فاجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم وأعداء تركيا، بوصوله إلى العاصمة الأذربيجانية “باكو”، وذلك في أول زيارة رسمية له منذ انتهاء حربها مع أرمينيا، وذلك من أجل المشاركة في احتفال عسكري أذري بالنصر الذي حقق في “قره باغ”.
ومن المقرر، أن تقيم القوات المسلحة الأذرية، في العاصمة باكو، اليوم الخميس، احتفالاً عسكرياً بمناسبة تحرير إقليم قره باغ من الاحتلال الأرمني، وذلك بعد إعلانها الشهر الماضي النصر هناك، واتفاقاً مع الجانب الأرمني لوقف إطلاق النار برعاية روسية.
https://twitter.com/TRTArabi/status/1336945435135664128
ووصلت طائرة الرئيس التركي إلى “مطار حيدر علييف”، وكان في استقباله نائب رئيس الوزراء الأذري يعقوب أيوب، ونائب وزير الخارجية رامز حسنوف، وسفير أنقرة في باكو، يرافقه عقيلته أمينة أردوغان، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ومتحدث حزب العدالة والتنمية عمر جليك، ومتحدث الرئاسة إبراهيم كالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون.
وتنظم أذربيجان عرضاً عسكرياً كبيراً في ساحة “آزادلقْ (الحرية)”، حيث سيجري بمشاركة القوات البرية والجوية والبحرية، وجار التحضير لتنظيمه.
ووفق وزارة الدفاع الأذرية، فإن “3 آلاف جندي من أبطال حرب تحرير قره باغ سيشاركون في العرض العسكري الذي سيتضمن أسلحة ومعدات حديثة يستخدمها الجيش حاليا”.
وأكّدت أن العرض يشهد أيضا مشاركة المدرعات والأسلحة الأخرى التي سيطر عليها الجيش الأذري من القوات الأرمنية المحتلة في معارك “قره باغ”.
ومنذ عام 1992، كانت أرمينيا تحتل نحو 20 في المئة من أراضي أذربيجان، التي تضم إقليم “قره باغ” (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غرب البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام” و”فضولي”، إلا أنها تمكنت مؤخرا من استعادة الكثير منها.
اقرأ أيضا: جنرال الإمارات خليفة حفتر يلعب بالنار ويتحدى أردوغان.. احتجز 9 أتراك وأصدر هذا البيان
في المقابل، نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة الأرمينية السبت، لتجديد الدعوات المطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، على خلفية اتفاقية سلام مثيرة للجدل مع أذربيجان.
وكان باشينيان قد أعلن في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر عن اتفاقية بوساطة روسية وضعت حدا لمواجهات استمرت ستة أسابيع حول منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، ما أوقع آلاف القتلى.
وبموجب الاتفاقية وافقت أرمينيا على التخلي عن ثلاث مناطق لباكو إضافة إلى أربع مناطق أخرى استعادت القوات الأذربيجانية السيطرة عليها خلال المعارك.
وأثار القرار غضبا في أرمينيا حيث قام متظاهرون باقتحام ونهب مبان حكومية، ويواصلون بشكل يومي تقريبا التظاهر في يريفان للمطالبة باستقالة باشينيان، فيما تمكن رئيس الوزراء حتى الآن من الصمود بوجه العاصفة، إلا أن تظاهرة السبت كانت الأكبر على الإطلاق مع احتشاد نحو 10 آلاف في ساحة الحرية بوسط يريفان، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في المكان.
وهتف المتظاهرون “نيكول الخائن” و”أرمينيا من دون نيكول” ولوحوا بأعلام أرمينيا وقره باغ، حيث أن باشينيان الذي كانت زوجته وابنه قرب الجبهة خلال المواجهات، قال إن اتفاق سلام هو الخيار الوحيد لأرمينيا، وبأنه يضمن بقاء قره باغ.
والأربعاء الماضي، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”شجاعة” باشينيان في الموافقة على اتفاقية السلام، معتبرا القرار “ضروريا” ولكنه “مؤلم”.
وقالت السلطات الأرمينية الشهر الماضي إنها أحبطت مخططا لاغتيال رئيس الوزراء.
وقال باشينيان إنه لا يعتزم الاستقالة، وأعلن في كلمة متلفزة السبت، أن أولوية حكومته هي إعادة سجناء الحرب الأرمينيين وجثث قتلى المعارك.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..