قتلة خاشقجي يرافقون محمد بن سلمان في قصوره ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي .. مصادر تكشف أين يقيمون الآن

By Published On: 2 أكتوبر، 2020

شارك الموضوع:

تزامناً مع الذكرى الثانية على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، كشفت مصادر خاصة أن المتهمين بقتله والذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن يتمتعون بالحرية التامة والمطلقة.

وبحسب المصادر التي تحدّثت لموقع “عربي بوست” فإنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يصطحب معه العديد من عناصر ذلك الفريق عند تنقله بين قصور نيوم والرياض وجدة.

وقالت المصادر إنّ الأسماء التي حكم عليها بالإعدام في وقت سابق قبل إسقاطه عنهم، ويتعلق الأمر بكل من ماهر عبدالعزيز المطرب، وصلاح محمد الطبيقي، ومشعل سعد البستاني، ومحمد سعد الزهراني، ومنصور عثمان أبا حسين، يعيشون حياتهم بشكل طبيعي.

كما تشير المصادر نفسها إلى أن الخمسة الذين حكم عليهم بالإعدام قبل إسقاط الحكم في وقت لاحق يتواجدون في بعض الأحيان يتنقلون بين العاصمة الرياض وجدة ومنطقة “نيوم” التي تحتوي على قصور خاصة لولي العهد السعودي لمحمد بن سلمان.

ويقيم سعود القحطاني بشكل أساسي حالياً في منطقة نيوم لكنه يرافق ولي العهد السعودي باستمرار في تنقلاته بين الرياض وجدة ويعدّ من مرافقيه الدائمين.

وعلى الرغم من الإعلان الرسمي عن إقالة القحطاني، الذي يعتبر الذراع اليمنى لبن سلمان، من منصب مستشار بالديوان الملكي، وهو أكبر شخصية ضالعة في الجريمة، فإنه لا يزال يباشر عمله كمستشار ومرافق خاص لولي العهد السعودي.

يتنقلون مع محمد بن سلمان

في سياق متصل، فإن بن سلمان اعتاد أن ينقل معه غالبية مستشاريه والعناصر المحيطة به بالديوان الملكي لدى توجهه إلى منطقة نيوم على ساحل البحر الأحمر من حين لآخر، وهو ما جعل سعود القحطاني وأحمد عسيري متواجدين هناك بشكل كبير بعيداً عن أجواء الحضور العلني وللتواري عن أنظار الآخرين.

ولكون عسيري أحد المُقربين من ولي العهد السعودي وأحد مستشاريه والنائب السابق لرئيس الاستخبارات العامة، فإنه لا يزال يتمسك به مستشاراً أمنياً له، فعلى الرغم من إعفاء عسيري من منصبه نائباً لرئيس الاستخبارات في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018 عقب إعلان السلطات السعودية مقتل الصحفي جمال خاشقجي فإنه لا يزال يتمتع بصفة رسمية مستشاراً أمنياً لبن سلمان بل أحد الأذرع الاساسية له هو والقحطاني.

وتؤكد المصادر الخاصة أن القحطاني وعسيري يرافقون بن سلمان من داخل أحد قصوره الـ5 في منطقة نيوم التي تقع شمال غرب السعودية، وذلك جنباً إلى جنب مع مجموعة من المستشارين على رأسهم رئيس الديوان الملكي فهد العيسى، والمستشار بالديوان محمد التويجري، ووزير الثقافة بدر بن عبدالله آل سعود، بالإضافة إلى كل من بدر العساكر مدير مكتبه الخاص بالديوان، ومستشاره الاقتصادي الألماني كلاوس كلاينفيلد.

يمارسون مهامهم

يعتبر ماهر المطرب، العقيد في المخابرات السعودية، أحد المتهمين الرئيسيين في قضية قتل خاشقجي، فهو أحد رجالات ومرافقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويعدّ رئيس فريق التفاوض مع خاشقجي قبل أخذ القرار في تصفيته داخل القنصلية السعودية، حيث تشير المصادر الخاصة أنّ المطرب يتم استدعاؤه في بعض الأحيان من الديوان الملكي لمرافقة بن سلمان في جولاته ونشاطاته داخل البلاد ومنها منطقة “نيوم”.

وقد علمت “عربي بوست” من مصادر خاصة أن صلاح محمد الطبيقي، الطبيب الشرعي السعودي، رئيس قسم الأدلة الجنائية في إدارة الأمن العام السعودي سابقاً، ورئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية سابقاً والمتهم في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في القنصليّة السعودية في إسطنبول في تركيا، لا يزال يمارس عملاً رسمياً في قسم الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية وزارة الداخلية كمستشار رغم الإعلان عن إقالته وإبعاده عن المشهد.

ويعيش الطبيقي حياته بشكل طبيعي في العاصمة السعودية الرياض، لكنّه لا يتوجه إلى مقر عمله الرسمي في وزارة الداخلية السعودية. ويستعين به قسم الأدلة الجنائية كمستشار في الأمور التي قد يحتاجون إلى خبير فيها والمتعلقة بالتشريح الجنائي وقضايا الحوادث الجنائية

المتهم الرئيسي بتدبير الاغتيال

كما لا يزال سعود القحطاني يمارس عمله ومهامه بعيداً عن الأنظار كمستشار بالديوان الملكي السعودي، ومسؤول عن المنظومة الإعلامية الخاصة بالديوان الملكي وبولي العهد السعودي التي تشمل عدة واجهات منها مركز اعتدال والأمن السيبراني التي تعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعية لتهيئة الرأي العام السعودي المحلي، بالإضافة إلى الرد على كل صوت معارض للسعودية ولولي العهد السعودي.

كما يعتبر القحطاني حتى هذه اللحظة أحد المستشارين الأساسيين لولي العهد السعودي فيما يتعلق بالاستشارات الإعلامية والسياسية وتقديمها مباشرة لبن سلمان عبر الواجهات الإعلامية التي يأتي على رأسها مركز اعتدال والمركز الإعلامي في الديوان الملكي.

بهذا الصدد يوضح المعارض السعودي د. سعد الفقيه في حديث خاص لـ”عربي بوست”، أنّ ولي العهد السعودي لا يستطيع الاستغناء عن سعود القحطاني بسبب أنه يعتبره شخصية عبقرية خارقة للعادة، فهو يعدّ الذراع اليمنى لبن سلمان، بل إنّه بمثابة المهندس والمحرك الأساسي لبن سلمان في كافة الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية الداخلية والخارجية منها.

ويؤكد الفقيه أن القحطاني هو من صاغ وقاد الحرب على جماعات وتيارات الإسلام السياسي في السعودية وخارجها، فهو لا يزال يثير هذا الملف عبر ما يسمى مركز اعتدال لمكافحة التطرف، ومن هنا فإنّ بن سلمان يرى في شخصية القحطاني “المنقذ” له في كل شيء فلا يستطيع الاستغناء عن خدماته بخلاف ما تمّ الإعلان عنه رسمياً بأنه تمّت إقالته من منصبه كمستشار في الديوان الملكي.

تشير المصادر الخاصة لـ”عربي بوست” -ورفضت الكشف عن اسمها- إلى أن قسماً منهم يقيم في قرى خاصة داخل المدن مثل: قرية “ندى” أو”العمودية” وكلاهما بجدة، والتي تحتويان على وحدات سكنية بجميع الأحجام بالإضافة للمناطق الترفيهية والملاعب والمسابح المقفلة والمفتوحة والخدمات، حيث يستطيع فريق اغتيال خاشقجي التواري عن أنظار المجتمع بعيداً عن الأعين والرقابة، بالإضافة إلى مساعي ولي العهد السعودي إبعاد الكثير منهم عن العاصمة الرياض كونها أكبر مدينة تعاني من اكتظاظ سكاني، وباعتبارها المركز الأساسي للدوائر الرسمية والحكومية في السعودية.

ويبلغ عدد الذين اتهمتهم السلطات التركية بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي 18 شخصاً، منهم 3 أفراد ليس لهم علاقة مباشرة في تنفيذ الجريمة وهم: سعود القحطاني، وأحمد عسيري، والقنصل العتيبي، أما الـ 15 فهم أعضاء الفريق الضالع بشكل مباشر في عملية قتل خاشقجي.

وهم على النحو التالي:

1- مشعل سعد البستاني (33 عاماً)، ملازم في القوات الجوية السعودية، وصل على متن رحلة تجارية لإسطنبول وغادرها بطائرة خاصة، ويعدّ أحد أهم المتهمين الرئيسيين في قضية تصفية خاشقجي، صدر بحقه بحسب مصادر خاصة لـ”عربي بوست”، قرار سجن بـ20 عاماً لكن في حقيقة الأمر الرجل يعيش الرجل معظم أوقاته في قرية “ندى” بمدينة جدة للتواري عن الأنظار.

2- صلاح محمد الطبيقي (49 عاماً)، رئيس قسم الأدلة الجنائية بإدارة الأمن العام السعودي، وهو طبيب شرعي يعمل في وزارة الداخلية، ورصد وصوله على طائرة خاصة، حيث كان يحمل معه منشار عظام لدى دخوله مطار أتاتورك الدولي، حكم عليه بالسجن بـ20 عاماً، لكنه في الحقيقية لا يزال يمارس عملاً رسمياً في الداخلية كمستشار رغم الإعلان عن إقالته وإبعاده عن المشهد، كما أنه يعيش حياته بشكل طبيعي في العاصمة السعودية الرياض، لكنه لا يتوجه إلى مقر عمله الرسمي في الداخلية السعودية.

3- ماهر عبد العزيز المطرب (49 عاماً)، عقيد في الاستخبارات السعودية وسكرتير أول في السفارة السعودية في لندن، ظهر في عدة صور مع ولي العهد السعودي، ووصل على متن طائرة خاصة برفقة الطبيقي وغادر عليها أيضاً، وهو أحد المتهمين البارزين صدر بحقه قرار سجن بـ20 عاماً.

4- محمد سعد الزهراني (32 عاماً)، ضابط في الحرس الملكي السعودي، ظهر في عدة مرات ومناسبات إلى جانب ولي العهد محمد بن سلمان، ووصل إسطنبول على متن طائرة تجارية، وغادرها على متن طائرة خاصة، حكم عليه بالسجن 20 عاماً، ويتواجد بحسب توجيهات رسمية في قرية “العمودية” بتوجيهات من الديوان الملكي حتى صدور عفو ملكي عام .

5- منصور عثمان أبا حسين (48 عاماً)، ويعمل في الاستخبارات السعودية برتبة عقيد، كان قد رصد وصوله إلى إسطنبول برحلة تجارية، وأقام بفندق ويندهام غراند، صدر بحقه حكم قضائي نهائي 20 عاماً، وهو يقيم في قرية “العمودية” حتى صدور عفو ملكي عام.

6- نايف حسن سعيد العريفي، ضابط بالقوات الجوية السعودية (34 عاماً)، ويعمل موظفاً في مكتب ولي العهد محمد بن سلمان وفي القوات السعودية الخاصة ورصد وصوله إلى إسطنبول على برحلة تجارية وغادر بطائرة خاصة، لكنّ الرجل متواجد في قرية “العمودية” بحسب توجيهات رسمية من الديوان الملكي حتى انقضاء فترة الحكم التي ستستمر إلى 10 سنوات بحسب الحكم القضائي الأخير أو انتظار صدور عفو عام.

7- وليد عبدالله الشهري (40 عاماً)، قائد سرب ورائد بالقوات الجوية السعودية، قائد، وصل إسطنبول بطائرة خاصة وغادر على متنها، صدر بحقه حكم قضائي 10 سنوات وهو يقيم في قرية “ندى” بتوجيهات من الديوان الملكي للتواري عن الأنظار حتى فتة انقضاء المحكومية.

8- ثائر غالب الحربي (41 عاماً)، ملازم في الحرس الملكي، رصد وصوله إلى إسطنبول بطائرة خاصة وأقام في فندق موفنبيك، صدر بحقه حكم قضائي 10 سنوات وهو يقيم في قرية “ندى” حتى انتهاء المحكومية.

9- مصطفى محمد المدني (59 عاماً)، عضو في الاستخبارات السعودية، وصل إسطنبول على متن طائرة خاصة وغادر برحلة تجارية، صدر بحقه حكم قضائي 7 سنوات، وهو يقيم في قرية “العمودية” بطلب مباشر من الديوان الملكي حتى انقضاء فترة حكمه.

10- فهد شبيب البلوي (35 عاماً)، وهو عضو في الحرس الملكي السعودي، رصد وصوله لإسطنبول بطائرة خاصة وأقام في فندق موفنبيك، صدر بحقه حكم قضائي 7 سنوات، وهو يقيم في قرية “العمودي” حتى انقضاء فترة حكمه بحسب توجيهات من الديوان الملكي.

11- خالد عايض الطيبي (32 عاماً)، وصل بالطائرة إلى مطار أتاتورك ونزل في فندق ويندهام غراند، لا يعرف مصيره ولم يتسنَ لـ”عربي بوست” التأكد من مكان تواجده وإذا ما صدر بحقه حكم قضائي فعلي.

12- عبدالعزيز محمد الهوساوي (33 عاماً)، عضو في الفريق الأمني المرافق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وصل على متن طائرة تجارية لإسطنبول وغادرها بطائرة خاصة، لم يتسنَ “عربي بوست” التأكد إذا ما صدر بحقه حكم قضائي أو لا، ولا يُعرف مكان إقامته مكان تواجده.

13- تركي مشرف الشهري (38 عاماً)، رصدت السلطات التركية وصوله إلى إسطنبول بطائرة خاصة وغادر على متنها، لم يتسنَ التأكد إذا ما صدر بحقه حكم قضائي وأين يتواجد.

14- بدر لافي العتيبي (47 عاماً)، عضو في الاستخبارات السعودية برتبة رائد، وصل إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة وغادر عليها، لم يتسنَ التأكد إذا ما صدر بحقه حكم قضائي ومكان إقامته وأين يتواجد.

15- سيف سعد القحطاني (47 عاماً)، عضو في الحرس الملكي، وصل على متن طائرة خاصة، وغادر إسطنبول على متن رحلة تجارية، لم يتسنَ التأكد إذا ما صدر بحقه حكم قضائي ومكان إقامته وأين يتواجد.

وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي، مع اتهامات تنفيها الرياض بأن ولي العهد محمد بن سلمان، هو من أصدر أمر اغتياله.

وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية، إثر “شجار” مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطنا ضمن التحقيقات، دون كشف المسؤولين عن الجريمة أو مكان الجثة.

وعقب 3 أشهر على الاعتراف بمقتله، بدأت محاكمة المتهمين غير المعروفين إعلاميا، دون الكشف عن مكان الجثة حتى الآن، مع رفض تدويل القضية.

وفي 7 سبتمبر الماضي، تراجعت محكمة سعودية بشكل نهائي عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مدانين في مقتل خاشقجي، مكتفية بسجن 8 بأحكام متفاوتة بين 20 و7 و10 سنوات، وغلق مسار القضية.

 

اقرأ أيضا: حُلم جمال خاشقجي يتحقق بعد أن قتله ابن سلمان.. مقربون من الصحفي السعودي يُطلقون منظمة عربية للديمقراطية

 

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment