كشفت صحيفة “القبس” الكويتية عن معلومات مثيرة أسفرت عنها تحقيقات جهاز أمن الكويت على مدى يومين مع سعد التميمي من فئة غير محددي الجنسية (البدون)، المقيم بصورة غير قانونية في الكويت ومتهم في قضية غسل الأموال على خلفية ضبطه بتضخم أصوله المالية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله “إن الثراء ظهر على التميمي منذ 5 سنوات تقريبا، عندما اشترى منزلا في منطقة اليرموك بمبلغ طائل، ثم انتقل إلى منطقة السلام، وبدأ بدعوة نواب ومجاميع سياسية، وتحديدا نواب من الدائرة الثالثة لعمل ندوات سياسية”.
وأضاف المصدر: “أن المتهم نفى علاقته بالمشاهير المتهمين بغسل الأموال، وأكد في التحقيقات أن أمواله من عرق جبينه، جمعها من التجارة وعمولات ربط مشاريع بين شركات”.
وأشار المصدر إلى أنه تم توجيه أسئلة للمتهم بخصوص شراكة بينه وبين نواب، غير أن المتهم برر علاقته بهم بأنها عادية.
وتابع: “بداية التحري وفتح العين على المتهم بدآ قبل بضعة أشهر، عقب ورود معلومات إلى رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، صالح الفضالة، عن الظهور المفاجئ والمريب للمذكور وإقامته تجمعات سياسية لا يعرف هدفها، حيث خاطب الفضالة وزارتي الداخلية والدفاع لإجراء تحريات عنه”.
ونوه المصدر إلى أن “البطاقة الأمنية للمتهم انتهت صلاحيتها منذ 11 يوليو 2018، إلا أنه لم يبادر بتجديدها بعد اكتشاف الجهاز وثيقة عراقية صادرة لعمه، لكنه تمكن من استخراج جواز مادة 17 رغم انتهاء البطاقة الأمنية”.
وخلص المصدر إلى أن شقيق المتهم ادعى قبل سنوات انتماءه إلى إحدى القبائل، وأنه أحد مشايخها، ولكن بعد البحث والتحرّي تبين أنه ينتمي إلى قبيلة أخرى، وينحدر من أصول عراقية.
وأثناء التحقيقات، علَّل التميمي كبر ثروته بالعمل في التجارة وتأجير مساحات كبيرة في مجمعات تجارية وتجزئتها إلى محال صغيرة، منذ عام 2009.
واعترف التميمي بامتلاكه نحو 1200 محل مؤجرة بالباطن، إضافة إلى امتلاكه عقارات تقدّر بالملايين في الولايات المتحدة الأميركية، كما يمتلك 4 فلل في الكويت، وإن الفيلا التي يقطنها في جنوب السرة اشتراها كمساحة ترابية بـ450 ألف دينار، وكلفه بناؤها 400 ألف دينار”.
وأوضحت المصادر أن رجال “أمن الدولة” عثروا على 30 ساعة ثمينة في منزل التميمي، وقد أنكر تهمة غسل الأموال عبر التجارة من خلال الاستيراد من العراق والتصدير إليه.
وبسؤاله عما جرى تداوله عن علاقة له مع أحد المسؤولين في جهاز المقيمين بصورة غير قانونية، أنكر التميمي ذلك، وأكد أن الجهاز يصنِّفه عراقياً تبعاً لوثيقة عراقية لعمه، مشيراً إلى أن بعض روّاد ديوانه حاولوا مساعدته لدى الجهاز، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
وقال التميمي في التحقيقات إن ثروته الحالية قد جمعها من عرق جبينه، واستطاع بناء إمبراطوريته من خلال العمل في أكثر من مجال منذ عام 2009.
وعلى صعيد متصل، لا تزال النيابة متمهلة في بدء الاستدعاءات للمشاهير والمتهمين بشبهات غسل أموال في انتظار استكمال التحريات وتسلّم الإفادات المطلوبة من الجهات المعنية.
وتعمل النيابة على الانتهاء من هذه القضايا في أسرع وقت، لكن جمع المعلومات والتفاصيل يحتاج إلى الكثير من الوقت، خصوصاً في ظل تشعّب الحسابات التي تعود للمشاهير، حيث إن البعض يملك أكثر من حساب وفي أكثر من بنك.
وأشارت المصادر إلى أن البلاغات التي تتلقاها النيابة العامة من وحدة التحريات المالية كثيرة ومختلفة، لكن الأنظار تتوجه في غالب الأحيان إلى المشاهير والشخصيات العامة.