السيسي يتدخل رسميا لحذف أغنية عن “البلح” بعرض مسرحي في مصر وسخرية واسعة بمواقع التواصل

يبدو أن غباء نظام عبدالفتاح السيسي ومخابراته في مصر يتسبب في المزيد من الإحراج لرئيس النظام، الذي تحول لـ”مسخرة” مواقع التواصل بسبب اسمه الذي ألصقه به المعارضون كنوع من السخرية منه وهو “بلحة”.

 

وبعد فترة طويلة كاد المصريون فيها ينسون أغنية “بلحة” لرامي عصام التي حققت نحو 6 ملايين  مشاهدة على موقع يوتيوب، عاد النظام بقرار أحمق ذكر المصريين بالاسم الذي رافق السيسي منذ انقلابه على مرسي في 2013 وسبب له عقدة.

 

Ramy Essam - Balaha | رامى عصام - بلحه

 

ولم تمض أسابيع على بداية عرض مسرحية سيد درويش على مسرح البالون بالقاهرة، حتى فوجئ رواد العرض بمنع الرقابة لأغنيتين كانتا ضمن أحداث المسرحية الغنائية الاستعراضية، بلا سبب مفهوم.

 

وبحسب وسائل إعلام فإن الأغنيتان هما “يا بلح زغلول”، و مقاطع من أغنية “أهو ده اللي صار”، وكلاهما من تراث الأغاني المصرية المستمرة في الوجدان؛ بسبب ارتباطهما بمقاومة الاحتلال الإنجليزي لمصر إبان نهايات القرن قبل الماضي حتى منتصف القرن الماضي.

 

https://www.youtube.com/watch?v=GdUv8d_rI0k&feature=emb_title

 

واستفز الأمر حتى مؤيدي السلطة، حيث وصف الناقد الفني طارق الشناوي ما جرى بأنه “عبث من المستحيل التجاوز عنه”، حيث تدخلت الرقابة بـ”عنف”، وحذفت، أغان مثل (يا بلح زغلول) التى رددها الوجدان المصرى فى تحديه للسلطة الغاشمة آنذاك.

 

وتساءل الشناوي في مقال له نشره في إحدى الصحف المحلية “من الذى ينصب من نفسه رقيبا على تراث موسيقى ردده المصريون قبل نحو 100 عام أو أكثر؟ كيف يجرؤ على حذف أغنية ما تزال لها مساحة على خريطة الإذاعة والتليفزيون، وكل الفرق الموسيقية التراثية فى مصر تقدمها؟”.

 

محمد محسن - أهو ده اللي صار | Mohamed Mohsen - Aho Da Elly Sar

 

وأكد الناقد الفني المعروف أنه لم يحدث فى أى مرحلة زمنية أن دار الأوبرا المصرية أصدرت مثلا تعليمات بمنع ترديد هاتين الأغنيتين أو غيرهما.

 

وتعبر كلمات الأغنية الأولى الممنوعة -وهي يا بلح زغلول- عن إشارة لسعد زغلول باشا زعيم ثورة 1919، التي اندلعت قبل قرن واستمرت لفترة، ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث تحايل صاحب الأغنية الموسيقار الراحل سيد درويش لذكر اسم سعد زغلول، الذي منعته سلطات الاحتلال، بالتغني بواحد من أفضل أنواع البلح المصري المسمى بـ”زغلول”.

 

أما أغنية “أهو ده اللي صار” فهي تركز على مدح المصريين عموما في مواجهة خصومهم المحتلين، وهي الفقرات التي حذفتها الرقابة.

 

ويشار إلى أنه لم يعد سرا أن بعض المعارضين المصريين أطلقوا على الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لقب “بلحة” كنوع من السخرية الشعبوية، لكن المثير أن كثيرا من الناس خارج مصر وحتى داخلها ربما لم يعلموا بالأمر إلا عبر إجراءات غاضبة وانتقامية من جانب السلطة في هذا الشأن.

 

وعلى مدى نحو عامين ونصف شاهد نحو 6 ملايين شخص أغنية بلحة الناقدة للسيسي على موقع يوتيوب، علما بأن ما زاد من شهرتها ودفع الكثيرين للبحث عنها هو موقف السلطة منها حيث لاحقت المشاركين فيها.

 

لكن المغني رامي عصام كان قد غادر مصر، بينما اعتُقل مخرجها الشاب العشريني شادي حبش في مارس 2018 ليظل خلف القضبان حتى توفي في مايو الماضي ضحية لإهمال علاجه داخل السجن رغم تكرار استغاثاته.

 

وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للسخرية، التي لم يجد كثير من المعارضين بيدهم سلاحا غيرها للنيل من السيسي.

 

اقرأ أيضا: 

أغنية ساخرة من السيسي تُنهي حياة مخرج مصري بعد اعتقاله والتنكيل به لعامين

“الريس مش ماشي”.. أغنية ساخرة من السيسي بسبب التعديلات الدستورية!

المصدر
وطنيوتيوب
Exit mobile version