يعاني الاقتصاد السعودي منذ بداية العام الجاري من أزمة مزدوجة مع تهاوي أسعار النفط بالتزامن مع تداعيات فيروس كورونا، لتظهر أثار هذه الأزمة واضحة على بيانات مالية وتصريحات لمسئوليه عن إجراءات صارمة وتقشفية لمواجهة الكارثة المحدقة.
أزمة البترول
وفي هذا السياق فقدت أسعار النفط العالمية أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام ويجري تداول برميل النفط قرب 26 دولارا اليوم، نتيجة زيادة الإنتاج وتراجع الطلب عليه بسبب توقف حركة التنقل بسبب فيروس كورونا.
وانعكس انخفاض أسعار النفط على موازنة المملكة السعودية سريعًا، حيث أظهرت بيانات لوزارة المالية السعودية حول تراجع الإيرادات النفطية في أول 3 أشهر من العام 24% على أساس سنوي إلى 34 مليار دولار.
وتعتمد السعودية بنسبة كبيرة في إيراداتها على صادراتها من البترول، باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم.
كما تأثرت نتائج أعمال الشركات التي تعمل في نفس المجال، وتكبدت شركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) خسارة بـ 950 مليون ريال بالربع الأول 2020، بحسب نتائج أعمالها التي أظهرته اليوم.
خسائر غير مسبوقة
ودفع تراجع إيرادات المملكة من البترول، إجمالي الإيرادات للتراجع 22% على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام، وفقًا لبيانات وزارة المالية.
وجراء تراجع الإيرادات البترولية توقعت المملكة عجزا قدره 50 مليار دولار، أو 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وهي زيادة حادة من حوالي 35 مليار دولار العام الماضي.
وتتوقع وزارة المالية السعودية أن يصل العجز إلى 9% من الناتج المحلي الإجمالي ولكن بعض المحللين يتوقعون عجزا 22% عند سعر 30 دولارا لبرميل النفط، وفقًا لتحليل لوكالة رويترز.
القطاع الخاص
وتأثرت كافة القطاعات الاقتصادية في المملكة جراء الهبوط الكبير الذي حصل نتيجة الركود الاقتصادي أزمة البترول وكورونا، وكان القطاع الخاص أحد المتضررين جراء ذلك.
ونشر الإعلامي القطري جابر الحرمي في تغريدة له مقتطفات إخبارية من مواقع سعودية تشير لانهيار كبير بالقطاع الخاص وعلق: “القطاع الخاص #السعودي يعاني بشكل غير مسبوق”
القطاع الخاص #السعودي يعاني بشكل غير مسبوق ..
خسائر شركات القطاع الخاص في #السعودية تأتي بعد تدهور مماثل تعرض له القطاع الإقتصادي الحكومي وفي مقدمته #أرامكو التي انخفضت أرباحها 73% ..
السياسات #السعودية تعيش تخبطا في كل الإتجاهات .. pic.twitter.com/YFBPs0bI90— جابر الحرمي (@jaberalharmi) August 26, 2020
وتابع مستنكرا السياسات السعودية المتهورة لولي العهد محمد بن سلمان والتي تسببت بهذه الأزضاع الكارثية:”خسائر شركات القطاع الخاص في #السعودية تأتي بعد تدهور مماثل تعرض له القطاع الاقتصادي الحكومي وفي مقدمته #أرامكو التي انخفضت أرباحها 73% .. السياسات #السعودية تعيش تخبطا في كل الإتجاهات “.
هذا وكشفت وكالة “cnbc” الاخبارية الاقتصاديو عن أن شركة المملكة القابضة السعودية تسجل خسارة في الربع الثاني في العام 2020 بقيمة 1.1 مليار ريال سعودي.
كما كشفت الوكالة عن تراجع أرباح دار الأركان للتطوير السعودية بقيمة 86 بالمائة في الربع الثاني من نفس العام.
وحول خسارة شركة جبل عمر السعودية قالت الوكالة إنها تحولت للخسارة بقيمة 465 مليون ريال في الربع الثاني من العام الجاري، فضلا عن خسائر شركة “كيميائيات الميثانول” بقيمة 263 بالمائة في الربع الثاني من العام الحالي.
“زير النساء” ضيع أموال الشعب على الأجنبيات
وفي تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، في 20 أغسطس الجاري، سرد الصحافيان الأمريكي برادلي هوب والبريطاني جاستن شيك وقائع مثيرة عن بدايات صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الحكم، وأسباب شغفه بالرفاهية والتعطش للمال وجمع الثروة.
ويمكن القول إن أهم ما جاء في هذا التقرير الذي قال هوب وشيك إنه مُقتبس من كتابهما “الدم والنفط: سعي محمد بن سلمان الدؤوب للقوة العالمية” الذي سينشر مطلع الشهر المقبل هو كشفه عن بداية تنفيذ بن سلمان بعض “الأعمال البغيضة” كي ينال رضى أصحاب النفوذ، وهذا ما قد يفسر كيف أقدم على ارتكاب جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.
يستخلص الصحافيان أن بن سلمان في مراهقته كان مهووساً ببناء ثروته ومحاكاة مؤسس شركة “آبل” ستيف جوبز، أما الآن فهو يتحكم في أموال أكثر مما يعرف كيف يتصرف بها.
حفلة المالديف و150 فتاة
في بداية التقرير، يروي الصحافيان وقائع إحضار بن سلمان لـ150 فتاة من البرازيل وروسيا وأماكن أخرى، صيف عام 2015، إلى منتجع فاخر في جزر المالديف لقضاء عطلة مدتها حوالي شهر.
بعد وصول الفتيات إلى المالديف، تم نقلهن إلى عيادات طبية للتأكد من خلوهن من الأمراض المنقولة جنسياً، وذلك قبل اصطحابهن إلى منتجع حجزه للأمير برفقة العشرات من أصدقائه، وذلك للاحتفال بتولي والده سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم أوائل عام 2015.
حينما تولى الملك الحكم فوّض صلاحيات غير عادية لنجله محمد، فأخذ الأخير يعزز سيطرته على الجيش والأجهزة الأمنية وبدأ في تغيير اقتصاد المملكة المعتمد على النفط.
من هنا، بدأ الأمير الشاب يشعر بنشوة السلطة وجمع الثروة، فنظم هذه الرحلة بحلول شهر يوليو من ذلك العام، كاستراحة له بعد جهد طويل بذله في مساعدة أبيه في الوصول إلى مقاليد الحكم.
وحجز الوفد المرافق له، والذي كان مهووساً بالخصوصية، منتجع “Velaa” بأكمله لمدة شهر بتكلفة 50 مليون دولار، بينما تم منع الموظفين من إحضار الهواتف المحمولة المزودة بالكاميرات، فيما حضر مغني الراب الأمريكي بيتبول ونجم البوب الكوري الجنوبي ساي للغناء للأمير خلال تواجده في المالديف.
بعد أقل من أسبوع على بدايتها، انتهت العطلة بشكل مفاجئ وذلك مع تسرب أنباء زيارة الأمير في إحدى الصحف المالديفية والتقاط وسائل إعلام في إيران الخبر ونشره.