حذر الشيخ الفلسطيني رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، من أزمة ستواجه الوصاية الأردنية على القدس.
وقال “صلاح” في كلمة له أمام أنصاره قبيل تسليم نفسه للسلطات الإسرائيلية، إن الوصاية سوف تواجه امتحاناً كبيراً في الأيام المقبلة، مطالباً الجميع بدعم الأردن.
وعلق رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر على اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، في كلمته أمام أنصاره بقوله:”البعض يعتقد أن التطبيع سيعطي شرعية للاحتلال الإسرائيلي وأطماعه بالقدس والمسجد الأقصى”، متابعاً “مِن العار على من يريد دخول القدس والأقصى الدخول من بوابة الاحتلال”.
وأضاف مهاجما الإمارات وولي عهد أبوظبي دون التصريح باسمه: “إنّ الذي يريد أن يضغط علينا بلغة السجون حتى التنازل عن الأقصى، نقول له خسئت، أنت صبي، مرحباً بألف سجن، نحن باقون”.
واستطرد في كلمته قبل تسليم نفسه لسجون الاحتلال: “مرحباً بالسجن من أجل الحفاظ على ثوابتنا، والعار على من يريد دخول القدس والمسجد الأقصى من بوابة الاحتلال”.
وأوضح الشيخ رائد: “البعض يعتقد أن التطبيع سيعطي شرعية للاحتلال وأطماعه في الأقصى، ونحن نقول لهم أنتم مساكين، نحن الصامدون في أرضنا وفي بيوتنا، نحن أصحاب الشرعية”.
وفي نهاية كلمته وجه الشيخ رائد صلاح حديثه للأمة العربية والإسلامية بالقول: “إننا نرى فيكم العزة والسند، وأنكم تنافسوننا على حب القدس والمسجد الأقصى، وكلي قناعة أن هذه الشعوب الجريحة التي فُرضت عليها ابتلاءات كثيرة، وتعاني من احتلال خارجي وداخلي، لن تبقى كما هي عليه، وإرادة الشعوب قادمة”.
ويأتي دخول الشيخ صلاح إلى السجن من جديد بعدما رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية في حيفا، في يوليو 2020، استئنافاً تقدَّم به طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح، على قرار سجنه، وقررت المحكمة آنذاك أن يبدأ الشيخ صلاح قضاء محكوميته بالسجن الفعلي، البالغة 28 شهراً، يوم 16 أغسطس (اليوم).
ويشار إلى أن العلاقة بين أبو ظبي وتل أبيب قد خرجت إلى العلن، رغم أنها كانت حديث العالم كله وكانت خيوطها المخفية ظاهرة للعيان في مستويات متعددة، بدت غالبا ضد القضية وأصحابها، وانحيازا للمحتل في محطات ولحظات حاسمة.
واختار الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد أن يعلن الزواج السياسي بين أبو ظبي وتل أبيب بعد خطوبة استمرت عدة سنوات، واقترف فيها الطرفان كل المحرمات عربيا وإسلاميا، ورغم ذلك فقد نال هذا الزواج السياسي مباركة هيئة الإفتاء الإماراتية ببيان صادر عن رئيسها العالم الموريتاني عبد الله بن بيه الذي رأى أن مثل هذه العلاقات هي شأن سيادي للحاكم.
ومن التفسيرات المنطقية للخطوة الإماراتية أنها مجرد تتويج لمسار طويل من العلاقات السرية بين الطرفين، وإعلان رسمي لما كان مكتوما ومخفيا خلال السنوات الماضية، رغم أنه أطل برأسه أكثر من مرة على شكل زيارات أو لقاءات أو رسائل سياسية في مقالات أو تغريدات أو غيرها.
ويذهب الصحفي البريطاني إيان بلوك في مقال بصحيفة “غارديان” إلى أن أحد أسباب خطوة التطبيع الإماراتية يعود إلى اختلاف الأجيال الحاكمة في الإمارات، حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، التي باتت عرضة للتهميش في أوساط النخب الخليجية هذه الأيام، في حين ينصب اهتمام نجله محمد بن زايد على إرضاء دونالد ترامب وإبقاء الولايات المتحدة منخرطة في شؤون الشرق الأوسط.
ويخلص إلى أن مؤسس الدولة الشيخ زايد ونجله -الذي خلفه عمليا في الحكم- لديهما من الاختلاف في الأفكار والقيم ما يجعل طريقتهما في قيادة العلاقات الخارجية متضاربة ومتعاكسة الأهداف.