سلط موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، الضوء على قضية اختفاء أربعة مواطنين أتراك في مدينة سرت الليبية واعتقالهم على يد قوات اللواء الإنقلابي خليفة حفتر. مشيراً إلى أن عائلاتهم لا تستطيع الوصول لهم ولا معرفة أي معلومات عنهم.
وحسب الموقع البريطاني، فإن يعقوب ديمير يشعر بالغضب والإحباط بعدما حاول بشتى السبل على مدار الشهور التسعة الماضية الوصول إلى حماه المختفي مع ثلاثة مواطنين أتراك آخرين بعد إلقاء القبض عليهم في مدينة سرت الليبية.
ونقل الموقع البريطاني عن ديمير قوله: “لم نتمكن من التواصل معه منذ شهر فبراير/شباط الماضي، ولا نعلم شيئاً عن مكانه”.
اعتقال واختفاء
كان هلال غوزيل، 56 عاماً، يعيش في مدينة سرت الواقعة في وسط شمال ليبيا منذ صيف 2019. ويعمل في متجر حلوى تركية مع شركائه. لكن في يوم 6 فبراير/شباط، اقتحمت القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر المدينة، واعتقلت كل مواطن تركي وقعت أيديهم عليه.
نُقل غوزيل مع ثلاثة مواطنين أتراك آخرين؛ نوريتين كاليك، ودوغان كيسا، وإلكر ساغليك، إلى سجن بنغازي، حسبما ذكر مسؤولون وأفراد مطلعون لموقع MEE. منذ ذلك الوقت، لم ترد أي أخبار عنهم ولا يعرف أحد عنهم شيئاً.
محاصرة طرابلس
لكن وضع الأتراك في ليبيا أصبح محفوفاً بالمخاطر عندما اجتاحت قوات حفتر أجزاء كبيرة من غرب ليبيا وحاصرت العاصمة طرابلس. وبسبب دعم تركيا القوي لحكومة الوفاق الوطني، أعلن حفتر وقواته أن الأصول التركية في ليبيا أصبحت أهدافاً مشروعة.
يبدو أن غوزيل وكاليك وكيسا وساغليك من ضحايا تلك السياسات، إذ قال ديمير: “لقد قُبض عليهم بسبب غضب حفتر من التدخل العسكري التركي في ليبيا، ونحن نشعر بالقلق عليهم بكل تأكيد”.
لا مفاوضات في ظل غياب قنوات تواصل: في النهاية، كان التدخل التركي في ليبيا حاسماً؛ وأدى نشر تركيا لطائرات بدون طيار وأسلحة إلى انهيار قوات حفتر في شهر يونيو/حزيران الماضي.
ما يزيد الأمر سوءاً علاقات تركيا المنهارة مع داعمي حفتر؛ الإمارات وفرنسا ومصر وروسيا. حيث قال العديد من المسؤولين الأتراك للموقع البريطاني، إن أنقرة تعزوها الأدوات والوسائل لتحرير مواطنيها، وإنها لا تملك أي قناة اتصال مباشرة مع الجيش الوطني الليبي أو أي سلطات أخرى في شرق ليبيا.
إخلاء معتقلين سابقين
قوات حفتر أخلت سبيل اثنين من المواطنين الأتراك المحتجزين لديها من قبل، بعد تدخل من رجال الأعمال الداعمين لحفتر والذين كان الأتراك يعملون لديهم.
وقال يوسف غورون، أحد المحتجزين اللذين أُطلق سراحهما بعد احتجاز دام تسعة أشهر.
بعد عودته إلى تركيا إنه أُلقي القبض عليه مع زميله فاهيت كيراز من مدينة سرت في شهر فبراير/شباط أيضاً.
وأضاف: “نعمل في مطعم كباب تركي. أخذونا إلى نقطة الشرطة في سرت، وتعرضنا للضرب المبرح. كان الاحتجاز قانونياً، وموثقاً بالأوراق. ضربونا بالهراوات، وكان الحاجز اللغوي يزيد الأمور سوءاً”.
وذكر غورون أنهم أخذوه بعد ذلك إلى بنغازي، حيث شارك في مرحلة ما نفس الزنزانة مع غوزيل وزملائه. وقال غورون: “لقد أخذوا غوزيل والثلاثة الآخرين بعد ذلك إلى مكان آخر، لذا لا نعرف مكانهم الآن على وجه الدقة”.
وأضاف أن ظروف الاحتجاز كانت سيئة للغاية؛ كان الوضع غير صحي، والاستحمام شبه مستحيل.
وفي السياق، نقل الموقع البريطاني، عن المتحدث العسكري للجيش الوطني الليبي،
لواء أركان حرب أحمد المسماري قوله: “ليست لدينا أي معلومات عن تلك الشائعات الكاذبة”.
هدوء التوترات تعيد الآمال
هدأت التوترات في ليبيا مؤخراً، مع موافقة الأطراف المتصارعة الشهر الماضي على وقف دائم لإطلاق النار.
ورفع ذلك آمال عائلات المحتجزين الأتراك في ليبيا لإمكانية الإفراج عنهم مع مساعي جميع الجهات في ليبيا للوصول إلى تسوية دائمة.
إلا أن أحد كبار المسؤولين في تركيا أكّد على عدم وجود أي محادثات مع قوات حفتر بشأن الإفراج عن المواطنين الأتراك. يقول ديمير: “لا نعرف ماذا علينا أن نفعل. لا يسعنا إلا الانتظار وليس بأيدينا إلا الدعاء لهم”.
الجدير ذكره، أن ليبيا تعيش حرباً يمولها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وذلك لتمكين الانقلابي خليفة حفتر من الحكم على غرار ما حدث بمصر من انقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي وتعيين عبد الفتاح السيسي بدلاً عنه.
أقرأ أيضا:كان ينفذ أوامره دون تفكير.. “شاهد” رجل حفتر وذراعه اليمنى حضره ملك الموت على الهواء وقبض روحه
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..