باشرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في مدينة لاهاي، اليوم الثلاثاء، جلستها المخصصة للنطق بالحكم بحق 4 متهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.
2500 كيلوا متفجرات
وكانت المحكمة قد أجلت إصدار حكمها الذي كان مقرراً في السابع من أغسطس، بسبب الكارثة التي ضربت مرفأ بيروت قبل أسابيع مسببة آلاف الضحايا.
وقالت المحكمة في جلسة الحكم على المتهمين بالقضية إن اغتيال الحريري نفذ لأهداف سياسية، وإنه لا يوجد دليل على ضلوع سوريا وقادة في حزب الله في القضية.
كما أكدت أن اغتيال الحريري نفذ بـ2500 كيلوغرام من المتفجرات، وأن “منهجا فوضويا اتبع في مسرح الجريمة”، وقالت إن قوى الأمن الداخلي أزالت من مكان الاغتيال أدلة مهمة منها سيارات موكب الحريري.
وكانت المحكمة وجهت لأربعة أشخاص تهم التآمر لارتكاب عمل إرهابي. وحذف اسم متهم خامس هو القيادي السابق في حزب الله مصطفى بدر الدين من اللائحة بعد اغتياله في سوريا عام 2016.
ورفض حزب الله تسليم المتهمين، ونفى الاتهامات الموجهة إليهم، مؤكدا عدم اعترافه بالمحكمة التي يعتبرها “مسيسة”. وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله الجمعة الماضي، إن حزبه سيتعامل مع القرار الذي ستصدره المحكمة “وكأنه لم يصدر”.
600 مليون دولار
وعقب ما يقارب 13 عاماً على تأسيسها بموجب مرسوم صادر عن الأمم المتحدة، تنطق المحكمة حكماً غيابياً بحق المتهمين الأربعة، وهم أفراد في حزب الله، بقضية غيرت وجه المنطقة العربية ولبنان.
وتستند المحكمة إلى القانون الجنائي اللبناني، وهي الأولى من نوعها في تناول الإرهاب باعتباره جريمة قائمة بذاتها، وكلفت منذ تأسيسها 600 مليون دولار، دفعها لبنان الغارق في أزمة اقتصادية صعبة.
النطق بالحكم في قضية الرئيس الشهيد #رفيق_الحريري ورفاقه الشهداء – الجلسة الثانية: إدانة سليم عياش بجريمة الاغتيال وتحديد ٢١ أيلول موعداً لإصدار العقوبة @STLebanon pic.twitter.com/zujli9TzhK
— Saad Hariri (@saadhariri) August 18, 2020
وبحسب ما أكد سعد الحريري عبر تغريدة في حسابه الشخصي بأنه تم إدانة “سليم عياش” بجريمة الاغتيال، وتم تحديد موعد إصدار العقوبة في 21 أيلول القادم.
وتلقت المحكمة انتقادات عديدة حيال مصداقيتها من بعض الأطراف، لا سيّما أن الخلاصات التي توصلت إليها تستند بشكل أساسي لتسجيلات هواتف خلوية.
وعلق “سعد الحريري” نجل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق على موضوع المحاكمة عبر تغريدات له بحسابه الشخصي بتويتر، قال فيها: “اليوم أحمل مطلب جديد بعد الكارثة المهولة التي حلّت بمدينتي وبلدي يوم ٤ آب، هو أن تؤسس الحقيقة والعدالة لرفيق الحريري ورفاقه معرفة الحقيقة والعدالة لكل الأبرياء والجرحى الذين سقطوا في #انفجار_بيروت.. وهنا أقول أيضا: لا تنازل عن حقّ #بيروت وحقّ الضحايا الأبرياء.”.
اليوم أحمل مطلب جديد بعد الكارثة المهولة التي حلّت بمدينتي وبلدي يوم ٤ آب، هو أن تؤسس الحقيقة والعدالة لرفيق الحريري ورفاقه معرفة الحقيقة والعدالة لكل الأبرياء والجرحى الذين سقطوا في #انفجار_بيروت.. وهنا أقول أيضا: لا تنازل عن حقّ #بيروت وحقّ الضحايا الأبرياء.
— Saad Hariri (@saadhariri) August 18, 2020
كما قال في تغريدة أخرى: “هذه اللحظة انتظرناها على مدى ١٥ عاما، وهذه اللحظة تذكرنا أنّه مهما حصل نبقى عائلة واحدة، وجعنا واحد وقلبنا واحد، وهذا عهدي لوالدي الشهيد #رفيق_الحريری وأزيد على جملته الشهيرة “ما حدا أكبر من بلدو”، إنه “ما حدا أكبر من قرار اللبنانيين للحقيقة والعدالة، وما حدا أكبر من العدالة.”
هذه اللحظة انتظرناها على مدى ١٥ عاما، وهذه اللحظة تذكرنا أنّه مهما حصل نبقى عائلة واحدة، وجعنا واحد وقلبنا واحد، وهذا عهدي لوالدي الشهيد #رفيق_الحريری وأزيد على جملته الشهيرة "ما حدا أكبر من بلدو"، إنه "ما حدا أكبر من قرار اللبنانيين للحقيقة والعدالة، وما حدا أكبر من العدالة.
— Saad Hariri (@saadhariri) August 18, 2020
أبرز ما في جاء في خطاب الرئيس سعد الحريري بعد النطق بحكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية الرئيس الشهيد #رفيق_الحريري ورفاقه الشهداء @STLebanon pic.twitter.com/16HpCEcCQ1
— Saad Hariri (@saadhariri) August 18, 2020
أبرز 7 قرارات للحكم الذي جاء بـ 2600 صفحة
وتلا قضاة المحكمة وعلى رأسهم القاضي ديفيد راي، ملخصا للقرار الذي جاء بـ2600 صفحة وأبرز ما جاء فيه:
1-سليم عياش هو المذنب الرئيسي بالجريمة، وقد أدين بالقتل وارتكاب عمل إرهابي فيما يتصل بقتل الحريري و21 آخرين.
2- المتهمون الثلاثة وهم حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، تمت تبرأتهم.
3-لا يمكن لغرفة الدرجة الأولى أن تقتنع بأن مصطفى بدر الدين كان العقل المدبر لاغتيال الحريري، لكنها أكدت أنه كانت لديه النية وقام بالأفعال اللازمة لوقوع الاغتيال.
4- لا دليل بأن قيادة حزب الله كان لها دور في اغتيال الحريري وليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا.
5-العقوبة ستحدد لاحقا، والمحكمة ستواصل النظر بثلاث قضايا أخرى مرتبطة بقضية الحريري وهي محاولتا اغتيال مروان حمادة والياس المر، واغتيال جورج حاوي، متحدثة عن مسار لتعويض المتضررين.
6-“أبو عدس” ليس من نفذ الاغتيال، بل إن الانتحاري قام بتفجير نفسه ولم يتم التعرف عليه وتبقى هويته مجهولة.
7-اغتيال الحريري عملية إرهابية تم تنفيذها لأهداف سياسية.
ويُشار إلى أنه في وقت سابق رفض حزب لله تسليم المتهمين، ونفى الاتهامات الموجه له بشكل شامل، مؤكدا عدم اعترافه أصلا بالمحكمة التي يعتبرها “مسيسة”.
وقال حسن نصر الله الجمعة بأن حزبه سيتعامل مع القرار الذي ستصدر المحكمة الدولية بحق المتهمين الأربعة من أعضاءه.
وجدير بالذكر بأنه يواجه المتهمون في حال تمت إدانتهم احتمال السجن المؤبد وسيُتلى حكم العقوبة في جلسة علنية منفصلة عن جلسة النطق بالحكم.
وأوضح متحدث باسم المحكمة بأنه إذا كان الشخص المدان طليقاً وغير حاضر عند تلاوة الحكم والعقوب، تصدر غرفة الدرجة الأولى مذكرة اعتقال بحقه.