شهدت محافظات جنوب العراق عديد من الاحتجاجات بسبب استمرار أزمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد، ووصلت الأمور في بعض تلك المحافظات لإغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة من قبل المتظاهرين.
وكانت محافظة “الديوانية” العراقية إحدى تلك المحافظات التي شهدت احتجاجات واسعة وحرق إطارات، بسبب تردي خدمة الكهرباء، كما شهدت محافظة كربلاء أيضاً تظاهرات مشابهة اليوم الأحد، لنفس السبب.
كما ومنع المتظاهرون في منطقة الكمالية بكربلاء، موظفي محطة كهرباء “الديزلات”، شرقي المحافظة، من الدخول وممارسة عملهم بشكل طبيعي، و ذلك احتجاجاً على انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في المحافظة، على الرغم بأن المحطة تقع بالقرب من منازلهم.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً توثق الاحتجاجات وحرق الإطارات في تلك المحافظات، مؤكدين بأن التظاهرات تأتي للاحتجاج على انقطاع الكهرباء لفترات طويلة عنهم في ظل اشتداد الحرارة وذروة فصل الصيف.
يشار إلى أن العراق يعاني من أزمة حادة في الطاقة منذ حرب 2003، ولم تستطع أي من الحكومات المتعاقبة الوصول لحل للأزمة، رغم إنفاقها ما يزيد عن 62 مليار دولار، وذلك كله بسبب سوء الإدارة والفساد، حسبما أعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الأربعاء الماضي.
كما بلغ إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية بحسب وزارة الكهرباء، 13500 ميغاوات، ويخطط لإضافة 3500 ميغاوات خلال العام الحالي، من خلال إدخال وحدات توليد جديدة للخدمة، وسط تقديرات بأن البلاد بحاجة أكثر من 20 ألف ميغاوات لسد حاجتها.
وتزيد أزمة الكهرباء من معاناة العراقيين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، التي تتجاوز في العراق 50 درجة مئوية، بسبب ضعف وصول الطاقة الكهربائية إلى المنازل.
في حين تبدي الحكومة العراقية بقيادة مصطفى الكاظمي محاولات عديدة لإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها العراق منذ 17 عاماً، وذلك من خلال ربط البلد مع الشبكة الكهربائية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وتم يوم الخميس الماضي عقد اجتماع بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ودولة العراق والولايات المتحدة الأمريكية، نوقش خلاله سير العمل في مشروع الربط الكهربائي بين الشبكة الخليجية والعراقية، والخطط والاستراتيجيات المستقبلية المتبعة لإتمامه.