تعيين صهر أردوغان مستشاراً بقصر أمير قطر براتب خيالي.. هؤلاء وراء هذه الإشاعة والسعودية والإمارات عليها الترويج
طارت كتائب الذباب الإلكتروني في السعودية والإمارات بمزاعم روجت لها صحيفة تركية معارضة، ادعت تعيين صهر الرئيس التركي بيرات البيراق، وزير الخزانة والمالية السابق، في منصب رفيع بقصر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكان موقع “تركيا الآن” التركي المعارض، نسب لأعضاء في المعارضة التركية زعمهم أن بيرات البيراق عُين مستشارًا اقتصاديًا لأمير قطر؛ ابتداءً من يناير 2021، وبراتب شهري 200 ألف دولار.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء المعارضة: “سيبدأ بيرات البيرق الذي قدم استقالته مهامه كمستشار لأمير قطر، مكلَّفًا بالعلاقات الاقتصادية للدوحة مطلع العام المقبل، لم تكن الخزانة التركية كافية له”.
وكان “البيرق” استقال من منصبه كوزير للخزانة والمالية في أعقاب قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفاجئ بإقالة محافظ البنك المركزي، بسبب انهيار الليرة التركية.
اقرأ أيضا: أردوغان يبعث برسالة إلى الرئيس المجنون ترامب هذه تفاصيلها.. شكر بايدن كذلك وهذا ما قاله
ونفت حسابات تركية مقربة من حزب “العدالة والتنمية” صحة الأنباء المتداولة عن تعيين صهر “أردوغان” في منصب مستشار أمير قطر الاقتصادي، مؤكدين أنها شائعات “مغرضة” حسب وصفهم.
ولم تتواني حسابات الذباب الإلكتروني في السعودية والإمارات في الترويج لهذه الشائعة وكذلك بثتها وسائل إعلام محسوبة على أنظمة الرياض وأبوظبي، بتوجيهات مباشرة من رؤوس الحكم.
والأسبوع الماضي وفي خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات واسعة داخل الأوساط الاقتصادية، أعلن وزير الخزانة والمالية التركي، براءات ألبيرق، استقالته من منصبه، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، إثر ذلك وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرسوم تعيين الوزير السابق لطفي ألوان ليكون وزيرا للخزانة والمالية خلفا لبراءت ألبيرق.
وجاء في المرسوم الرئاسي المنشور في الجريدة الرسمية، منتصف ليل الثلاثاء، الماضي أنه تم تعيين لطفي ألوان في منصب وزير الخزانة والمالية بعد طلب الوزير السابق ألبيرق الاستقالة والموافقة عليها.
والاثنين، الماضي أعلنت الرئاسة التركية، أنها وافقت على طلب إعفاء من المنصب تقدم به الوزير ألبيرق لأسباب صحية، وفق ما أوردت وكالة الأناضول.
وخلال السنوات الماضية، شغل لطفي ألوان (مواليد 1962) عديدا من المناصب الرفيعة في حكومات سابقة، من بينها وزارة التنمية، ووزارة المواصلات والملاحة البحرية، كما شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو.
اللافت أن إعلان استقالة ألبيرق -وهو صهر أردوغان- أتى بالتزامن مع قرار جمهوري صدر السبت بإقالة محافظ البنك المركزي مراد أويصال من منصبه، وتعيين وزير المالية الأسبق ناجي آغبال خلفا له، وسط تساؤلات عن تداعيات ذلك وانعكاساته على الاقتصاد التركي، خاصة سعر صرف الليرة الذي يشهد انخفاضا قياسيا متواصلا منذ نحو أسبوعين.
وفي آخر التصريحات التي أدلى بها وزير المالية التركي، أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، يوم السبت، أكد أن الحكومة ليست قلقة على انخفاض سعر الليرة، وليست مهتمة بارتفاع قيمة الدولار، قائلا سنجعله ينخفض إذا أردنا ذلك، وفقا لوسائل إعلام تركية.
وتزامنت فترة أداء ألبيرق مهام وزير المالية والخزانة مع أزمة اقتصادية حادة عصفت بتركيا، التي شهدت هبوط عملتها الوطنية حوالي 4 مرات مقابل الدولار الأميركي.
وألبيرق متزوج من إسراء، الابنة الكبرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان وزيرا للمالية منذ 2018، وشغل سابقا منصب وزير الطاقة بين عامي 2015 و2018.
استقالة غير متوقعة
وذكر مراقبون أن استقالة وزير المالية لم تكن متوقعة، وتعكس خلافات بينه وبين الرئيس أردوغان في إدارة الملف المالي بعد يومين من إقالة حاكم البنك المركزي التركي، مرجحين أن يكون قد أجبر على الاستقالة، وهذا ما يفسر لغة الخطاب المستخدمة في رسالة استقالته وعدم توجيه شكر لرئيس الجمهورية كما جرت العادة.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” أن مساعدي ألبيرق تفاجؤوا من الاستقالة، وإغلاق الأخير لهاتفه. في حين أكدت “ميديل إيست آي” نقلا عن مصادر من داخل الحكومة أن سبب الاستقالة مرتبط بتعيين رئيس البنك المركزي الجديد، الذي يُعارض سياسات ألبيرق المالية.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..