حماس تقلب الطاولة على رأس جبريل الرجوب.. أين ذهبت فقاعة الأمل التي انطلقت قبل أسابيع لإنهاء الانقسام الفلسطيني؟!
شارك الموضوع:
شهدت الفترات الأخيرة تداولاً لاسم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح “جبريل الرجوب” بشكل واضح، وذلك بعد عقده للقاء الصحفي الذي وُصف “بالتاريخي”، مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “صالح العاروري” عبر تقنية الفيديو كونفرنس، في خطوة رآها بعض المحللين انطلاقة لمصالحة وطنية شاملة بين قطبي الحالة السياسية الفلسطينية، حماس وفتح.
مما لا شك فيه، بأن الرجوب استطاع الحصول على دعم شعبي في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع دوره في ذلك الصدد، ولكن ذلك الدعم بدأ بالانحسار والفتور شيئاً فشيئاً، خاصة وبعد فشل المفاوضات مع حركة حماس، حيث يتهم البعض الرجوب بأنه متسرع ومنفرد بالرأي، بعد أن رفض الأخير إشراك زملاءه من حركة فتح في هذه المشاورات.
كما وفشل الرجوب أيضاً في التوصل لاتفاق مع حركة حماس حول المسيرة أو المهرجان الوطني الذي تم التصريح عنه، والذي كان مزمع عقده في قطاع غزة، رداً على خطة الضم الإسرائيلية، إذ لم تستجب حركة حماس البتة مع مقترحاته، الامر الذي زاد من حدة الانتقادات تجاهه.
وبحسب مصادر مقربة من الرجوب فإنهم تحدثوا عن دفعه الثمن لرعايته المصالحة خلال الفترة الأخيرة، حيث لقي حتى من داخل فتح معارضة شديدة، نظراً لمساره المتساهل والمتسامح مع حركة حماس، لحد يضر بحركة فتح وفق وجهة نظرهم. كما أكدت تلك المصادر بأن الرجل يفكر باعتزال هذا الدور، وأن الأيام الماضية ستبين إن كان سيستمر به أم لا.
ومن جهته اتهم الرجوب دولة الإمارات بعرقلة التقارب بين حركته وحركة حماس، وذلك في تصريحات له في 23 من يوليو الماضي، حيث قال بأن “الدولة الخليجية التي حطت طائراتها في مطار بن غوريون الإسرائيلي مؤخراً، “في إشارة للإمارات”، بدعوة تقديم مساعدة للفلسطينيين، غاضبة بسبب الأجواء الإيجابية بين الحركتين”.
ورأى بعض الراصدين بأن حماس تعمّدت إفشال مهرجان غزة، لإحراج الرجوب، الذي يتهمه بعض من قيادات الحركة بالوقوف خلف الحملات الممنهجة ضد أعضائهم عندما كان يتقلد منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي.
وأطلق عدد من النشطاء المحسوبين على حركة حماس، حملات عدة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، للمطالبة بمقاطعة المسيرة التي تم الحديث عنها، بين فتح وحماس، حيث اعتبروا بأن في ذلك فقط تلميعاً لصورة الرجوب، وإخراجه في مشهد المصلح القادر على رأب كل الجروح.
وفي تعليق رسمي من حركة حماس حول تأخر عقد المهرجان، قال عضو المكتب السياسي للحركة “حسام بدران” يوم الأربعاء 30 يوليو، بأن تأخر المهرجان جاء نظراً لبعض القضايا الفنية واللوجستية، وسوف يتم عقده في الفترة القادمة.
موضحاً بأن حركته معنية بالذهاب نحو “عملية تراكمية” تؤدي إلى شراكة حقيقية في القرار والمؤسسات وتحديد الاستراتيجيات النضالية في مواجهة الاحتلال، وذلك بحضور الكل الفلسطيني وليس حماس وفتح فقط، على حد قوله.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية أعلن في وقت سابق عن نية حكومته تنفيذ خطة الضم الصهيونية، والتي تقضي بمصادرة أكثر من 30 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، وتفكيك البلاد بصورة تمكن الاحتلال من فرض سيادته الأمنية بشكل كامل، مما يهدد بقاء ووجود السلطة الفلسطينية كطرف سياسي قائم من الأساس.
وشهدت الأيام الماضية حالة عبور لآلاف الفلسطينيين من قرى ومدن الضفة الغربية، تجاه الأراضي المحتلة عام 1948، بعد فتحة أحدثوها في أكثر من نقطة، ليذهبوا للاستجمام على شواطئ حيفا ويافا، في خطوة أكد مراقبون بأنها لم تحصل منذ عقود طويلة.
وتعيش القضية الفلسطينية حالة محزنة من التشظي والتجاذب، بعد الانقسام السياسي الذي شقّ الفلسطينيين إلى قسمين، عام 2007، والذي انتهى بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وبقاء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ومنذ ذلك التاريخ حتى اللحظة، لا تزال حالة الانقسام تلك تتعمق يوماً بعد يوم، وسط محاولات رعتها أنظمة ودول مختلفة، وجميعها باءت بالفشل.