أثار رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، جدلا واسعا بتصريحات حديثة له تحدث فيها عن احتمالية مواجهة عسكرية مع تركيا في ليبيا.
رئيس النظام المصري الذي حول الجيش لجهة منتفعة ودمر النظام العسكري عبر استغلال طاقاته في منافسة المنتجين المصريين للسلع الغذائية بدلا من حماية الحدود وهي وظيفته الأصلية، قال إن “مصر تعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يظل الطريق الوحيد الممكن لتسوية الأزمة في ليبيا”.
وردا على سؤال حول احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا في ليبيا، قال السيسي في حديثه لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية: “مصر لن تكون أبدا الطرف البادئ بالاعتداء لكن في المقابل، فإن قواتنا المسلحة دائما مستعدة للدفاع عن وطنها وضمان أمنها القومي في مواجهة أي شكل من أشكال التهديدات”.
وتابع: “مصر تعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يظل الطريق الوحيد الممكن لتسوية هذه الأزمة وضمان استقرار هذا البلد الشقيق، الذي يشترك مع مصر في حدود يصل طولها إلى 1200 كم، ومن الحتمي إنهاء التدخلات الأجنبية التي تهدد استقرار هذا البلد، نتيجة نقل المرتزقة والسلاح الموجه للميليشيات المتطرفة”.
وأشار السيسي إلى أن “سياسة مصر هي إقامة علاقات ممتازة مع جيرانها، مع تغليب الحوار دائما، ويتعين على تركيا مثلها مثل دول المنطقة الأخرى، أن تحرص على احترام قواعد القانون الدولي وقانون البحار، وألا تقوم بأي عمل من طرف واحد دون تشاور أو على حساب أمن وسلم المنطقة”، حسب زعمه.
ويشار إلى أن السيسي، هدد أكثر من مرة بالتدخل لحماية وإنقاذ اللواء خليفة حفتر، المنقلب على حكومة الوفاق الوطني الشرعية في ليبيا قائلا: بأن “سرت والجفرة خط أحمر”.
السيسي الذي تمر بلاده بأكبر تهديد على مر تاريخها الحديث والقديم وهو سد النهضة الإثيوبي الذي سيؤثر على حصة مصر من المياه ويهدد بتعطيش سكانها، استدعى بعض شيوخ القبائل الداعمة لحفتر والتقى بهم في القاهرة يوم 17 يوليو 2020، وهو ما اعتبره البعض طلب تفويض منهم بدخول الحرب في ليبيا.
وفي 19 يوليو 2020، اجتمع مجلس الدفاع الوطني برئاسة السيسي، مؤكدا أن الأمن الليبي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وبعدها بيوم واحد اجتمع مجلس النواب (البرلمان) المصري وفوض السيسي في إرسال قوات خارج الحدود في الاتجاه الإستراتيجي الغربي (ليبيا).
في المقابل تقف تركيا هناك على أرض صلبة، كون تدخلها جاء بعد اتفاقية عسكرية وقعتها مع حكومة الوفاق الشرعية برئاسة فائز السراج المعترف بها دوليا، وكذلك بتنسيق أميركي متواصل، ودعم برلمان بلادها، وتأييد شبه دولي.
اقرأ أيضا: كاتب فلسطيني يكشف لماذا يُعد السيسي “الدكتاتور المفضل” لدى كل زعماء أوروبا وليس عند ترامب فقط؟
ويبدو أن مصر منشغلة الآن بحرب مياه مقبلة مع إثيوبيا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبدو أنه أحال ملف السد إلى القوات المسلحة لأن الحل السياسي وصل لطريق مسدود، وليس سهلا أن تقاتل مصر على جبهتين، إضافة إلى أن دول الخليجة الداعمة لمصر (السعودية والإمارات) غير قادرة على تمويل مصر في هذه الأوقات لعدة أسباب.
وعلى الرغم أن احتمالية المواجهة بين الجيشين ضعيفة، فإن خبراء عسكريين يرجحون أن تكون الحرب من خلال الضربات الجوية ليلا، واشتباك مسلح مفاجئ، خاصة أن جيشي البلدين لا يستطيعان القتال خارج حدودهما، لكن إذا أغرق المصريون قطعة بحرية واحدة لتركيا ستندلع حرب شاملة مفاجئة، وستمتد تلك المواجهة لسنوات وليس لشهور، لأنها ستأخذ فعلا وردة فعل، بحسب خبراء.
حجم القوة العسكرية التركية
هناك عدد من الإمكانيات العسكرية المتقدمة التي تميز الجيش التركي، وهي أن لديه ميزانية عسكرية أعلى من مصر، حيث خصصت تركيا 19 مليار دولار للإنفاق العسكري في آخر ميزانية لها مقابل 11 مليار دولار خصصتها مصر، إضافة إلى أن الجيش التركي يأتي في التصنيف بالمركز الـ11 بين دول العالم.
خلال عام 2020 بلغت ميزانية الجيش التركي حوالي 1.2 تريليون ليرة ( 200 مليار دولار). يوجد لدى الجيش التركي 355 ألف جندي بالخدمة العسكرية مقابل 380 ألف جندي الاحتياط.
ويوجد لدى تركيا القدرة على تشغيل أسطول من السفن الحربية المجهزة بصواريخ مضادة للسفن، والغواصات، بالإضافة إلى أسطول جوي، والذي يستطيع تقديم الدعم الجوي للقوات، إضافة إلى أن تركيا تعتمد بشكل كبير على قدرات الدعم الهجومي الهائلة للقوات البرية.
أيضا تعد تركيا ثاني أكبر قوى في تحالف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والمعايير اللوجستية للناتو رفيعة المستوى، ومصر تعرف ذلك.
يوجد لدى سلاح الجو التركي 1055 قطعة جوية، منها 497 مروحية وهي طائرات هجومية، وهو يعد أسطول هائل من المروحيات ويميزها عن مصر في هذا السلاح، و207 طائرات مقاتلة، إضافة إلى أن تركيا تتفوق في سلاح الطائرات المسيرة والمعروفة باسم “بيرقدار”، كما تتوفر لديها منظومة الدفاع الجوية الروسية S-400.
وتمتلك تركيا 194 قطعة بحرية، ويعطي سلاح الغواصات تفوقا للبحرية التركية، حيث يتوفر لديها 12 غواصة، وكذلك تتميز بعدد الفرقاطات إذ يوجد لديها 16 فرقاطة، و11 سفينة مضادة للألغام، و10 طرادات.
وتمتلك تركيا 3200 دبابة و9500 عربة مدرعة، و 1278 وحدة مدفعية، و1230 وحدة مدفعية ميدانية.
القطع العسكرية التركية تعتمد بشكل كبير على القدرات البرية، مستخدمة في ذلك دبابات قديمة تم تحديثها، وعربات مصفحة بجانب مدافع الهاوتزرز من طراز فرتينا 155/52، وصواريخ مضادة للدبابات.
حجم القوة العسكرية المصرية
وأما مصر فقد قامت بشكل جوهري بتحسين قدراتها الجوية والبحرية، بـ”جهود تحديث سريعة وهجومية” خلال الأعوام السابقة عن طريق صفقات السلاح مع كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وروسيا.
ويوجد لدى الجيش المصري 440 ألف جندي، كما تتألف قوات الاحتياط في الجيش من 450 ألف جندي، كذلك، يمتلك سلاح الجوي المصري 1054 قطعة عسكرية، منها 215 طائرة مقاتلة، ويوجد لدى مصر 316 قطعة بحرية، وتمتلك حاملتي طائرات مروحية، و8 غواصات، و7 فرقاطات، و7 طرادات، 31 سفينة مضادة للألغام، ولدى مصر سفينتان للهجوم البرمائي من طراز ميسترال، اشترتهما القاهرة من فرنسا.
مصر لديها مجموعة صواريخ الدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة S-300 الروسية وصواريخ الباتريوت، ولديها شبكة دفاع جوية، كما تمتلك مصر”” 4295 دبابة قتالية، الجيش المصري أيضا لديه عدد أكبر من العربات المدرعة بنحو 11700، أما الوحدات المدفعية ذاتية الدفع فيملك الجيش المصري 1139، ولدى مصر من قوات المدفعية الميدانية نحو 2189.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..