تركيا قوة عظمى فرضت نفسها على الجميع.. فرنسا قلقة جدا من انتشار أردوغان على جميع الجبهات

في تقرير لصحيفة فرنسية شهيرة يعكس حالة القلق الكبيرة التي تساور فرنسا من الصعود الكبير للقوة التركية في المنطقة، انتقدت صحيفة “لوفيغارو” ما اعتبرته انتشار تركيا بقيادة أردوغان على جميع الجبهات في ليبيا أو سوريا أو “ناغورنني قرة باغ أو قبرص”، مقرة في الوقت نفسه أن تركيا تتصرف أكثر فأكثر كقوة إقليمية تفرض نفسها على الجميع.

 

وفي تقرير بعددها الصادر اليوم تحت عنوان: “المزايدات الخطيرة لأردوغان”، اعتبرت لوفيغارو أنه مع “أردوغان” هناك دائما أزمة ما تخفي أخرى، فبينما تم التوصل إلى هدنة هشة في نهاية هذا الأسبوع حول ناغورني كاراباخ، كانت أنقرة تعيد اشعال الجمر مع اليونان من خلال إعادة فتح مدينة فاررشا المهجورة (مدينة الأشباح)- المصنفة منطقة محظورة منذ تقسيم الجزيرة في عام قبل 46 سنة- وذلك في أوج الانتخابات الرئاسية في شمال قبرص.

 

وتابعت الصحيفة الفرنسية أنه منذ بداية العام، يلعب رئيس تركيا أردوغان دور رجال الإطفاء الذين يشعلون النيران، وذلك في سوريا وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط واليونان وقبرص والقوقاز، ويقومون باشعال حريق جديد كلما خف نيران حريق آخر، حسب وصفها.

 

وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن جان ماركو. الأستاذ الجامعي في الفرنسي  في الشأن التركيي والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوس. قوله إن “الرئيس التركي أردوغان يعتمد اليوم على سياسة الضربات التكتيكية المتتالية”.

 

واعتبر جان ماركو أن فتح جبهات جديدة لإحداث تحول هو سمة من سمات الحكومات الشعبوية. يبدو أن سياسة “صفر مشاكل مع جيراننا” العزيزة على رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. الذي انضم منذ ذلك الحين إلى المعارضة، أضحت بعيدة المنال.

 

واضافت:”فبينما تفرض المسلسلات التلفزيونية ورحلات الخطوط الجوية التركية نفسها كجزء من “القوة الناعمة” التركية. فإن طائرات ترميا بدون طيار واستفزازاتها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط تفرض نفسها هي الأخرى على السحاتين السياسية والعسكرية الدوليتين.”

 

ورأى الأستاذ الجامعي الفرنسي. أن “هذا التحول في السياسة الخارجية التركية مدفوع بحدثين رئيسيين: الاضطرابات الإقليمية في فترة ما بعد الربيع العربي في عام 2011 والانقلاب الفاشل في يوليو 2016”. فسواء في تونس أو القاهرة أو حتى دمشق، فإن “النموذج التركي”. الذي يجمع بين الإسلام والديمقراطية، أحبط في هذه البلدان.

 

أما في سوريا؛ فكانت الحرب ـ بحسب الصحيفة الفرنسية ـ هي من أزعجت أجندة تركيا بعد الرهان عبثًا على سقوط بشار الأسد. أعادت أنقرة حساباتها، منتهجة سياسة عسكرية تركز على الميليشيات الكردية في العراق وشمال سوريا الذين تتهم بالتواطؤ مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

 

وقالت “لوفيغارو” إن هجوم تركيا اكتسب زخماً بعد الانقلاب الفاشل عام 2016. حيث نفذ الجيش التركي ثلاث عمليات توغل عسكرية في سوريا بدعم من المعارضة المسلحة السورية المواليه له. وعليه، فإننا نشهد اليوم سياسة أقل مثالية بكثير تستند إلى الدفاع عن المصالح الاستراتيجية لتركيا. والتي تثبت أنها أكثر هجومية على المستوى الإقليمي، يلاحظ جان ماركو.

 

وتابعت الصحيفة مشيرة إلى أن التدخل التركي في ليبيا أخذ مساراً جديداً في ربيع العام الجاري. وذلك خلال تقديم أنقرة الدعم العسكري لرئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس فايز السراج. ضد جنرال الإمارات الفاشل خليفة حفتر، مما غير موازين القوى على الأرض الليبية لصالح السلطات في طرابلس.

 

وزعمت الصحيفة الفرنسية أن وراء هذا التدخل التركي في ليبيا. هناك دوافع اقتصادية متعلقة باكتشاف موارد غاز جديدة في شرق البحر المتوسط والذي دفع أنقرة إلى توقيع اتفاقية عسكرية وبحرية مزدوجة مع طرابلس اعتبارًا من نوفمبر 2019. كما أن الدعم الأخير الذي أظهرته أنقرة لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا يستجيب أيضًا لرغبة تركيا في تنويع مصادر إمدادها بالغاز وتقليل اعتمادها على روسيا، بحسب لوفيغارو دائماً.

 

كما اعتبرت لوفيغارو أن تركيا استفادت الأشهر الأخيرة من الأزمة المرتبطة بوباء كوفيد -19 وأيضًا من الانسحاب الأمريكي. فسارعا إلى توسيع نفوذها، حيث أحدث هذا الانسحاب التدريجي الأمريكي فراغاً جيوسياسياً واضحاً.

 

ونقلت لوفيغارو عن دبلوماسي غربي لم تذكر اسمه، قوله إن أردوغان يفقد قوته في بلده. وبالتالي، يغطى على ذلك عبر “اتباع أجندة الأزمات المتكررة”. غير أن هذا الدبلوماسي العربي أقر في الوقت نفسه بالدور التركي في ساحة الدولية اليوم. قائلا: سواء أحببنا ذلك أم لا، علينا أن نقبل فكرة تركيا التي نجحت في ترسيخ نفسها كلاعب إقليمي رئيسي”.

اقرأ أيضا: الانقلابيون سيهزمون.. أردوغان يوجه رسالة إلى دول الخليج التي تخشى من قواته ومن على رأسه بطحه يتحسسها

 

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

 

Exit mobile version