استنكر الأكاديمي العماني البارز والعميد السابق بجامعة السلطان قابوس الدكتور حيدر اللواتي، سياسات دول الجوار المتناقضة التي تزعم أن التحالف مع تركيا وإيران يشتت الموقف العربي.
ودون ذكر اسم السعودية والإمارات وجه حيدر اللواتي للقائمين على الأمر هناك أسئلة محرجة.
وقال في تغريدته التي رصدتها (وطن) على حسابه الرسمي بتويتر:”يقولون إن التعاون مع تركيا وايران هو ضد العرب ويشتت الموقف العربي، طيب والتورط في تدمير اليمن والعراق وسوريا وليبيا؟”
يقولون ان التعاون مع تركيا وايران هو ضد العرب ويشتت الموقف العربي، طيب والتورط في تدمير اليمن والعراق وسوريا وليبيا؟ ومحاولات زعزعة استقرار دول عربية أخرى؟ والتطبيع والتحالف مع الصهاينة؟ هل هذا يجمع الموقف العربي؟
— د. حيدر بن علي اللواتي (@DrAl_Lawati) November 24, 2020
وتابع أسئلته التي لن يجيبه أحد عليها في هذه الدول بالطبع:”ومحاولات زعزعة استقرار دول عربية أخرى؟ والتطبيع والتحالف مع الصهاينة؟ هل هذا يجمع الموقف العربي؟”
ويشار إلى أن بعض الحاكمين في المملكة العربية السعودية باتوا يتباهون بالعلاقات الاستثنائية مع النظام الإماراتي الذي جردهم من قرارهم المستقل وهو يجر المملكة من أزمة إلى مستنقع ومن ورطة إلى أخرى، إلى درجة أن الأمن القومي السعودي بات يتعرض للخطر الشديد بسبب الانجرار وراء أبوظبي، التي ورطت السعودية في حروب أنهكتها ومشاريع فاشلة وانتهاك للقوانين الدولية، وأضعفت نفوذها لصالح دول إقليمية أخرى بالمنطقة.
وبسبب الانقياد والخضوع السعودي للأجندة الإماراتية تضاءل دور المملكة ونفوذها وغرقت في دوامة من الأزمات التي باتت تحيط بها من كل جانب، بعد أن أصبحت مجرد أداة في يد أبوظبي.
ولم يكن غريبا أن يأتي التقرير الذي بثته شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية في يوليو الماضي، عن قيام الإمارات بعرقلة اتفاق خليجي بوساطة امريكية لحل الازمة الخليجية مع قطر، أنه أشار الى أن الإمارات التي غيرت موقفها في اللحظة الأخيرة، هي من طلبت من السعودية أن ترفض المقترح الذي تقدمت به الولايات المتحدة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعرقل فيها الامارات جهود حل الازمة الخليجية، من خلال التأثير على السعودية، فقد تكرر ذلك عدة مرات آخرها في يناير الماضي، حين أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال مشاركته في منتدى ميونيخ للأمن أن جهود حل الأزمة مع السعودية والإمارات لم تنجح، وأنها علقت مطلع يناير الماضي.
وفي مقال سابق نشره الكاتب ديفد هيرست في موقع “ذي ميدل إيست آي” البريطاني يرى فيه أن ثمة سابقة لمثل هذه المواقف، مذكرا بأن ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد أقنع محمد بن سلمان بوقف التواصل مع قطر، بعد أن مهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر 2017 لذلك . وتساءل هيرست عن دواعي محاولات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لإفشال اتفاق السعودية مع قطر.
ويقول إن محمد بن زايد يحتاج إلى صراع حتى يبقى يتمتع بنفوذ، وإنه من دون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيصبح قوة ضعيفة.
لكن السؤال الذي يبقى شاخصا هو كيف تراجع نفوذ المملكة العربية السعودية الى الدرجة التي يصبح فيها قرارها مرتهنا لإرادة الامارات.
يمكن القول إن هذا الانحراف في مسار المملكة بدأ منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، حيث لم تعد السياسة الخارجية للمملكة سوى صدى لرغبات الإمارات، وتحولت السعودية من دولة قائدة إلى دولة تابعة.
وقالت صحيفة “لوموند” إن ولي عهد أبوظبي هو بمثابة المرشد والأخ الأكبر لمحمد بن سلمان.
ويرى ديفيد هيرست أن محمد بن سلمان لا يزال خاضعا لولي عهد الإمارات الذي اعتبره العقل المدبر الذي يقف خلف سياسات ولي العهد السعودي.
وتم تداول تقارير إعلامية عديدة عما يدور عن تبعية محمد بن سلمان لمحمد بن زايد ودور الثاني في إقناع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بدعم ولي العهد لإيصاله إلى العرش.
ومع طبيعة هذه العلاقة التي تربط بين النظامين في الإمارات والسعودية، إلاّ أن العلاقة موجهة ومسخرة بالكامل لتحقيق مصالح وأجندة أبوظبي في المنطقة.
وبينما تتحمل الدولة السعودية العبء الأكبر كانت الامارات تجني كل الثمار وتترك المملكة غارقة تتخبط بحثا عن طريق لمراجعة القرارات التي ورطتها فيها أبوظبي، والتي تتخفى في ظل الرياض لتتلقى الأخيرة اللوم والانتقادات إنابة عنها.
اقرأ أيضا: مسؤول إماراتي “وقع في زلة لسان” وكشف كيف استعانت الإمارات بإسرائيل للتجسس على قطر والسعودية!
خيانة في اليمن
وبينما كانت المملكة تغرق في مستنقع اليمن، لم تتأخر ابوظبي في تنفيذ اجنداتها في السيطرة على الموانئ والنفط والجزر الاستراتيجية، تاركة المملكة تتخبط بلا هدى، وهي عاجزة عن الخروج أو تنفيذ أي من الاهداف التي رسمتها، بل اصبح الخطر الذي يهدد امنها القومي أكبر مما كان حين انطلقت الحرب.
وفي المقابل، بات التأثير والنفوذ الإماراتي في اليمن، جنوباً وشمالاً، سيد الموقف، وهو النفوذ الذي تديره أبوظبي، بالتوافق والاتفاق التام مع نفوذ بعض الدول في المنطقة، حتى اصبحت الإمارات هي صاحبة القول الفصل فيما يتعلق بما يسمى المجلس الانتقالي جنوباً، وكل المليشيات التابعة لها هناك، وما تسمى المقاومة الوطنية والقوات المشتركة في الساحل الغربي، رغماً من إعلانها مراتٍ انسحابها من المشهد اليمني كلياً، فيما لا تزال صاحبة القول الفصل هناك، أمام تراجع الدور والنفوذ السعودي وتلاشيهما.
طعنة في الظهر
وبينما كان العداء يشتد بين المملكة العربية السعودية وبعض الدول في المنطقة بتحريض من الامارات، وفي خضم التوتر المتصاعد، ظلت ابوظبي تحتفظ بعلاقات قوية مع تلك الدول المناهضة للرياض رغم أنها تحاول الظهور باعتبارها جزءا من التحالف الذي يضم المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
وعندما اشتعلت حرب استهداف ناقلات النفط في الخليج، العام الماضي، وبدأت بتعرض ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي لعمليات تخريبية، كانت ردة الفعل الإماراتية على عكس المتوقع وتجنبت اتهام أية دولة.
بل إن أبوظبي وبالتزامن مع ارتفاع معدلات التوتر في الخليج العربي إلى حد غير مسبوق أعلنت عن سحب قسم كبير من قواتها من اليمن، وبعدها بفترة وجيزة، تابع المراقبون إعلان الحوثيين، عن توقفهم عن ضرب الأهداف الإماراتية، واكتفائهم بضرب الأهداف السعودية فحسب.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..