كارثة “تسونامي” محتملة تهدد سلطنة عُمان ومدير مركز الزلازل بجامعة السلطان قابوس يعلق
في مؤشرات خطيرة أثارت قلق العمانيين توقع مركز الأرصاد التابع لـ”هيئة الطيران المدني” العمانية، أن تتولد أمواج تسوماني بسبب صدع “مكران” الواقع على طول الحافة الشمالية من بحر العرب المجاورة لسواحل مكران من إيران وباكستان ويبلغ طوله 900 كم.
واعتبر المركز أن “أمواج تسونامي” تعد الأخطر وإن كانت نادرة التأثير، أما صدع سواندا فيكمن في الجزء الجنوبي الغربي من سومطرة وجزء أندامان بطول يبلغ 3200كم.
وأوضحت أن “المدة الزمنية لوصول التسونامي للسلطنة – في حال حدوثه: تسونامي تصدع مكران (15-30 دقيقة)، التسونامي القادم من شرق آسيا حوالي (7 ساعات)”.
وتوقع مختصون أن تتسبب التصدعات والأمواج العاتية في بحر العرب إلى تشكل أمواج تسونامي تضرب سواحل سلطنة عمان واليمن، وتمتد إلى دول خليجية مثل السعودية وقطر والإمارات.
بدورها تواصلت صحيفة “أثير” العمانية مع الدكتور عيسى الحسين مدير مركز الزلازل بجامعة السلطان قابوس، الذي عرّف الصدوع بأنها شقوق في الصخور الأرضية تتراوح بين سنتيمترات إلى مئات الكيلومترات وأكثر من حيث الامتداد، وقد تمتد من سطح الأرض إلى عشرات الكيلومترات من حيث العمق.
وأضاف: لا تختلف الصدوع من الناحية الشكلية في المحيطات عنها على اليابسة، أما من ناحية الامتداد فهي بالمحيطات أكبر وأطول بسبب تغطية المحيطات الكبير لسطح الأرض؛ فالصدوع العكسية والعادية والجانبية موجودة على اليابسة كما هي في البحار، والاختلاف يكمن في نوعية الصخور المحيطة بالصدع وقوتها، فالصخور على اليابسة هي قارية أقل كثافة وصلابة من الصخور المحيطية الأكثر كثافة وصلابة.
وذكر مدير مركز الزلازل بجامعة السلطان قابوس، بأن الصدوع الأغلب منها موجودة ومحددة وبعضها جديد الحدوث نتيجة الصغوط على الصخور، فإذا كانت حركة الصخور على جانب الصدع بإزاحة بطيئة جدا فلا يحدث زلزال، أما إذا كانت الحركة كسرًا مفاجئًا وحركة سريعة ينتج عنها زلزال تنتشر منه الموجات الزلزالية بكل الاتجاهات وتعتمد قوة الزلزال على حجم الصدع بالإضافة إلى صلابة الصخر.
وأشار الدكتور “الحسين” إلى أن الصفيحة العربية تتحرك باتجاه الشمال الشرقي بسرعة أقل من اثنين سنتيمتر سنويًا وتصطدم مع الصفيحة اليورواسيوية وينتج عن هذا الاصطدام تشكّل سلسلة جبال زاغروس الممتدة من شمال العراق إلى بندر عباس تقريبا بين العراق وإيران، وبين الخليج العربي وإيران، وأيضا جبال مكران في جنوب إيران وباكستان، وصدع مكران في بحر عُمان.
وأضاف بأن التصادم بين صفيحتين قاريتين بنفس الكثافة والصلابة ينتج عنها تشكل الجبال، أما إذا كان التصادم بين صفيحة بحرية أكثر كثافة وصلابة مع صفيحة قارية أقل كثافة وصلابة فتنغرس الصفيحة البحرية تحت الصفيحة القارية، وهذا ما يحدث في صدع مكران حيث يندس الجزء المحيطي من الصفيحة العربية على الأقل الجزء الشرقي منه تحت الجزء الباكستاني الإيراني من الصفيحة اليورواسيوية، فيمتد صدع مكران بحدود ٨١٠ كم في بحر عمان، من غرب كراتشي إلى إلى ١٥٠ كم من سواحل دبا.
وأشار الدكتور إلى أن صدع مكران ينقسم إلى قسمين؛ الأول شرقي وهو الأطول والأكثر نشاطًا وتحدث معه الزلازل الكبرى، أما الجزء الغربي من صدع مكران وهو الأقصر والأقل نشاطًا، ولم يسبب زلازل كبيرة قديمًا أو حديثًا.
مضيفًا: بناءً على النشاط الزلزالي نعتقد أن صدع شرق مكران قادر على إنتاج زلزال ضخم أكبر من الزلزال الذي حدث في ٢٨ نوفمبر ١٩٤٥ بقوة ٨,١ ونتج عنه موجات تسونامي وصلت إلى صور ومسقط، ولم يُذكر أي خسائر مادية أو بشرية نتيجة لهذه الموجات في الأراضي العُمانية عدا بعض الخسائر في جوادر (الجزء العماني في جنوب الباكستان آنذاك) حيث قدرت الخسائر المادية بـ ١٥ ألف روبية وثلاث ضحايا. ووصل عدد ضحايا هذا الزلزال إلى ما يقارب ٣٠٠ ضحية في باكستان الحالية.
وقال خبير الزلازل العماني أيضًا: الزلازل التي تسبب تسونامي كبيرًا يجب أن تكون قوتها على الأقل أكثر من ٧,٥ درجة، وأن تسبب ارتفاعًا كبيرًا ومفاجئًا لقاع البحر، وبدون توفر شرط ارتفاع قاع البحر أو انزلاق أرضي تحت البحر فلن يكون هناك تسونامي حتى ولو كان الزلزال كبيرًا؛ لذا يكون التسونامي حدثًا نادرًا، وتكرار الزلازل الكبيرة يفصل بين حدوثها عدة مئات من السنين إن لم يكن أكثر.
وبسؤال ختامي لـ “أثير” عن كيفية تجنب المخاطر المتوقعة من حدوث تصدعات أجاب الدكتور: يجب معرفة مقدار الخطر الزلزالي، ودراسة خرائط المخاطر الزلزالية ومصادرها، ويجب تجنب بناء منشآت فوق الصدوع لأنها عرضة للإزاحة والانهيار، كما يجب تشييد منشآت وأبنية مقاومة للحركة الزلزالية المتوقعة في أماكن التشييد، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير الموقع على تضخيم الحركة الزلزالية أو تمييع التربة، وباتباع هذه الطرق نحد من خطر الزلازل بشكل كبير.
اقرأ أيضا: هذه “خطة” مفتي سلطنة عمان التي دعا إليها للردّ على المتطاولين على النبي محمد ﷺ
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..