وكالة أمريكية: ابن سلمان دفع ملايين الدولارات للتجسس على معارضيه وهكذا جاءته التقارير فقام باعتقالهم جميعاً

كشفت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، تفاصيل دفع السعودية ملايين الدولارات لموظفين في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للتجسس على معارضيها، مشيرةً إلى أن ذلك أدى لاعتقال عدد كبير من المعارضين السعوديين.

 

وقالت الوكالة، إنه في عام 2015، ورد أن اثنين من موظفي تويتر، هما علي آل زبارة وأحمد أبو عمو، تمكنا من اختراق أكثر من 6000 حساب أثناء عملهم التجسسي لصالح الحكومة السعودية.

 

وكشف المدعون العموميون الأمريكيون، الذين وجهوا الاتهامات للرجلين في نوفمبر/تشرين الثاني، بعض تفاصيل الحادث، وكذلك دعاوى قضائية جديدة رفعها أشخاص زعموا أن حساباتهم كانت من بين الحسابات المخترَقة.

 

واستدركت الوكالة: “لكن ظهر القليل من التفاصيل الأخرى عما قد تكون الحكومة السعودية فعلته بالبيانات.

 

تفاصيل جديدة عن اختراق تويتر

وأوضحت الوكالة، أن العديد من منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط حددت ستة مواطنين سعوديين تعرضوا للاعتقال، كانوا يستخدمون حسابات مجهولة أو تحت أسماء مستعارة على تويتر، تنتقد الحكومة.

 

ووفق الوكالة، ففي خمس من تلك الحالات على الأقل، يشير توقيت هذه الاعتقالات واختراق تويتر إلى أنهما متصلان، بحسب جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، المنظمة الحقوقية التي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، وتتخذ من مصر مقراً لها.

 

حسابات ثلاثة من هؤلاء السعوديين الخمسة المعتقلين منذ عام 2015 كانت تحمل أسماء @sama7ti و@coluche_ar و@mahwe13، وفقاً للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

 

فيما حددت مجموعة سجناء الرأي الحقوقية حالة سادسة، قالت إنها تخص رجلاً سعودياً نشر تعليقاً سياسياً على تويتر تحت اسم @albna5y، اعتقل في سبتمبر/أيلول عام 2017.

 

عيد قال: “أعتقد أن جميعهم اعتقلوا نتيجة اختراق تويتر”، الذي نفذه الجاسوسان المزعومان داخل الشركة، مضيفاً أن هذه الاعتقالات أثارت “قلقه البالغ” على مصير النشطاء في البلاد. وأضاف: “السعودية تنفق ملايين الدولارات على التجسس الرقمي واختراق حسابات المدافعين عن حقوق الإنسان والمنتقدين والمعارضين”.

 

معارضان سعوديان آخران، أحدهما في كندا والآخر في الولايات المتحدة، قالا في دعاوى قضائية إن حساباتهما على تويتر كانت من بين الحسابات المستهدفة من الجاسوسين المزعومين داخل الشركة، وقالا إن هذا عرّضهما أو عرّض أصدقاءهما في السعودية للخطر.

 

فيما لم ترد وزارة الخارجية السعودية ولا السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق.

 

تحذيرات من “القائمة السوداء”

يُشار إلى أنه في أغسطس/آب عام 2017، وجه سعود القحطاني، أحد أقرب مستشاري ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آنذاك، تحذيراً على حسابه الخاص الموثّق على تويتر لحسابات تويتر مجهولة: “هل يحميك الاسم المستعار من #القائمة السوداء؟ لا”.

 

القحطاني أوضح أن الحكومات يمكنها اكتشاف الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يستخدمون تويتر تحت أسماء مستعارة.

 

بعض التفاصيل الأخرى المتعلقة باختراق تويتر ظهرت من الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الشركة من رجال يزعمون أن السعودية استهدفتهم بهذا الاختراق.

 

ويقول عمر عبدالعزيز، وهو مدون ومعارض سعودي، في دعواه القضائية إن السعودية جندت آل زبارة للوصول إلى معلوماته الخاصة على تويتر، التي منها الرسائل المباشرة وغيرها من المعلومات.

 

عبدالعزيز قال إن الشركة لم تحذره قط من تعرض حسابه للاختراق من السعوديين، وهو ما عرضه للخطر واضطره إلى مغادرة شقته في كندا، والتوقف عن دراساته العليا.

 

غير أن شركة تويتر قالت إنها حذرت عبدالعزيز من أن حسابه كان مستهدفاً من مساعٍ ترعاها الدولة.

 

معارضون تحت المراقبة

فيما رفع المعارض السعودي الآخر علي الأحمد، المقيم في واشنطن، دعوى قضائية ضد شركة تويتر، في يوليو/تموز، زاعماً أن حسابه كان من بين الحسابات التي هاجمها آل زبارة وأبو عمو.

 

الأحمد قال في مقابلة إنه كان يستخدم حسابه للتواصل عبر الرسائل الخاصة مع معارضين سعوديين آخرين، من بينهم عبدالرحمن السدحان، الناشط الحقوقي المختفي قسرياً، ومصادر مقربة من الحكومة السعودية، كانت تسرب إليه بعض المعلومات أحياناً.

 

أما تويتر فقالت إنها أخطرت الأحمد أيضاً عام 2015 بأن حسابه تعرض للاختراق، وهو ما ينفيه الأحمد.

 

يقول الأحمد: “لا يستخدم الكثير من الناس داخل البلاد أسماءهم الحقيقية على تويتر، فتابعوني وتبادلنا الرسائل، وانتهى مصير بعضهم إلى الموت أو السجن”.

 

إياد البغدادي، ناشط عربي مؤيد للديمقراطية، قال إن رجلاً سعودياً آخر أفادت تقارير أنه كان يدير حساباً مجهولاً على تويتر، اعتُقل في توقيت اعتقال السدحان تقريباً.

 

وربطت جماعات حقوقية هذا الرجل، تركي بن عبدالعزيز الجاسر، بحساب coluche_ar، وهو أحد الحسابات التي أشارت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إلى أنها من بين الحسابات التي طالها اختراق تويتر.

 

وذكرت بعض وسائل الإعلام السعودية أن الجاسر توفي أثناء تعذيبه في الحبس، لكن إيناس عصمان، مديرة جمعية “منّا” لحقوق الإنسان، قالت إن السلطات السعودية أبلغت فريق الأمم المتحدة لرصد حالات الاختفاء القسري، في فبراير/شباط، أن الجاسر محتجز في سجن الحائر القريب من الرياض. وقالت إيناس: “نعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة”.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى