بعد فترة صمت طويلة عرضته لانتقادات حادة وفي تصريحات على استحياء قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إن موقف بلاده ثابت تجاه القضية الفلسطينية وأن ” الحق ليس صفقة ولا بضاعة أو مجرد سهم في سوق تتقاذفها الأهواء والمصالح”، حسب وصفه لكنه في نفس الوقت رفض إدانة الإمارات وخيانة عيال زايد وقال إن قرارهم شأن داخلي خاص بهم.
وخلال لقاءه بسفير فلسطين في تونس “هايل الفاهوم” قال الرئيس التونسي إن التطبيع الاماراتي مع الاحتلال شأن داخلي.
وتابع أنه كرئيس يعبر عن موقف بلاده بعيدا عن بيانات التنديد، وأضاف: نحن لسنا في عداوة مع السامية نحن ساميون”
واثارت تصريحات قيس سعيد الغير متوقعة منه موجة غضب واسعة بين النشطاء العرب، وعلق ياسر أبو هلالة مدير شبكة قنوات الجزيرة السابق بقوله:”ليته ظل صامتا ! موقف #قيس_سعيّد لا يرقى إلى موقف ثورة #تونس ولا علاقة له بخطابه الإنتخابي.
ليته ظل صامتا ! موقف #قيس_سعيّد لا يرقى إلى موقف ثورة #تونس ولا علاقة له بخطابه الإنتخابي. #التطبيع_خيانة_عظمى هذا عقد سعيد مع ناخبيه،للأسف، خدع ناخبيه أو لم يتمكن من حمل الأمانة، وفي الحالين بدا زعيما شعبويا لا مبدئيا ! #التطبيع_خيانة https://t.co/iUOOLPBW6m
— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) August 19, 2020
وتابع:”#التطبيع_خيانة_عظمى هذا عقد سعيد مع ناخبيه،للأسف، خدع ناخبيه أو لم يتمكن من حمل الأمانة، وفي الحالين بدا زعيما شعبويا لا مبدئيا !”
وأضاف قيس سعيد في حديثه لسفير فلسطين بتونس، أن الحق الفلسطيني لن يضيع مادام هنالك أحرار، وأوضح قائلا ” إننا لا نتدخل في اختيارات بعض الدول ولا نتعرض لها، ونحن نحترم إرادة الدول، فهي حرة في اختياراتها وأمام شعوبها، ولكن لنا أيضا مواقفنا التي نعبر عنها بكل حرية، بعيدا عن إصدار بيانات للتنديد بهذا الموقف أو ذاك.”
وأشار إلى “أنه من المفارقات اليوم هو أن يندد البعض بالشيء ونقيضه”، وأكد أن فلسطين رسالة سلام في العالم حين تسترجع حقها وتقيم دولتها وفق المرجعيات الدولية.
وجدد رئيس الدولة دعم تونس المتواصل للفلسطينيين من أجل رفع المظلمة واسترجاع حقهم المسلوب، منبها من أن استبطان ثقافة الهزيمة أشد خطرا من الهزيمة ذاتها، وعبر عن ارتياحه لتوحيد المواقف بين القيادة الفلسطينية وبقية القيادات، معربا عن أمله في أن يتجاوز كل الفلسطينيين خلافاتهم وانقساماتهم من أجل تعزيز تمساكهم بما يخدم القضية الأم التي ستبقى القضية المركزية لكل الأحرار في العالم.
وبحسب خبراء يتعامل الرئيس التونسي مع التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي بحذر كبير لاعتبارات، أهمها تجنّب الدخول في صدام مع الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب هشاشة الوضع الداخلي، الذي لا يسمح لتونس باتخاذ موقف قوّي.
واتهم سياسيون تونسيون الإمارات، مرارا، بقيادة “ثورة مضادة” لإفشال عملية التحول الديمقراطية في بلادهم، وهي الوحيدة الناجحة، بحسب مراقبين، بين دول عربية أخرى شهدت ما تُسمى بالموجة الأولى من ثورات الربيع العربي، عام 2011 وعادة ما تنفي أبوظبي صحة هذا الاتهام.
وأعلنت كل من الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، الخميس، التوصل إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، في خطوة هي الأولى لعاصمة خليجية.
وبرّر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قرار بلاده التطبيع مع إسرائيل بأنه جاء لـ”الحفاظ على فرص حل الدولتين”، عبر “تجميد” إسرائيل مخطط ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد أن خطته لتطبيق الضم “لم تتغير”، رغم التوصل إلى اتفاق التطبيع مع أبو ظبي.
وستصبح الإمارات ثالث دولة عربية ترتبط مع إسرائيل بمعاهدة تطبيع، بعد الأردن عام 1994، ومصر في 1979.
وقوبل الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي على التطبيع برفض شعبي عربي واسع عكسته منصات التواصل الاجتماعي.
كما قوبل بتنديد فلسطيني من الفصائل والقيادة، التي عدته “خيانة من الإمارات للقدس و(المسجد) الأقصى والقضية الفلسطينية”.