اختطفوه وعذبوه وحاولوا إجباره على تصوير فيديو ضدّ اردوغان .. تفاصيل صادمة عن رجل أعمال تركي معتقل في الإمارات

قالت أمينة أوزتورك، زوجة رجل الأعمال التركي محمد علي أوزتورك، الذي احتُجز في الإمارات خلال مشاركته في معرض للمواد الغذائية في فبراير/ شباط 2018 وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا، إنها عاشت تجربة مريرة في الإمارات.

وأضافت أوزتورك، أنها كانت برفقة زوجها محمد علي أوزتورك في رحلتة إلى دبي، في فبراير/ شباط 2018، للمشاركة في معرض غولفود للمواد الغذائية في دبي، حيث جرى احتجاز زوجها.

وذكرت أمينة أوزتورك لوكالة “الأناضول”، أن مجموعة من الأشخاص الذين يرتدون ملابس مدنية، قاموا بتقييد يديها ويدي زوجها محمد علي، قبل اقتيادهما إلى مكان لا يعرفانه، حيث بقي زوجها محتجزًا وجرى إطلاق سراحها وإرسالها إلى تركيا.

وأشارت أمينة أوزتورك، أنها كانت ترافق زوجها خلال رحلاته للمشاركة في العديد من المعارض التجارية حول العالم، وأن زوجها محمد علي أوزتورك دأب على المشاركة في معرض غولفود في دبي كل عام كونه يحظى بدعم من وزارة الاقتصاد في الجمهورية التركية وأنها وزوجها شاركا في المعرض المذكور أيضًا كمندوبين من تركيا في فبراير/ شباط 2018.

وتابعت: بينما كنا نتناول الإفطار في الفندق، أحاط بنا في اليوم الثالث من المعرض 5-6 أشخاص. نادوا زوجي. فرد عليهم “تفضلوا”. لم يكن زوجي يتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة. على الفور أخذوا هاتف زوجي من على الطاولة. فبادرت بالسؤال: “من أنتم، وكيف تأخذون هاتف زوجي بدون إذن؟”. فطلبوا مني الصمت وعدم توجيه الأسئلة وأخذوا هاتفي أيضًا. قبل أن يصعدوا معي ومع زوجي إلى غرفتنا في الفندق.

وأوضحت أمينة أوزتورك، أن باب غرفتها في الفندق كان مفتوحًا وكان هناك أشخاص داخلها، حيث جرى تفتيش الغرفة دون أخذ إذنيهما، ما شكل لديها صدمة.

وقالت: طلبوا منا أن نحزم الحقائب فورًا. سألتهم من أنتم؟. فطلبوا مني عدم طرح أسئلة. نزلنا إلى بهو الفندق. أحاط بنا بضعة أشخاص من مجموعة أخرى. كانوا يرتدون ملابس مدنية. كانوا أغلقوا فم زوجي. عندما رأيت تطورات ما يجري، طلبت من أحد الأصدقاء الأتراك، والذي قابلتهم في البهو، إبلاغ السفارة والقنصلية التركية بما جرى. فقامت المجموعة على أثر ذلك بإغلاق فمي أيضًا. ذهبنا خارج الفندق. كانت هناك عربات مدرعة. قيدوا أيدينا بالأصفاد أمام السيارة ووضعوا أكياسًا على رؤوسنا. ألقوا بنا في السيارة وبدأوا بالابتعاد عن الفندق.

وأشارت أوزتورك أنها واصلت طرح الأسئلة على الأشخاص الذين رافقوها وزوجها في السيارة حول الجهة التي يتبعون إليها.

وقالت: لو أنهم قالوا إنهم رجال شرطة، لكنت سأشعر على الأقل بالارتياح لأننا بيد قوات أمن. لم يصرحوا لنا بأي شيء حول الجهة التي يتبعون لها. كنت قلقة للغاية. طلبت منهم فتح عيناي ففتحوها لبرهة. عندما فتحت عيناي وجدت أننا وسط صحراء شاسعة. قلت لنفسي لعل هؤلاء عصابة مافيا تعتزم قتلنا. لدي ابنة صغيرة خطرت في تلك الأثناء ببالي. قلت لهم “أنا لدي ابنة صغيرة، هي بحاجة إلي”. اتركونا وشأننا. فقالوا لي “لا تجزعي. لن يحدث شيء مهم”. أغمضوا عيناي مرة أخرى. سارت السيارة لبعض الوقت. بعد أن نزلنا من السيارة، لم أسر إلا حوالي 10 خطوات. طلبوا مني الجلوس. جلست وفتحوا عيناي.

وتابعت: وجدت نفسي بعد ذلك في غرفة فارغة. لا شيء حولنا. التقطوا صورًا لي ولزوجي وأخذوا جوازات سفرنا. انتظرنا هناك، ثم فصلوني وزوجي ووضعونا في زنازين منفصلة. كانوا يعصبون أعيننا حتى عندما يجري نقلنا من زنزانة إلى أخرى. تابعت الوقت والساعات من خلال الاستماع إلى صوت الأذان. في الصباح طلبوا مني أن أكون جاهزة في غضون نحو ساعة ونصف الساعة. أبلغوني أنه سيجري نقلي. لكني لا أعرف إلى أين سنذهب. مرة أخرى أغمضوا عينيّ، وقيدوا يديّ. عندما فتحوا عيني، رأيت أنني كنت في مطار دبي.

وذكرت أمينة أوزتورك، أنها لم تتعرض لأي استجواب أو تحقيق، بينما تعرض زوجها للتعذيب لمدة 52 يومًا. لقد علمت بذلك من خلال مكالمة هاتفية تلقتها من زوجها بعد أن جرى نقله إلى سجن عادي.

وأشارت أوزتورك، أن زوجها تعرض للضغط من قبل السلطات الإماراتية بالتعاون مع منظمة فتح الله غولن الإرهابية، للإدلاء بتصريحات ضد الجمهورية التركية، كما أن السلطات الإماراتية سعت لانتزاع تسجيلات مصورة لأوزتورك ينتقد فيها الرئيس رجب طيب أردوغان، وأن زوجها تعرض للضرب المبرح والتعذيب لمدة 3 أيام متتالية بسبب رفضه الإدلاء بتلك التصريحات.

ولفتت أوزتورك إلى أن أحد الأشخاص الذين شاركوا في تعذيب زوجها كان يتحدث التركية، وأن ذلك الشخص أحضر خريطة ووضعها أمام زوجها، طالبًا منه التحدث عن أمريكا وقطر وتركيا وسوريا، وأن زوجها أجاب بأنه مواطن مدني وأنه إذا كان لديهم بعض الاستفسارات حول تركيا بإمكانهم مراسلة الجهات الرسمية في الجمهورية التركية. كما طلبوا منه التحدث حول مشروع “التدريب والتسليح في قطر” (الخاص بالمعارضة السورية)، وما إذا كان يتردد على قطر أو لا، وكيفية إجراء عمليات التدريب هناك. وكيفية تحويل الأموال من قطر إلى تركيا.

وأضافت: كذلك سألوا زوجي عن سيدة من دولة قطر، وعن صلة تلك السيدة مع الرئيس التركي وعائلته، وما إذا كانت تتردد إلى تركيا. رد عليهم زوجي بأنه لا يعرف أي شيء عن هذه المواضيع. إلا أن السلطات الإماراتية أصرت على ضربه وتعذيبه من أجل انتزاع اعترافات كاذبة. وبعد سلسلة من التعذيب والأسئلة، لجأوا إلى سياسة الترغيب. وعدوه بأن يغرقوه بالمال إذا ما أدلى بتصريحات ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن زوجي رفض هذه العروض تمامًا، ما دفع بهم إلى إقامة هذه المحكمة الهزلية والحكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما. قبل فترة وباء كورونا، كانت السفارة تزوره كل أسبوع وتقدم له الدعم المالي والمعنوي. لكنهم لم يتمكنوا من زيارته منذ شهر مارس/ آذار الماضي بسبب حظر الزيارات.

اقرأ أيضا: السيسي نسي أن جيشه مشغول بصناعة “الكحك” وتحدث عن احتمالية مواجهة عسكرية مع تركيا

وأشارت أوزتورك إلى أن وضع السجون في الإمارات سيء للغاية، حيث لا يسمح لزوجها بالتسوق من المقصف، كما لا تقوم السلطات الإماراتية بتوفير القدر اللازم من الصابون ومواد النظافة الأخرى. وقالت: جرى تجريده من ملابسه، وتعريضه للتعذيب في السجن. يقومون بدفع بعض السجناء لضربه واتهامه بالتجسس!. الظروف ليست جيدة على الإطلاق.

وشددت أوزتورك على وقوفها إلى جانب زوجها، مشيرة إلى أن ابنها عبدالله أوزتورك، تعرض للاستجواب حيث يدرس هندسة البرمجيات في الولايات المتحدة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقالت: حدث هذا بالتعاون ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة. اتصل بي زوجي ذات يوم وطلب مني إحضار عبدالله. طلبت على الفور من عبدالله العودة إلى تركيا. اشترى تذكرته وهم بالعودة إلى تركيا. في المطار، وبعد اجتيازه كوة تفتيش الجوازات، جرى إيقافه من قبل عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين قاموا باستجوابه لمدة 5-6 ساعات. بعدها طلبوا منه العودة إلى البيت. قالوا له “اذهب الآن، سنخبرك بما ينبغي عليك القيام به لاحقًا”. في اليوم التالي، داهمت الشرطة منزله حيث يقيم مع أصدقائه. واحتجزوا أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخاصة به وبزملائه.

وأوضحت أمينة أوزتورك، أن الشرطة الأمريكية سألت ابنها عبدالله حول طبيعة عمل والده، وإلى أين كان يسافر، كما طرحوا عليه أسئلة حول تعليمه ودراسته، خلال فترة احتجاز استمرت لمدة أسبوع، قبل أن يسمحوا له بالمغادرة.

وذكرت أمينة أوزتورك أن السلطات الإماراتية هددت زوجها بالحاق الأذى بابنهما عبدالله في الولايات المتحدة، للضغط عليه من أجل الإدلاء باعترافات كاذبة ضد تركيا، مشيرة أن زوجها شخص مخلص جدًا لبلده وأمته، وأنه يهرع لمساعدة المتضررين في أجزاء كثيرة من العالم.

وقالت: هو لا يخاف من الموت. إنه يهرع لمساعدة المتضررين في مختلف أنحاء العالم بغض النظر عن كونهم مسلمين أم لا. لقد كان له أيادي بيضاء في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في سوريا والعراق وملاوي وأراكان. أطالب بإطلاق سراح زوجي على الفور وأدين السلطات الإماراتية على سوء المعاملة التي تعرض لها زوجي.

ورفعت عائلة رجل الأعمال التركي، محمد علي أوزتورك، دعوى قضائية في المحاكم التركية ضد سلطات أبوظبي على خلفية الانتهاكات التي تعرض لها أوزتورك وعائلته من قبل السلطات الإماراتية.

الاناضول

Exit mobile version