لن تنفع معنا أي لغة غير “لغة الاحترام”.. إيران تحدد 3 شروط للتعامل مع بايدن وآسيا قلقة من “الثعلب”

By Published On: 9 نوفمبر، 2020

شارك الموضوع:

أكدت خارجية إيران اليوم، الاثنين، في بيان لها أن طهران “لن تقبل بإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي”، مصرحة بأنّ “من السذاجة الحديث عن التفاوض مرة أخرى بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة”.

 

غير قابل للنقاش مجددا

وتأتي تلك التصريحات بعد انهزام مهندس استراتيجية “الضغط الأقصى” الأميركية ضد إيران، دونالد ترامب، المنسحب من الاتفاق النووي معها، وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، المؤيد لهذا الاتفاق، وسط حديث مستشاري الأخير عن توجهه إلى توسيع الاتفاق النووي بما يشمل قضايا عالقة أخرى.

 

وجاء هذا الموقف على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي، مؤكداً أن “الاتفاق النووي كان نتيجة مفاوضات بين إيران ودول أخرى، وقلنا مراراً إنه حصل في الماضي وغير قابل لإخضاعه للنقاش مجدداً”.

 

وأضاف خطيب زادة أن الإدارة الأميركية “المتنمرة قد خرجت من التزاماتها القطعية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي والقرار الـ2231، وألحقت أضراراً كثيرة وجادة بالشعب الإيراني”، مخاطباً الإدارة الأميركية المقبلة بالقول إن “أي إدارة، إذا ما حاولت تغيير المسار، فعليها النظر إلى الحقائق. أهم التعهدات لبقية الأطراف في الاتفاق كان رفع العقوبات”، التي أعادت واشنطن فرضها.

 

لغة الاحترام وتعديل المسار

وعن مسار العلاقات الإيرانية الأميركية المتأزمة في عهد بايدن، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن إدارة ترامب “سلكت مساراً خاطئاً جداً خلال السنوات الماضية.. لن تنفع مع الشعب الإيراني سوى لغة السلام واحترام عزته”، مشيراً إلى أن “هناك فرصة لتبتعد واشنطن عن المخادعين والمفلسين الذين يقدمون المشورة للإدارة الأميركية”.

 

وحدّد ثلاثة شروط للعلاقات مع واشنطن، إذ قال إن “ثلاثة تغييرات مهمة ما لم تحدث لن يحصل أي شيء: الأول تغيير الفكر والقناعة لدى صنّاع القرار الأميركيين، والثاني تغيير الخطاب واللغة مع الشعب الإيراني، والثالث اتخاذ إجراءات لازمة والعودة عن المسار الخاطئ والتعويض عن السياسات الخاطئة”.

 

وفي معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كان لدى طهران تواصل مع فريق بايدن، قال خطيب زادة إن الإجابة عنه “سالبة، وإننا لسنا على تواصل مع أي أحد خارج المواضيع المرتبطة بالاتفاق النووي، وخصوصاً أن الإدارة الأميركية المقبلة لم تتسلّم السلطة بعد”.

 

الأفعال وليس الكلام

وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده “ستقرّر وفق الظروف الجديدة” بعد تسلّم بايدن السلطة، مشدداً على أن “الأفعال هي المهمة بالنسبة إلينا والكلام والتكهنات غير مهمة”.

 

وأضاف أن “إيران لن تغيّر سياساتها مع رحيل الأشخاص ومجيء الآخرين”.

 

وخاطب خطيب زادة الدول الجارة لإيران، قائلاً إن “رحيل وهم ترامب يجب أن يوصل جيراننا إلى القناعة بأنه لا يمكنهم توفير الأمن من خلال ممارسة العمل اللوبي وشراء الأسلحة”، داعياً إياهم إلى “العقلانية للوصول إلى آلية إقليمية”.

 

آسيا قلقة من “ثعلب” البيت الأبيض الجديد

هذا وفي الوقت الذي تتعامل فيه قارة آسيا مع واقع الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، يتصارع الارتياح والآمال في الانتعاش الاقتصادي والبيئي مع القلق الشديد والمخاوف من التجاهل، من قضايا تتراوح بين الأمن إلى التجارة وتغير المناخ، يمتد وصول الولايات المتحدة القوي إلى كل ركن من أركان منطقة آسيا والمحيط الهادئ تقريباً.

 

وخلال السنوات الأربع الماضية، هز الرئيس دونالد ترامب أسس العلاقات الأميركية هناك، حيث تودد إلى منافسين تقليديين، وهاجم حلفاء بشكل متكرر، والآن بينما يتطلع بايدن لتسوية القضايا الداخلية المضطربة، هناك قلق واسع النطاق من تجاهل ملف آسيا، وترك حلفاء واشنطن هناك دون رعاية.

 

وهذا سيجعل دولاً مثل الصين – ذلك المنافس الهائل للولايات المتحدة على السيادة الإقليمية – تفعل ما يحلو لها.

 

في أعقاب رئاسة ربما تكون الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، هذه نظرة على: كيف سيتعامل البيت الأبيض في عهد بايدن مع واحدة من أهم مناطق العالم وأكثرها تقلباً:

 

الصين

من المرجح أن ينظر بايدن للصين أولاً، حيث أن الدولتان متشابكتان بشكل لا يرحم، اقتصادياً وسياسياً،
حتى في الوقت الذي يزيد فيه الوجود العسكري الأميركي في المحيط الهادئ غضباً من جهود الصين الموسعة لشق طريقها في ما تعتبره “مجال نفوذها الطبيعي”.

 

وفي عهد ترامب، انخرط الخصمان في حرب تجارية وتبادل للتراشق اللفظي، وقد تسعى إدارة بايدن لتهدئة تلك العلاقات المتوترة. وفقاً لألكسندر هوانغ، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة تامكانغ في تايبيه، والمسؤول السابق في جهاز الأمن القومي التايواني.

اقرأ أيضا: الجنود المجهولة واللحظة الحاسمة.. كواليس الأيام الأخيرة داخل حملة بايدن وتفاصيل تُكشف لأول مرة

 

الكوريتان

تحول ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون من التهديدات بالحرب إلى ثلاث قمم غير مسبوقة،
والتي لم تسفر عن أي نتيجة تؤدي لتخلص بيونغ يانغ من صواريخها طويلة المدى ذات الرؤوس النووية المحظورة. ويجب أن يتكيف كيم الآن مع رجل وصفه ذات مرة بالـ”كلب المسعور الذي يجب أن يُضرب حتى الموت”.

 

من جانبه، وصف بايدن كيم بأنه “جزار” و “سفاح”، وقال إن ترامب منح شرعية لديكتاتور
بـ”ثلاث قمم مخصصة للتلفاز” لم تسفر عن أي تقدم في نزع السلاح.

 

أيد بايدن نهجاً أبطأ مبنياً على اجتماعات على مستوى العمل. وقال إنه سيكون على استعداد لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية حتى تتخذ خطوات ملموسة لنزع السلاح النووي.

 

كوريا الشمالية، التي لم تُظهر بعد أي استعداد للتخلص من ترسانتها النووية التي يعتبرها كيم للبقاء على قيد الحياة. تفضل عملية من خلال عقد قمم مشتركة، وتريد الحصول على تنازلات.

 

بالنسبة لكوريا الجنوبية، من المرجح أن يُظهر الرئيس الجديد احتراماً أكبر لحليفته أكثر من ترامب،
الذي قلص بشكل أحادي الجانب المناورات العسكرية المشتركة. وشكا مراراً من استمرار تكلفة الحرب التي يحصل فيها جندي أميركي متمركز في الجنوب للدفاع ضد كوريا الشمالية على 28500 دولار.

 

اليابان

أنهت استقالة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي هذا العام واحدة من علاقات ترامب القليلة والمثمرة مع زعيم أجنبي.

 

وهناك أمل في طوكيو في أن تساعد السياسات البيئية الأكثر تقدمية لبايدن الشركات اليابانية الخضراء،
بالإضافة لاتخاذ موقف متشدد تجاه الصين، التي تتنافس معها اليابان باستمرار، لكنّ هناك قلقاً أيضاً.

 

أستراليا و نيوزيلندا

ربما تحدث مالكولم تورنبول، رئيس الوزراء الأسترالي المحافظ الذي كان في السلطة عند انتخاب ترامب،
نيابة عن كثيرين عندما غرد على تويتر لتهنئة بايدن: “يا له من ارتياح شعرت به بفوزك”.

 

هناك أمل في أن يكون أداء بايدن أفضل من إدارة ترامب، التي منحت مصنعين أستراليين إعفاءات من الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم عام 2018 قبل أن يتغير موقفها بعد عام.

 

بالنسبة لنيوزيلندا، هناك تطلعات لبيع المزيد من الحليب ولحم البقر في ظل إدارة أميركية أكثر انفتاحاً على التجارة الحرة.

 

تأمل نيوزيلندا ودول المحيط الهادئ الأخرى أيضاً أن يساعد بايدن في تخفيف التوترات مع الصين.

 

وجدت نيوزيلندا نفسها عالقة بين القوتين العظميين، معتمدة على الصين باعتبارها أكبر شريك تجاري لها
مع الحفاظ على العلاقات الدفاعية والاستخباراتية التقليدية مع الولايات المتحدة.

 

الهند

لن تتغير مجموعة العلاقات الأمنية والدفاعية المشتركة بين الهند والولايات المتحدة. لكن إدارة بايدن قد تلقي نظرة فاحصة على سجلات حقوق الإنسان والحريات الدينية في الهند، والتي تجاهلها ترامب إلى حد كبير.

 

يتوقع أيضاً أن يكون بايدن أكثر انتقاداً لسياسات رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية الهندوسية. والتي يقول منتقدون إنها تضطهد الأقليات الهندية، وفقاً لمايكل كوجلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون بواشنطن.

 

جنوب شرقي آسيا

تقول بريدجيت ويلش، الأستاذة الفخرية في جامعة أوفيس الماليزية، إن بعض دول المنطقة – مثل ماليزيا – كانت محورية تجاه الصين بسبب الاستثمار الضخم والتركيز على التعافي الاقتصادي.

 

وتضيف: “سوف يستغرق الأمر وقتاً حتى تعيد الولايات المتحدة بناء الثقة. قوة الولايات المتحدة لن تكون أبداً كما كانت”.

 

وقال ريتشارد هيدريان، المحلل السياسي في الفيليبين، إنه من المرجح أيضاً أن يكون بايدن أكثر حذراً في تعاملاته مع القادة الأقوياء مثل رودريغو دوتيرتي في الفيليبين، وبرايوت تشان أو تشا بتايلاند، وهون سين في كمبوديا.

 

وأضاف: “قد يعني توخي مزيد من الحذر درجة من الاستقرار في العلاقات مع الحلفاء والشركاء المخادعين في جنوب شرقي آسيا والمنطقة.

 

سنرى قيادة أميركية، لكن بشكل أكبر بكثير بالاشتراك مع القوى واللاعبين الإقليميين، بمن فيهم اليابان وأستراليا والهند والقوى الأوروبية، ودول جنوب شرقي آسيا”.

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

 

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment