خرج رئيس الإمارات المغيب خليفة بن زايد في ظهور نادر وأطلق تصريحات مفاجئة عن قرار التطبيع مع الكيان المحتل، وذلك بعد أكثر من شهرين على الخطوة التي اتخذها وأعلنها الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي.
ووفقا لوسائل إعلام إماراتية فقد قال الشيخ خليفة بن زايد، إن اتفاق السلام مع إسرائيل يدعم طموحات شعوب المنطقة لتحقيق الرخاء والتقدم.
وجاءت تصريحات خليفة خلال كلمة بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي لبلاده.
وأكد الرئيس الإماراتي الغائب عن الحكم منذ 6 سنوات، أن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة جعلت أمنها واستقرارها جزءاً من الأمن والاستقرار الدوليين.
وتابع أنه كان على بلاده أن تكيف دائما سياستها مع ما يدعم مرتكزات أمن واستقرار الإمارات والمنطقة، على قاعدة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، والتعايش السلمي وحل الخلافات بالحوار.
وتابع خليفة بن زايد:”في هذا السياق جاء الاتفاق الإبراهيمي رافدا من روافد السلام يدعم طموحات شعوب المنطقة لتحقيق الرخاء والتقدم.”
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، ظهر اليوم الخميس، عن الرئيس الإماراتي أن أداء بلاده في مواجهة جائحة كورونا كان نموذجيا وفي مستوى تقدمها، ومكانتها، وقدرتها على الإنجاز.
اقرأ أيضا: الشيطان ابن زايد.. الإمارات تمنع 13 جنسية عربية وإسلامية من دخول أراضيها وتكفتي بالإسرائيليين
وأشار إلى تقديم الإمارات مساعدات طبية وإغاثية لأكثر من مائة دولة في العالم، فضلا عن مسيرة بلاده قدما في برنامج الطاقة النووية السلمية، والبدء بتشغيل مفاعلات محطة براكة، والبرنامج الفضائي بإطلاق “مسبار الأمل ” نحو المريخ.
وكانت الإمارات والبحرين قد وقعتا اتفاق السلام المزعوم مع إسرائيل في الخامس عشر من سبتمبر الماضي، برعاية أمريكية في خطوة اعتبرتها القيادة الفلسطينية خيانة وطعنة في الظهر.
ويشار إلى أنه ولا وجود لخليفة بن زايد في المشهد الإماراتي، إلا في مناسبات ظهور متقطعة ببعض الصور وإصدار المراسيم الرسمية التي تتم بأوامر من محمد بن زايد الحاكم الفعلي للدولة.
ويتبنى محمد بن زايد استراتيجية حكم الإمارات بشكل غير مباشر ومن وراء اسم أخيه غير الشقيق الذي يبقي منذ سنوات واجهة صورية للنظام الحاكم.
وفي نوفمبر من العام الماضي، أعاد المجلس الأعلى للاتحاد الإماراتي، انتخاب خليفة رئيسا لدولة الإمارات لولاية رابعة، ويتولى خليفة منصب رئيس الدولة الإمارتية منذ 15 عاما، حيث انتخب لأول مرة من قبل المجلس الأعلى للاتحاد، يوم 3 نوفمبر 2004، وذلك في أعقاب وفاة والده مؤسس الإمارات زايد آل نهيان.
ويعزز محمد بن زايد قبضته على الحكم من بوابة إعلان التمديد لشقيقه الأكبر خليفة لولاية رابعة رغم أن الأخير عمليا مجاز مريضا منذ سنوات طويلة ولا يظهر إلا في حالات نادرة للغاية.
ويستخدم محمد بن زايد شقيقه المريض كواجهة دعائية وللإعلانات الرسمية في المناسبات فقط بينما يعد هو الحاكم الفعلي لدولة الإمارات ويعزز قبضته على الحكم منذ سنوات بزيادة نفوذ المقربين منه.
ويجمع محمد بن زايد عدة مناصب ويتحكم بالمجالين السياسي والعسكري، ويركز السلطة في خمسة مقربين منه هم: عبد الله بن زايد وزير الخارجية، وطحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الحالي، ومنصور بن زايد حامل المحفظة المالية للأسرة إضافة إلى سيف بن زايد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
وقدر صافي ثروة عائله آل نهيان في الإمارات بحوالي 150 مليار دولار. كما أن محمد بن زايد يتحكم بهيئة أبوظبي للاستثمار، ثاني أكبر صندوق ثروة في العالم، التي تملك أصولا تقدر بحوالي 773 مليار دولار، كما أنه يتحكم في نسبة 6% من البترول في العالم.
ومكانة الإمارات في مؤشر الديمقراطية الدولي تكشف حقيقتها كدولة استبدادية، إذ تحتل المرتبة 147 من أصل 167 دولة ضمن قوائم الدول الاستبدادية.
يأتي ذلك بسبب ممارسات الإمارات القمع والتعسف وانتهاك حقوق الإنسان ومواثيقها الدولية، وقد حصلت الدولة ضمن معيار “العملية الانتخابية والتعددية” على صفر من 10، وفي المشاركة السياسية على 2.2 والحريات المدينة على 2.65 من 10.
وتحرم الإمارات مواطنيها من المشاركة بصنع القرار السياسي والإداري والخدماتي، وتحظر أي انتقادات علنية وتعاقب المعارضين بالسجن والإخفاء القسري.
كما أنها تعتقل العشرات من أعضاء جمعية “دعوة الإصلاح” لمطالبتهم بالديمقراطية، إضافة إلى عشرات الناشطين الحقوقيين والمدونين وتصف الأمم المتحدة دولة الإمارات بأنها تنتهج الاعتقال التعسفي بحق أي معارض.
علما أن الإمارات تحتل المرتبة 128 من أصل 180 في تصنيف مراسلون بلا حدود الدولية بما يعكس سوء واقع حرية الصحافة فيها.
ومنذ وصول محمد بن زايد إلى السلطة أصبح الرجل يمتلك ثقة الولايات المتحدة الأمريكية ولديه علاقات وثيقة مع روسيا وإسرائيل ويصفونه بالحليف المقرب.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..