يشعر ولي العهد السعودي محد بن سلمان بصعوبة موقفه في عهد الرجل الجديد بالبيت الأبيض جو بايدن، خاصة وأن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب كان يتستر على جرائم مروعة للأمير الشاب، ولأجل ذلك يسعى لترتيب أوارقه اتخاذ خطوات هامة لتجميل وجهه القبيح قبل بداية عهد بايدن.
وفي هذا السياق أفادت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية بأن الرياض بدأت الاستعانة بجماعات ضغط ذات صلة بقادة الكونغرس الأمريكي من الجمهوريين؛ خوفاً من اضطرابات محتملة في العلاقات مع واشنطن، في ظل استعدادات لتولي جو بايدن رئاسة البيت الأبيض والذي قال سابقاً إنه سيتخذ موقفاً أكثر صرامة مع المملكة.
ويذكر التقرير وفق ترجمة موقع “عربي بوست” أنه على الأرجح سيُحقق هؤلاء المدافعون عن مصالح السعودية نجاحاً أكبر في الانخراط مع مشرعي الحزب الجمهوري بالكونغرس الجديد وليس الديمقراطيين أو إدارة بايدن.
فقد أحرز الجمهوريون تقدماً خلال انتخابات مجلس النواب الأمريكي عام 2020، ويمكن أن يحققوا نجاحاً في مجلس الشيوخ كذلك إذا فازوا بأحد المقاعد المتاحة في جولتين بولاية جورجيا مُقررتين مطلع الشهر المقبل.
يأتي هذا في وقت أخبر فيه بايدن مجلس العلاقات الخارجية في عام 2019، خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، بأنه سيقلص حجم الدعم الأمريكي للسعودية في قضايا جوهرية.
كما أوضح وقتها: “سأوقف دعم الولايات المتحدة للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن، وسآمر بإعادة تقييم العلاقات معها. آن الأوان لإعادة الشعور بالتوازن والمنظور، والوفاء لقيمنا في علاقاتنا بدول الشرق الأوسط. لقد أعطى الرئيس ترامب شيكاً مفتوحاً خطيراً للسعودية”.
ويأتي أحد التعيينات الأخيرة من مجموعة Larson Shannahan Slifka، وهو مكتب علاقات عامة في ولاية آيوا، وقّع عقداً مجزياً مع السفارة السعودية، العام الماضي. وتُعرف كذلك بمجموعة LS2، وقد وافقت السفارة عام 2019 على أن تدفع لها 1.5 مليون دولار لمدة عام واحد.
وتُظهر السجلات الجديدة أن LS2 استعانت بشركة Arena Strategy Group لأعمال تتضمن: “إعلام الشعب، والمسؤولين الحكوميين والإعلام، بأهمية دعم وتعزيز إقامة علاقات قوية بين الولايات المتحدة والسعودية”، حسبما ورد في تقرير أجنبي، إذ بدأ العمل بموجب العقد في 1 ديسمبر، بعد أسابيع من إعلان فوز بايدن بالانتخابات، وجاء في التقرير أنه سوف يتضمن أعمال العلاقات الحكومية، وتبلغ قيمة هذا العقد نحو خمسة آلاف دولار شهرياً.
كما استعانت السفارة السعودية مؤخراً، أيضاً، بشركة Off Hill Strategies لمدة تغطي فترة المرحلة الأخيرة من الانتخابات والمرحلة الانتقالية، وهي شركة سياسية لممارسة الضغوط أسسها تريب بيرد، الذي عمِل سابقاً مديراً للعلاقات الحكومية بمنظمة Heritage Action المُحافظة.
وقد بدأ العقد في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما كان بايدن متفوقاً على بايدن في أغلب الاستطلاعات الوطنية. ويرِد فيه أيضاً سريان مدة الاتفاقية، وقيمتها 25 ألف دولار شهرياً، حتى 18 يناير/كانون الثاني، أي قبل يومين من تنصيب بايدن.
وتتركز مجهودات شركة Off Hill، وفقاً للعقد، على “دعم جهود السفارة في التواصل مع الكونغرس، وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة”. وأظهر تقرير منفصل أن الشركة ساعدت السعودية في “جمع البيانات المتعلقة بالتشريع الشامل لنهاية العام”.
على صعيد آخر، لجأ السعوديون إلى شركة علاقات عامة رائدة، من أجل دعم مشروعهم لتطوير مدينة جديدة تهدف إلى تعزيز طموحات المملكة في التنمية الدولية.
إذ كشفت شبكة “سي إن بي سي”، أن مسؤولاً تنفيذياً في شركة “إيدلمان” للعلاقات العامة- لم تسمه- أرسل بريداً إلكترونياً إلى شركة نيوم السعودية، التي تقود مشاريع تنموية ضخمة في الأراضي السعودية، لتوضيح تفاصيل اتفاقهم.
كما ذكر نائب رئيس الشؤون العامة لشركة إيدلمان، جيري سوليفان، في رسالته لشركة نيوم، أن الشركة ستقوم بتقديم استشارات استراتيجية، ودعم العلاقات الإعلامية، إضافة إلى تطوير المحتوى.
وفقاً للبريد الإلكتروني، تبلغ مدة الاتفاق 3 أشهر مقابل 75 ألف دولار شهرياً.
العام الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن نيوم مدعومة من قبل محمد بن سلمان، وتبلغ قيمة مشروع المدينة السعودية الجديدة 500 مليار دولار.
كما كشفت الصحيفة أن بن سلمان يأمل أن تكون المدينة الجديدة واحدة من المراكز العالمية للتكنولوجيا بحلول عام 2030، ويعتقد أن المدينة بإمكانها أن تحل محل مركز التكنولوجيا في الولايات المتحدة “سيليكون فالي”.
هذا ولم تصدر أيٌّ من شركات الضغط والدعاية ردوداً على المزاعم الواردة في تقرير شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..