انتشر فيديو ينشر لأول مرة لولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد، رفقة مستشاره السابق جورج نادر ـ الذي قضت محكمة أمريكية الشهر الماضي بسجنه 10 سنوات، بعدما أدانته بـ”حيازة مواد إباحية لأطفال واستغلالهم جنسياً” ـ في صحراء أبوظبي وأثار الفيديو جدلا واسعا.
المقطع الذي أوضح ناشروه أن يعرض لأول مرة أظهر ابن زايد في رحلة خاصة بصحراء ابوظبي، مع جورج نادر حيث كانا يقومان بالصيد وظهر جورج بجانب السيارة على الرمال.
ويؤكد هذا المقطع الصلة القريبة بين الرجلين، إذ كانت الإمارات قد التزمت الصمت منذ بدء محاكمة نادر وربطه بولي العهد محمد بن زايد الذي عمل مستشاراً لديه.
ويشار إلى أنه في يونيو الماضي أبدى الأمريكي من أصل لبناني جورج نادر المستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، أسفه الشديد على الألم الذي سببه للأطفال الذين تورط معه في فضيحة “الافلام الاباحية”، التي أودت به في نهاية المطاف إلى السجن بعدما أصدر القضاء الأمريكي حكمه النهائي بسجنه “10” سنوات.
جورج نادر تحدث بصورة مقتضبة داخل جلسة المحاكمة طالبا الصفح، قائلا إنه “يعتذر بشدة” وأن “يأسف عميقا للألم والمعاناة التي تسبب بها” مشيرا إلى أن مكوثه في السجن خلال العام الماضي كان “الأكثر صعوبة في حياته”.
وأضاف نادر البالغ من العمر 61 عاما: “العلاقة الإنسانية الوحيدة التي أحظى بها هنا هي مع محاميي وبعض نزلاء السجن والحراس”، لافتا إلى أن أغلب أقاربه وافراد عائلته هم في بلده الأم، لبنان.
وكان أحد ضحايا جورج نادر خاطب المحكمة، عبر “فيديو كونفرنس” من التشيك، قائلا إن المتهم “سرق عمره بالكامل بعد الإساءة له جنسيا”، قائلا: “كرهت نفسي وأصبحت أشعر بالعار” لافتا إلى وجود ذكريات مؤملة “سيحملها معه إلى الموت”.
واعترف جورج نادر بإحضار الضحية إلى الولايات المتحدة الأمريكية العام 2000 عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما، وكجزء من الحكم الصادر بحقه سيتوجب عليه دفع مبلغ 150 ألف دولار للضحية.
وقضت محكمة أمريكية بالسجن 10 سنوات على الاميركي من أصل لبناني جورج نادر المستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بتهم تتعلق بالشذوذ الجنسي .
وجاء الحكم ضمن تسوية تضمنت اعترافه بتهمة حيازة مواد إباحية لأطفال واحضار طفل قاصر إلى الولايات المتحدة لممارسة الجنس معه.
وكان نادر من بين الشخصيات التي خضعت لاستجواب، روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية “التدخل” الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016، بسبب علاقته بدولة الإمارات.
وفي مارس 2018، أجرى مولر تحقيقا مع نادر تركز على صلاته بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
كما تناول الاستجواب ما إذا كانت الإمارات قد سعت لشراء نفوذ لدى البيت الأبيض مقابل تقديم دعم مالي لحملة ترامب الانتخابية خلال عام 2016.
وقالت السلطات، في التهم الأولية المرفوعة ضده، إنّه حمل صوراً إباحية لأطفال عندما وصل إلى الولايات المتحدة قادماً من دبي، في يناير 2018.
وتم العثور على مقاطع فيديو للقُصّر على أحد الهواتف التي أعطاها نادر لوكلاء مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” الذين يعملون لصالح مولر، حيث أوقفوا نادر عندما وصل إلى دالاس في يناير 2018، لاستجوابه، كجزء من التحقيق الروسي.
وتمت مقابلة نادر من قبل وكلاء “إف بي آي”، في المطار، والذين تولوا البحث في أحد أجهزة “آي فون” الثلاثة الخاصة به لأسباب لا علاقة لها باستغلال الأطفال في المواد الإباحية، لكن السلطات عثرت في هاتفه على 12 مقطع فيديو جنسياً؛ يظهر فيها أولاد تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاماً تقريباً، وفقاً لوثائق المحكمة، وسبق أن أدين نادر بالتهمة نفسها عام 1991.
وحاول نادر أن يلعب دور الوسيط بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والحكومة السورية، وبعدها أصبح مستشارا لمحمد بن زايد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن نادر تردد عام 2017 كثيراً على البيت الأبيض، والتقى بستيفن بانون، وجاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الامريكي السابق، مايكل فلين، وبحث معهم السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج قبل سفر ترامب للسعودية في مايو 2017.
وأشارت تقارير إلى أن محمد بن زايد رتب اجتماعا بين مؤسس شركة بلاك ووتر، أريك برينس، وشخصية روسية بهدف فتح خطوط اتصال غير رسمية بين ترامب وروسيا. لكن برينس نفى ذلك في شهادته أمام الكونغرس.
وأضافت نيويورك تايمز أن التحقيقات تجاوزت التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لتشمل نفوذ الإمارات لدى إدارة ترامب، مشيرة إلى أن التركيز على نادر يستهدف التحقيق في كيفية تأثير المال القادم من دول عديدة على واشنطن في عهد ترامب.
وكان من بين الأمثلة اتصالات نادر ترتيبه اجتماعا بين محمد بن زايد وأحد كبار مسؤولي جمع التبرعات لترامب وصاحب شركة أمنية وهو إليوت براودي .
وقدم براودي لنادر مذكرة عن اجتماع عقده مع ترامب في البيت الأبيض تم التطرق خلاله إلى إمكانية عقد اجتماع خاص بين ترامب وبن زايد وتأييد مواقف الإمارات في القضايا الإقليمية، ولاحقا وقع براودي عقودا بمئات الملايين مع الإمارات.