرت، تماماً كما حصل في ضواحي طرابلس الجنوبية، حيث انهارت قوات حفتر بعد مغادرة الروس، باتجاه وسط ليبيا.
التجهيزات والاستعدادات
وأوضح مراسل القناة القطرية بأن قوات الوفاق الموجودة بمحيط مدينة سرت تلقت تعزيزات من عدة مناطق في ليبيا، في مؤشر على قرب اقتحامها للمدينة الإستراتيجية، التي كانت قوات حفتر قد استولت عليها مطلع العام الجاري.
وأكد ناشطون بأن المرتزقة الروس انسحبوا من منطقة وادي جارف التي تقع على بعد 25 كيلومتراً تقريباً غربي مدينة سرت.
وبحسب الأنباء المتواردة فإن انسحاب مسلحي شركة فاغنر الروسية باتجاه الموانئ النفطية يأتي وقت يؤكد فيه قادة ميدانيون في قوات حكومة الوفاق بأنهم ينتظرون الأوامر لبدء عملية استعادة سرت وقاعدة الجفرة.
كما وأوضح ناشطون بأن المزيد من المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق الليبية توجهوا يوم أمس إلى مدينة سرت ترقباً لعملية عسكرية ربما باتت وشيكة.
وبعد استعادتها ضواحي طرابلس الجنوبية ومدينة ترهونة، مطلع الشهر الماضي، اتجهت قوات من حكومة الوفاق إلى سرت، وبعد مناوشات مع قوات حفتر، لم تحدث مواجهات كبيرة، في حين أفادت مصادر عسكرية بأن المسلحين الروس قاموا بتلغيم مناطق عديدة في سرت.
وفي غضون ذلك دعا المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الليبية، العقيد محمد قنونو، دعا إلى ضرورة إنهاء وجود المرتزقة الداعمين لمن وصفة “بمجرم الحرب” الذي قام بإباحة أرض ليبيا للغزاة، في إشارة لخليفة حفتر.
وأكد قنونو خلال حديثه على المضيّ قدماً في تحرير المدن، و بسط سلطة القانون والدولة على كامل تراب ليبيا، موضحاً بأن الوقت قد حان ليتدفق النفط من جديد، وللضرب على الأيدي الآثمة التي عبثت بقوت الليبيين، على حد قوله.
كما وتعهّد قنونو بأن جرائم المقابر الجماعية في مدينة ترهونة لن تمر بسهولة، وأن كل تلك الجرائم إضافة لجرائم زرع الألغام في ضواحي طرابلس، لن تمر دون عقاب.
اتفاق أمريكي تركي
وعلى الصعيد السياسي قالت الرئاسة التركية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب اتفقا خلال مكالمة هاتفية يوم أمس الثلاثاء على العمل عن كثب في ليبيا، لضمان تحقيق الاستقرار هناك.
ومن ناحيته قال بيان للبيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي ونظيره التركي أكّدا هاتفياً ضرورة التوصل لتسوية تفاوضية للقضايا الإقليمية.
وكانت تركيا قد طالبت الولايات المتحدة في وقت سابق للتدخل بشكل أكبر في ليبيا، وتم بحث الأزمة الليبية مرتين من قبل الرئيس أردوغان وترمب، منذ مارس آذار الماضي.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن الاثنين انسحاب قوات حفتر من سرت وجفرة شرط لأي وقف لإطلاق نار، تعقبه مفاوضات لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
الدور المصري
في خضام تلك التطورات حذّر الناطق باسم قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، العقيد محمد قنونو، حذّر الرئيس المصري من أن تواجه بلاده نفس الفوضى، التي قال بإنه يزرعها في ليبيا.
ووّجه قنونو تساؤلاً عبر حسابه بتويتر قال فيه بانه إذا كان السيسي لا يخشى عودة السلاح الذي يوزعه في ليبيا عبر الحدود، أو مواجهة نفس مصير الفوضى التي يزرعها في ليبيا على أعتاب قصر الاتحادية بالقاهرة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال مؤخراً بأن تدخل بلادة عسكرياً في ليبيا بات يحظى بشرعية أممية، ودعا قواته للاستعداد لأي مهمات داخل مصر وخارجها، داعياً في نفس الوقت لتسليح القبائل الليبية، لمواجهة قوات حكومة الوفاق الوطنية.
وفي روسيا قال فلاديمير جاباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، بأن تدخل الجيش المصري في ليبيا يمكن أن يساعد في استعادة الدولة الليبية، على حد وصفه.
وأتى الموقف الروسي بعد عدة ساعات من تبني البرلمان المنعقد بطبرق والداعم لخليفة حفتر قراراً يجيز للقوات المصرية التدخل في ليبيا متى ما رأت ذلك ضرورياً، بحجة حماية الأمن القومي المصري والليبي.
وفي تعليقه أعلن مجلس النواب الليبي المنعقد في طرابلس بأن دعوى الجيش المصري للتدخل في ليبيا، “تصعيد” خطير، وتفريط في سيادة البلاد، وانقلاب على الشرعية ومصادرة لحق الشعب الليبي في تقرير مصيره.
تدفق النفط
في السياق ذاته اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، الإمارات، بالعمل على تخريب الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية وتمزيق النسيج الاجتماعي الليبي.
وتابع المشري خلال لقاء له عبر قناة الجزيرة مباشر القطرية، بأن الإمارات كانت على علاقة مباشرة بقصف عدة مواقع في ليبيا، إضافة لمحاولات ضرب العملة المحلية، ووقف إنتاج النفط، وذلك استناداً لما قال بأنها معلومات مؤكدة طرفه.
وأعلنت قوات حفتر السبت، الإصرار على إغلاق الموانئ والحقول النفطية، غداة إعلان للمؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة التي تمنع مواصلة الإنتاج.
ووفق تقديرات للمؤسسة، فإن تراجع الإنتاج النفطي تسبب بخسائر قدّرت بنحو ستة مليارات و500 مليون دولار، إضافة إلى تكاليف باهظة لإصلاح أضرار جسيمة، لحقت بالبنية التحتية وبشبكة خطوط الأنابيب وصيانة الآبار.
لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb