يبدو أن الجيش المصري بقيادة رئيس النظام عبدالفتاح السيسي قد فقد السيطرة تماما في سيناء، في نفس الوقت الذي يهدد فيه الجنرال المنقلب بدخول ليبيا عسكريا لدعم ميليشيات حفتر ضد حكومة الوفاق الشرعية، الأمر الذي فجر غضب المصريين الذين دعوا النظام للسيطرة داخليا وحل مشاكل مصر أولا قبل التفكير في دخول ليبيا بصراع لا ناقة فيه لا مصر ولا جمل.
وبحسب وسائل إعلام مصرية قصفت المدفعية المصرية، اليوم الأربعاء، القرى التي يسيطر عليها تنظيم “ولاية سيناء” الموالي لتنظيم “داعش” الإرهابي قرب مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، شرقي البلاد.
مصادر قبلية وشهود عيان نقل عنها موقع “العربي الجديد”، أن المدفعية المنتشرة على الطريق الدولي قصفت قرى قاطية واقطية والمريح والجناين بعشرات القذائف، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فادحة في القرى، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية.
وأضافت المصادر ذاتها أن التنظيم يواصل سيطرته على القرى، وينتشر في كافة المناطق للأسبوع الثاني على التوالي.
وكان مواطن مصري قد قتل وأصيب 14 آخرون، بينهم عسكريون، مساء الثلاثاء، في سلسلة هجمات وتفجيرات وقعت في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء شرقي البلاد.
من جانبها قالت مصادر طبية في مستشفى بئر العبد المركزي إن مواطناً مصرياً قُتل بقصف جوي استهدف “توكتوك” في نطاق المدينة، فيما أصيب مواطن آخر كان برفقته.
وأضافت أن المواطن القتيل يدعى محمد سالم، فيما يُدعى المصاب أحمد سليمان من سكان إحدى قرى بئر العبد.
وفي سياق متصل، أصيب ثمانية مواطنين في انفجار لغم أرضي جنوب قرية المريح ببئر العبد.
كما أفادت مصادر طبية عسكرية في شمال سيناء، بإصابة خمسة من أفراد الشرطة المصرية، بينهم ضابط، في تفجير مدرعة قرب كمين الميدان، على الطريق الدولي بين العريش وبئر العبد.
وتثار علامات استفهام كثيرة حول ما يقوم به الجيش المصري، من قصف لمنازل المدنيين بين الفترة والأخرى في قرى محافظة شمال سيناء، وتحديداً مدينتي الشيخ زويد ورفح، ويعتبر مراقبون أن قصف منازل الآمنين من مدفعية الجيش وقذائف الدبابات، لا يمكن تفسيره إلا في ضوء سلسلة عمليات انتقامية من أهالي سيناء.
وتأتي العمليات الانتقامية عقب فشل الجيش المصري في مواجهة تنظيم “ولاية سيناء” المسلح وداعش ، الذي يكبّد قوات الجيش خسائر فادحة في الأرواح، فضلاً عن اغتنام معدات وآليات عسكرية وذخيرة، وهو ما يسبب حرجاً كبيراً للجيش.
ويعكس اتجاه الجيش للتعامل مع الأزمة في سيناء، التصعيد الكبير ضد أهالي سيناء، من خلال عمليات قصف بمختلف أنواع طائرات “الأباتشي” والطائرات من دون طيار، “الزنانة”، وأخيراً مقاتلات “إف 16، فضلاً عن الاعتقالات العشوائية، وقتل لمجرد الاشتباه والتعذيب في المعتقلات ومعسكرات الجيش.
وتشير مصادر إلى أن المخبرين الذين يعتمد عليهم الجيش من أهالي سيناء ويعرفون باسم “الجواسيس”، لهم دور كبير في حملاته، وإذا كان لدى هؤلاء خصومة مع أحد الأهالي فيتم هدم جميع المنازل في المنطقة، نظراً لأن الضابط لا يعرف الكثير عن طبيعة المنطقة وتعقيداتها عادةً.
وتلفت المصادر إلى أن الطائرات من دون طيار لا تتوقف عن التحليق في أجواء رفح والشيخ زويد، مرجّحة أن تكون طائرات إسرائيلية، وهي ليست المرة الأولى التي تدخل طائرات “زنانة” سماء المنطقة، مثلما يسمي أهالي سيناء الطائرات الإسرائيلية، وهو أمر له بالغ الأثر السلبي في نفوس أهالي سيناء.