“سأتعامل معهم كدولة منبوذة”.. “سي ان ان” تكشف الخطة السعودية لترويض بايدن وهذا ما أبلغت الرياض به الفلسطينيين
شارك الموضوع:
قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن السعودية كانت تفضل فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، مؤكدةً أن مخاوف الرياض من فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن قد تكون مبرر.
وأوضحت الشبكة، في تحليل للمعلق نيك روبرتسون، أن العلاقات الأمريكية السعودية لن تكون على رأس القائمة من بين القضايا التي تنتظر الرئيس المقبل في السياسة الخارجية، مشيراً إلى أن بايدن سيبدي اهتماما بالصين وإيران وكوريا الشمالية قبل الرياض التي تستضيف اجتماعات قمة العشرين، وستجد طريقها إلى كومة القضايا غير المهمة.
السعودية مستعدة للعمل مع بايدن
وقال روبرتسون إن دبلوماسيا سعوديا بارزا أخبره قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية، أن بلاده مستعدة للعمل مع الفائز؛ ولكنه خرج بانطباع من الحوار مع الدبلوماسي السعودي أن تصريحات لبايدن في أثناء الحملة الانتخابية حول السعودية جعلته غير مفضل لها.
وقال مصدر آخر على معرفة بالنقاش السياسي في المملكة، إن السعوديين وجدوا ترامب جيدا وإن كان من الصعب التكهن به، ويمكن أن يكون حليفا خطيرا، لا سيما بعد الصواريخ التي ضربت المنشآت النفطية السعودية في نهاية أيلول/ سبتمبر 2019، وحدد المحققون الأمريكيون والسعوديون أنها أطلقت “على أكبر احتمال” من إيران.
وأضاف الكاتب: “مع ذلك طلبت السعودية من ترامب عدم زيادة التوتر بالانتقام، لأن هذا قد يؤدي إلى حرب عن طريق الصدفة، فيما يخشى آخرون داخل المملكة من إمكانية ترتيب العلاقة من جديد، والعودة إلى سنوات أوباما الذي كان متساهلا مع إيران، وقد لا يكون موثوقا لحماية أمن السعودية”.
وقال الكاتب: “ربما كانت مخاوف السعودية مبررة. فقد تعهد بايدن بالحوار مع إيران بشأن الاتفاقية النووية التي وقعت عليها عدة دول، وخرج منها ترامب عام 2018.
وفي أثناء نقاش ديمقراطي، هدد بايدن بوقف صفقات الأسلحة إلى السعودية”. وقال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: “سأكون واضحا بأننا لن نبيع أسلحة جديدة لهم. وفي الحقيقة سنجعلهم يدفعون الثمن، ونتعامل معهم كدولة منبوذة كما هم”.
ولكن قد يجد بايدن طريقة للعمل مع السعوديين في جهود السلام بالشرق الأوسط. وهذا هو طموح يسعى إليه كل رئيس أمريكي. وفي العام الماضي خلق ترامب نوعا من الزخم.
وقال الدبلوماسي السعودي إن ترامب “وضع ضغوطا كبيرة” على الرياض للحاق بالإمارات والبحرين في قطار التطبيع مع إسرائيل. مضيفا أن السعودية كانت “الجائزة” التي لم يكن ترامب قادرا على الحصول عليها. وهي إشارة عن تطلع ترامب حتى في الأشهر الأخيرة من رئاسته لإقناع السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
اقرأ أيضا: محام دولي: عقاب ابن سلمان الذي توعد به بايدن قد يصل لحد عزله وتسليمه لأبناء عمومته من آل سعود
وفي الوقت الذي بنى فيه ترامب ومستشاره وصهره جارد كوشنر نوعا من الحركة في المنطقة،
لكنها كانت أقل من توقعاته، وهي تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقام كوشنر بتحقيق صفقات ظهرت وكأنها مقايضة، فالإمارات ستحصل مقابل تطبيعها مع إسرائيل على مقاتلات “أف-35”. أما السودان فسيتم شطب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، رغم نفي الطرفين أن الصفقات كذلك. ولم يوقّع الكونغرس على صفقة الطائرات، ولا يزال السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وفي وقت اللقاء مع الدبلوماسي السعودي، كانت هناك شائعات حول الرياض والتزامها بترامب في حالة احتاجت للمقايضة مع بايدن. ولكن الدبلوماسي نفى هذا، وقال إن السعودية ستتصرف بناء على مصالحها القومية. كما أن المملكة لها دور مهم وعاطفي في موضوع الدولة الفلسطينية، خاصة أن القرارات السعودية “ستدفع بقية الدول الإسلامية لاتباعها”. فالملك سلمان بن عبد العزيز هو خادم الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، مما يعطيه نفوذا دينيا لا ينافسه فيه أحد.
وتعتقد الحكومة السعودية أن ترامب مهم من أجل إقناع 1.8 مليار مسلم بالتطبيع، ولكن قرارا خاطئا منه سيكون كارثيا على المملكة. مما يجعلها عرضة لاتهامات بالتخلي عن الفلسطينيين. وقال الدبلوماسي إن السعودية لن تدعم خطة ترامب بنسبة 90% لكن “الحسابات قد تتغير” عندما يتولى محمد بن سلمان العرش الذي قد يحدث أثناء فترة بايدن.
ولا يزال الموقف السعودي المعلن هو دعم دولة فلسطينية على حدود 1967. ويقول الدبلوماسي إن السعوديين باتوا محبطين من الفلسطينيين بسبب خلافاتهم. حيث حاولت المملكة عام 2007 التوسط فيما بينهم.
وقال الدبلوماسي السعودي إنه أخبر مسؤولا فلسطينيا التقاه قبل فترة، وحذره من أن الوقت يمضي سريعا و”في 10 أعوام من الآن” لن يهتم أحد بالفلسطينيين. وأضاف أنه أخبر المسؤول الفلسطيني بأنه كان عليهم التعاون مع خطة ترامب أو ما أطلق عليها “صفقة القرن” للحصول على شروط مفيدة.
وفي آب/ أغسطس، سمحت السعودية لطائرة تجارية إسرائيلية كانت تقل كوشنر ومسؤولين أمريكيين وإسرائيليين بعبور أجوائها من تل أبيب إلى أبو ظبي. وكانت رسالة واضحة للفلسطينيين أن عقارب الساعة تدق، في وقت قررت البحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن الرسالة الأوضح عن التغير في الموقف السعودي جاءت الشهر الماضي. عندما انتقد الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن، القيادةَ الفلسطينية. ولم يكن ليتحدث بهذه الطريقة بدون موافقة الملك سلمان.
ويؤكد الكاتب: “كانت الرسالة واضحة: المملكة متعبة من انتظار الفلسطينيين لعملية السلام وهي تحضر للتقدم أماما. أما الرسالة الموجهة للعواصم الأجنبية، خاصة واشنطن تحديدا فهي واضحة أيضا: حان الوقت لعقد الصفقة”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..