كشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن مستندات سرية حذرت الرئيس اللبناني ميشيل عون ورئيس حكومته المستقيل حسان دياب من وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت قبل الانفجار بأسبوعين فقط.
ونقلت الوكالة، عن مسؤول أمني رفيع لم تذكر اسمه، قوله، إن الرئيس اللبناني ورئيس حكومته المستقيل تلقيا الشهر الماضي، في 20 يوليو/تموز 2020، رسالة خاصة تحذر من أن 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت تشكل خطراً أمنياً، وقد تدمر العاصمة إذا انفجرت.
وقال المسؤول الأمني، إن “الرسالة لخصت نتائج تحقيق قضائي بدأ في يناير/كانون الثاني وخلص إلى ضرورة تأمين المواد الكيميائية على الفور”، مضيفاُ: “كان هناك خطر من أن هذه المواد في حالة سرقتها يمكن أن تستخدم في هجوم إرهابي”.
وأوضح المسؤول الأمني أنه “في نهاية التحقيق أعد النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات تقريراً نهائياً تم إرساله بشكل عاجل إلى السلطات”، في إشارة إلى الخطاب الذي أرسلته المديرية العامة لأمن الدولة إلى رئيس مجلس الوزراء حسان دياب وإلى رئاسة أمن الدولة التي تشرف على أمن الموانئ.
وأكد المسؤول الذي شارك في كتابة الرسالة الخاصة، وامتنع عن ذكر اسمه: “حذرتهم من أن هذا قد يدمر بيروت إذا انفجرت”.
كارثة المرفأ
يأتي هذا بعد أن شهدت بيروت ليلة دامية في 4 أغسطس/آب الجاري، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 163 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويزيد الانفجار من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وبعد مرور 7 أيام على الانفجار الضخم الذي تسبب بمقتل 160 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح، مع استمرار فقدان قرابة عشرين شخصاً، لم يصدر التقرير الذي وعدت به السلطات حول ما حصل.
وبحسب السلطات، فإن الانفجار نتج عن حريق لم يجزم بأسبابه بعد، في عنبر يحتوي على 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم لم يُعرف سبب الاحتفاظ بها منذ ست سنوات بعد مصادرتها من على متن باخرة غرقت في ما بعد.
من جانبه، قرر الإنتربول الدولي إرسال فريق من الاستجابة السريعة إلى بيروت، للمساعدة في العثور على مفقودين جراء الانفجار.
حيث قال الإنتربول، في بيان على موقعه، إنه بناءً على طلب السلطات اللبنانية “نرسل فريقاً إلى بيروت بعد أيام من الانفجار، حيث لا يزال الكثير من الأشخاص في عداد المفقودين”.
وأتى الانفجار على ما يزيد من 8 كيلو مترات من محيطه في مركزه في مرفأ بيروت، مسبباً أكثر من 220 قتيلاً، وآلاف الجرحى والمفقودين.