أثار مستشار محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله. موجة جدل جديدة بين متابعيه بانتقاده لما وصفه بالاندفاع العاطفي نحو التطبيع. حيث انتقد احتفاء الإماراتيين من الشعب بالتطبيع وفي نفس الوقت يدعم قرار ابن زايد الخياني ويؤيده.
وكتب “عبدالله” في تغريدته التي أثارت جدلا واسعا ورصدتها (وطن). ما نصه:”سعيد أن اندفاع البعض في وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات نحو التطبيع قد تراجع كثيرا. واتضح أنه اندفاع عاطفي غير مسؤول.”
سعيد ان اندفاع البعض في وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات نحو التطبيع قد تراجع كثيرا واتضح انه اندفاع عاطفي غير مسؤول.
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) October 11, 2020
ولو كانت هناك جوائز تمنح للمتقلبين سياسيًا ممن يغيرون مواقفهم بين الحين والأخر لكان مستشار محمد بن زايد هو الأجدر بها. فالرجل لم يترك قضية محلية كانت أو إقليمية إلا وتراقص على أحبالها جميعًا. مرسخا بهذا النهج لاستراتيجية جديدة في علوم السياسة الأكاديمية مفادها أن الرقص على الأحبال أقصر طرق الوصول إلى المبتغى.
ونجح الأكاديمي الإماراتي خلال الأيام الماضية في أن يكون حديث الساعة على منصات السوشيال ميديا. وذلك بعد القفزة الكبيرة في مواقفه بشأن التطبيع في أعقاب الاتفاق الموقع بين الإمارات و”إسرائيل”. حيث انتقل من أقصى يمين التوبيخ لكل خطوات التطبيع ووصم من يهرول نحوه بالخيانة. إلى التمجيد والتهليل بالقرار الإماراتي الذي وصفه بأنه “قرار مدهش”.
ورغم عمله بالحقل الأكاديمي لسنوات وحصوله على العديد من الجوائز إلا أن قبلته في التحرك الأيديولوجي والسياسي والفكري تمحورت في “إرضاء بن زايد” والسير في فلكه. حتى لو تعارض ذلك مع معقتداته الفكرية، ومرتكزات السياسة الوطنية التي طالما يتشدق بها. وهو ما حصره في هذه المنطقة الضيقة التي بات من الصعب الخروج منها دون خسائر.
وفي الوقت الذي نفى فيه عمله كـ “مستشار محمد بن زايد” وذلك بعد نعته بهذا التوصيف قرابة 10 سنوات كاملة دون أي رد فعل منه. بحسب الحوار الذي أجراه معه موقع “إيلاف” السعودي والذي يرتبط بعلاقات قوية مع السلطات الإماراتية، في سبتمبر 2018. مشددًا على أنه لا مرجعية حكومية له، أكد ناشطون إماراتيون على هذا الدور الذي يتنصل منه مؤخرًا. وذلك بعد التهديدات التي تعرض لها من قبل إيران من جانب وتصريحاته الجدلية التي وضعت أبو ظبي في حرج أكثر من مرة من جانب أخر.
وتزعم الأكاديمي الإماراتي مؤخرا حملة الترويج لاتفاق العار الموقع بين بلاده وتل أبيب. وبدلا من مناقشة دوافع هذه الخطوة المثيرة للجدل تساءل عبر تغريدة له “السؤال ليس كيف وصلت الإمارات للتطبيع. بل كيف تصالحت 82% من إجمالي دول العالم مع (إسرائيل) رغم ما تمثله من احتلال لا يمكن التصالح معه أخلاقيا؟”.
التغريدة لا تتعلق بتبرير الخطوة الإماراتية فحسب بل بتمجيد الدبلوماسية الإسرائيلية التي نجحت في التصالح مع هذه النسبة الكبيرة من دول العالم. مضيفًا في تغريدة أخرى أن “الإمارات أول دولة خليجية وثالثة دولة عربية وتاسع دولة إسلامية في مقدمتها تركيا والدولة 158 عالميًا من أصل 192 دولة تعترف بالعدو الاسرائيلي”.
وقبل هاتين التغريدتين كان قد نشر مقالا بعنوان: “حتميّة التطبيع والتصالح مع “إسرائيل” إماراتيًا وخليجيًا وعربيًا”، وصف من خلاله قرار التطبيع بأنه “قرار مدهش”. مستعرضًا الأسباب التي دفعت بن زايد للإقدام على هذه الخطوة قائلًا إن الظروف تجعل من “التصالح مع إسرائيل حتمية تاريخية. وتفرض التطبيع فرضًا على الدول العربية جميعها”.
وأضاف مسوقا لهذه الخطوة: “يأتي قرار الإمارات ضمن هذا السياق التاريخي. الذي جعل التصالح والتطبيع حتمية تاريخية كالساعة لا ريب فيها، ولا راد لها. بعد سبعين سنة من الصراع العربي – الإسرائيلي” مدعيًا أنه “من غير الوارد هزيمة “إسرائيل” ومن غير الوارد تحرير فلسطين مهما ادعى المدعون غير ذلك”.
اللافت للنظر أن الانقلاب في مواقف مستشار محمد بن زايد تجاوز فكرة تبرير خطوة التطبيع إلى استفزاز مشاعر المسلمين جميعا. وذلك حين كتب تغريدة في مارس الماضي قال فيها “إنه وخلال 100 عام من عمر جائزة نوبل، لم يحصل المسلمون سوى على 12 جائزة منها. فيما حصل اليهود على مئة 180 مرة، في تلميح خبيث منه لتفوق وتقدم اليهود عن المسلمين” وهي التغريدة التي اعتبرها البعض تقليلًا من شأن المسلمين لحساب اليهود.
وكان مستشار ولي عهد أبو ظبي من أشد المعارضين للتطبيع، ولطالما شن هجومه اللاذع على خطوات التقارب مع دولة الاحتلال. فهو الذي انتقد وبشدة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” لسلطنة عمان، العام الماضي. كما أنه صاحب الحملة الإلكترونية الحادة على المروجين للتطبيع.
حتى بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرب توقيع الاتفاق منتصف أغسطس الماضي. كان عبدالله أحد الرافضين لهذا التحرك، وهاجم في تغريدة له. استغلال أبوظبي للأطفال للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. حيث أرفقها بصورة لأطفال يرتدون تي شيرتات بيضاء عليها العلمان الإماراتي والإسرائيلي معلقا: “الرجاء عدم الزج بالأطفال فيما لا يعنيهم، ولا يغنيهم. هذا استغلال للطفولة والبراءة في غير محله. وقد يكون مخالفًا لقانون سنة 2016، الذي يعاقب إهمال واستغلال الأطفال”. وذلك قبل أن يتراجع ويحذف تغريدته.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..