أعلن وليد مشالي نجل الدكتور المصري محمد مشالي، والذي عُرف إعلامياً بـ”طبيب الغلابة”، عن وفاة والده بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء، عن عمر يُناهز الـ76 عاماً.
وكتب وليد عبر صفحته الشخصية عبر “فيسبوك”: “انتقل إلى رحمة الله تعالي والدي الدكتور محمد عبدالغفار مشالي والدفنة بعد صلاة الظهر بالبحيرة”.
وكشف الطبيب المُساعد لـ”طبيب الغلابة”، عن آخر أمنياته قبل وفاته، وقال إنه حدثه مرارا عن أمنيته، أن يلقى ربه واقفاً على قدميه، وهو يخدم المترددين على عيادته من الغلابة.
ونقلت صحيفة “اليوم السابع” تعليقا لهاشم محمد، مساعد الراحل الدكتور محمد مشالي، قال فيه إن “هذه الأمنية كان يطلبها من الله دائما وحقق الله له أمنيته”.
وأضاف: “سخر طبيب الغلابة وقته وعمره لخدمه الفقراء وكان ينفذ وصية والده الذي أوصاه بأن يكون عونا وسندا للفقراء طوال عمره”.
وفور إعلان وفاته، تصدر هاشتاج #طبيب_الغلابه التريند في مصر والعالم العربي، ونشر مُحبوه صوراً تعبيرية وكاريكاتيرية لوداعه، وتصويره أنه ملاك بهيئة إنسان، أو أنه أحد الأبطال الخارقين الذين ابتدعتهم خيالات المؤلفين، بينما طبيب الغلابة حقيقة.
وقال طبيب الغلابة عن نفسه في مقابلة صحفية أجريت في وقت سابق: “والدي أوصاني وهو على فراش الموت خيرا بالفقراء، وبمرضى الفقراء”.
وبكى طبيب الغلابة في اللقاء حين تذكر واقعة مؤلمة عاشها، وسردها قائلاً: “جاء لى طفل صغير مريض بمرض السكري وهو يبكى من الألم ويقول لوالدته أعطينى حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقى أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا الموقف الصعب، الذى جعلنى أهب علمى للكشف على الفقراء”.
الجدير بالذكر أن الدكتور محمد عبد الغفار مشالي وُلد بمحافظة البحيرة عام 1944 لأب يعمل مدرس، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.
وتخرج مشالي من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة في محافظات مختلفة.
وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد (عمرو وهيثم ووليد) تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة.
وظل الراحل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات، وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان.
وتقديرا لجهوده أطلقت محافظة الغربية اسمه على أحد شوارع مدينة طنطا؛ بعد أن طالب سكان المحافظة بتكريمه.
الله يرحمك يا من وقفت إلى جانب الفقراء وساعدتهم في مرضهم وفقرهم ! إلى جنات الخلد في هذه الأيام المباركة وكثر الله من أمثالك أيها الفارس النبيل في زمن الخونة والعملاء ولا عزاء للسيسي وأعوانه!
عاش كريما ومات كريما,اللهم إرحمه كما رحم عبادك الفقراء وإنا لله وإنا إليه راجعون